مشاهدات مؤلمة في ميناء أم قصر بالبصرة

 

د. أحمد عبدالله

sultan_10002003@yahoo.co.uk

حين يصل المسافرون من العراقيين والعرب والأجانب بحرا قادمين من ميناء دبي الرائع ليحطوا الرحال في ميناء ام قصر في البصرة فأن الصدمة الكبرى هي أول مايواجهونه هناك، فمن صعود الحمالين بأعداد غير قليلة الى داخل السفينة والتزاحم غير المبرر أو المعقول على شبابيك الجوازات وأجراء الفحص الطبي وسحب الدم بشكل غير متحضر ومطالبة بعض الموظفين ورجال الشرطة في الميناء ب(الأكرامية!!) بألحاح ليصل الأمر حد الأبتزاز أحيانا، فضلا عن وساخة المكان والفوضى العامة فيه وعدم توفر الأضاءة او التبريد أو أماكن لراحة المسافرين وغيرها كثير، على العكس تماما من الوضع في مطار البصرة الدولي حيث المظهر الحضاري الذي يبهج النفس ويعطي صورة ناصعة للبصرة الفيحاء. كل هذه الأمور تجري في ظل وجود وجود مدير للميناء ومدير عام للموانيء ومحافظ وآخرين يتلقون رواتب ضخمة عدا من يحلل المال الحكومي وفق أهواءه!!

لتعلم الحكومة المركزية العراقية أن بقاء الحال على ماهو عليه اليوم في ميناء أم قصر يعطي صورة كالحة وسلبية للغاية عن سوء الأدارة الحكومية على العموم الأمر الذي يدلل على أن من يدير الميناء والمؤانيء العراقية عموما لايستحقون البقاء في مناصبهم ولو ليوم أضافي. المأساة اليوم أن الكثير من المدراء العامين أو المدراء قد (وضعوا) في أماكن لايستحقونها أبدا حيث الأعتبار الحزبي والفئوي والطائفي هو المقياس دون أكتراث للكفاءة الأدارية والعلمية والمهنية. أنه تخريب البلاد وتدمير نفوس العباد ليس ألا!

أننا نرى هنا لزاما أن يتدخل السيد رئيس الوزراء المحترم بشكل مباشر وأن يقوم شخصيا بزيارة ميناء أم قصر في البصرة ليطلع عن كثب على المأساة الدائرة هناك في مدينة البصرة المظلومة وليرى بأم العين مدى تقصير الجهات الأدارية (الحاكمة!) في مدينة الثقافة والخير ومن المستويات كافة. وهنا نؤكد مرة أخرى أن ترك ميناء أم قصر وميناء أبو فلوس وغيرهما من الموانيء الأخرى الممتدة في الفاو وأبو الخصيب وأم قصر نهبا للميليشيات والأحزاب التي تدعي التدين والتي أساءت كثيرا بسلوكها وتصرفات أفرادها وأستهتارهم الشنيع الى الدين السلامي الحنيف سوف يلحق المزيد من الضرر البالغ بالعراق!

أنه الفشل الذريع الملموس للحكم اللامركزي في هذه الفاصلة التاريخية من تاريخ العراق وبالتالي مأساة تحقق الفيدرالية قبل خمس سنين من الآن.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com