من كان بيته من زجاج

 

 علي توركمن اوغلو

sanaelgerawy@hotmail.com

جهاز التلفزيون هذا اختراع عجيب، واعجب مافيه تسجيله للاحداث بحيث يستحيل نكرانه، فمن خلال هذ الجهاز العجيب اطل علينا فخامة رئيس جمهورية العراق السيد جلال الطالباني وبيده سبحته المئة وواحد في الايام الاولى من الاحتلال الامريكي للعراق حيث كان قصف الطيران الجوي الامريكي في شمال العراق على معاقل انصار الاسلام(الارهابية) على اشده، حيث كان يتحدث الى جماعة من الاخوة الاكراد في شمال العراق، فنظر الى الطائرات الامريكية قائلا وباللغة الكردية كنا قبل ايام نختبئ اذا ما رأينا الطائرات العراقية، واليوم طائرات الاصدقاء تقصف معاقل جماعة الاسلاميين. ونسأل فقط هل كانت تلك العملية تمس السيادة؟!

واليوم يظهر علينا سيادته مرة اخرى ليمنع تسليم ولو قطة كردية الى الحكومة التركية، بدعوى ان هذا مساس بالسيادة العراقية، وجرح بالغ للانفة القومية الكردية! ان فخامة رئيس الجمهورية اذ يتحدث امام الكاميرات ينسى حقيقتين: اولهما انه رئيس لجمهورية العراق وليس رئيس لدولة كردستان، وثانيا ان من يطالب الحكومة التركية بتسليمهم هم مواطنوا الجمهورية التركية، اي انهم اتراك في الجنسية، والا لماذا تطالب بهم! فاذا كان تقدير القيادة الكردية سواء من يتبؤا منهم منصب رئاسة جمهورية العراق، أو رئاسة ادارة شمال العراق هو مساندة من يتكلم الكردية مهما كان جنسيته، عندئذ يحق علينا القول بأن لاحق لاحد من قيادي الاخوة الاكراد بأتهام احد من التركمان، بعد الان، عند تعاطفه مع الجمهورية التركية بالخيانه والعمالة، واتهام جبهته التركمانية الممثل الشرعي لامانيه، والرافعة لعلم الجمهورية العراقية، والمدافعة عن وحدة واستقلال اراضي العراق بالعمالة للاستخبارات التركية. ولايحق لهم كذلك اتهام الحكومات التركية عند انحيازها لدعاوي التركمان المحقة بالتدخل في شؤون العراق الداخلية لانهم، اي القيادة الكردية، ورئيس الجمهورية العراقية يفعل الشيئ ذاته، علما بأن دولة كردستان لم تقم بعد، فكيف بهم اذا ماقامت.

كما ان فرض ادارة شمال العراق بلسان رئيس ادارتها المحلية السيد نجيرفان البرازاني، والسيد فؤاد حسين مدير مكتب السيد مسعود البرزاني الحل السلمي مع منظمة PKK الارهابية على الحكومة التركية والجلوس معهم لحل المشكلة مثال واضح للتدخل في الشؤون التركية في وقت لازالوا هم ادارة محلية في دولة العراق، ولنا ان نتصور ماذا سيكون الحال لو استقلت هذه الادارة، عندئذ ستعلن بأعلى صوتها نصرتها لقضايا الاكراد في العالم، وستغرق المنطقة بأسرها في بحور من الدماء. وعندئذ فقط سيترحم من سيرى ذلك اليوم، لاسامح الله، على تركيا التي لم تفعل شيئا للتركمان في العراق غير التمنيات.

ولنا ان نسأل لماذا لاتنصح القيادات الكردية، ما دامت هي نصيرة للسلام القيادات الامريكية لتجلس مع منظمة القاعدة الارهابية لحل المشاكل بينهما؟
ان تكرار قيادي الاكراد واخرهم تصريح السيد مسعود البرزاني في مؤتمر صحفي في مدينة اربيل بأنهم لا يتمكنون من محاربة هذه المنظمة الارهابية، ولا يتمكنون من القاء القبض عليهم لانهم يتمركزون في مناطق وعرة جدا لا يمكن الوصول اليهم ادعاء يبعث على التعجب فعلا، اذ كيف يستطيع السيد احمد زاويتي مراسل الجزيرة الوصول اليهم يوميا والاجتماع مع قائد قوات هذه المنظمة الارهابية، بينما يتعذر على ادارة الشمال الوصول اليهم. وكيف ستستطيع القوات العسكرية للادارة الوقوف امام القوات التركية ومحاربتها، ولاتستطيع محاربة عناصر حزب العمال، وكيف تستطيع الاسايش الكردية اعتقال الصحفيين التركمان في عز النهار بكركوك، ولاتستطيع اغلاق مكاتب حزب العمال الكردستاني في عرفه بكركوك ومنعهم من توزيع مناشير تهدد التركمان علنا بتنظيم مجازر لهم اذا ما اقدمت تركيا على مهاجمتهم، أو مهاجمة ادارة الشمال؟

اني ارى بأن الجواب الشافي لهذه التساؤلات والمتناقضات مثل شعبي يقول "ان من كان بيته من زجاج لا يحق له قذف نوافذ الجيران بالحجارة"

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com