ربما لم نعثر على عزم كما عنده، فالحقيقة كلها تتمثل في الاعلان عنها وقولها ثم العمل لأجلها في بلاد الرافدين الذي يندر ان نجد على سطح احداثه الملتهبة التفاتة حريصة من قبل المدافعين عنه كما انتفض الشيخ جلال الدين الصغير في قبة البرلمان العراقي مدافعاً عن الأطفال الأبرياء الذين يقتلون بدمٍ بارد من قبل القوات الأمريكية والعراقية على حدٍ سواء.

ففي غمرة التهافت والتناحر الذي اعتاد عليه مقهى مجلس النواب العراقي وذلك التسييس الذي يعم قبة البرلمان العراقي واحتدام النقاش حول العرقلة التي يحدثها عضو مجلس الرئاسة "طارق الهاشمي" في عدم التصديق على القوانين المشرعة ما يجعل الجو متوتراً ومتأزماً في كثير من الأحيان، وبما احدث حالة من التوتر الطائفي دون الحاجة الى أن ندخل في تفاصيل العرقلة التي يخلقها "الهاشمي" في البرلمان ربما سنأتي عليها في مقال آخر.

الذي لفت الانتباه التفاتة الشيخ الصغير حول اعتقال أحد الاشخاص في بغداد من قبل القوات الامريكية والعراقية بعد قتلهم أحــد أبنائه بدم بارد دون ذنب او جريرة، مشدداً على أن هذه الحالة لم تحدث فقط هذه المرة ولم تبتل بها طائفة دون أخرى، فالكل أصيب بهذا الاستهتار الطائفي الذي يعم العراق بفعل القوات الامريكية ومن ضعاف النفوس من العراقيين الذين يرتكزون على الطائفية ويتخذونها منهاجاً لهم في عملهم.

في الحقيقة ان مطالبة الشيخ الصغير بالتحقيق مع هذه الجهات ووضع حد للتصرفات الهوجاء لهي دليل على وطنيته وما يجب ان يتصف به النائب تجاه العراق، فقد اضحت امانينا تترقب بروز شخصيات وطنية أمثال الصغير ليبدأ مشوار العراق الوطني، وهنا نرجع الى أصل المشكلة وهي القوات الامريكية التي تتخبط بالعراق دون حق ودون ان نرى من يرحلها.

جدير بالملاحظة هنا الحملة الشعواء التي يتعرض لها التيار الصدري في العراق، بما في هذا التيار من مذنب وابرياء من قبل القوات الامريكية، ثم القتل العشوائي وانتهاك الحرمات في حوالك الليالي، فذلك مما يذهل العقل بضميمة بقية الظلم وكل هذا الاستهتار والتعدي على السلطة التنفيذية العراقية وغمط دورها من قبل الامريكان، وما حدث من شركات الحماية الامريكية واعتدائهم على ابرياء الشعب العراقي،، كل اؤلئك يتطلب منا ومن البرلمان العراقي والحكومة العراقية اتخاذ موقف حازم لمعالجة الوضع المتأزم وحماية المواطن من بطش المستهترين بحرمة الدم العراقي،،، وعلينا تقريب المسافة والحجج الواهية في تدريب القوات العراقية لأستعادة الأمن، فالعراقيون قادرون على حماية أنفسهم، وبأقل التقادير فان العراق بأحزابه يمتلك مليشيات قادرة بالانخراط بالجيش العراقي وخروج الامريكان... فـالمجلس الاعلى عنده" قوات بدر" لا تحتاج الى تدريب وكذلك التيار الصدري بما عنده من "جيش المهدي" فهما قوتان ان أحسن استخدامهما فسيكون مصلحة الشعب العراقي هي الثمرة لا ريب .. لا أن يخدمان مصالح حزبيهما، فمتى ما تجاوزا الذاتية والانية فسوف يعبران الأزمة ونتخلص من شبح الاحتلال الامريكي. 

 ثمة ملاحظة هامة هو أن حزب الدعوة لا يمتلك مليشيات وخوفاً من أن يفقد السيطرة على مقدرات العراق لم يتخذ هكذا خطوة ... صحيح أنها خطوة فيها مجازفة ولكن على الاقل نتخلص من شبح المهاترات بسبب الامريكان والاحتلال ونكسب ود الشعب العراقي بغالبية مكوناته.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com