النضال من اجل الانتظار....!

 

عبد العزيز محمد أمين ( دل برين ).

behlewi@hotmail.com

قصة واقعية, ليست من محض الخيال, هو نفسي وتعرضي لويل الحاجة بين ملتي, إليكم ما اسرده عن نفسي وبقلمي أن صح التعبير.

عام 2001 تعرضت إلى سكتة قلبية (جلطة), حسب التقارير الطبية لن أتمكن من العلاج في كردستان لضعف الكادر الطبي, ويجب السفر إلى خارج الإقليم من اجل إجراء عملية (القسطرة القلبية), رفعت التقرير الطبي إلى فرع المنظمة الحزبية الكردية, ومن ثم إلى لجنة الصحة، والى المكتب السياسي للحزب ....؟, دفع لي  ( 500 ) سويسري فقط، وكأنني ذاهب إليهم من اجل شراء رغيف خبز، كانت هناك معلومات أكيدة إن هناك أناس ارسلو من اجل العلاج إلى بغداد عاصمة العراق وذلك بالتنسيق بين الحكومة العراقية والحزب، وآخرين إلى تركيا والبعض إلى إيران، أما شخصي فقد انكرو ذلك، لأنه لايوجد قانون يدافع عن أناس ليست لديهم شخصيات اعتبارية .....!.

بقيت في حالتي المرضية إلى عام ( 2005),لأتعرض لجلطة أخرى,أدخلوني حينها إلى مشفى الطوارئ بدهوك، قسم الإنعاش، ومن خلال الفحوصات والتقارير تبين انه هناك انسداد الشريان الأمامي النازل بدرجة عالية جدا أي 98%, بالطبع الحالة تستدعي السفر للعلاج،حسب نصائح وإرشادات الأطباء لي،أسفا لم أتلقى المساعدة من احد رغم طرقي لجميع الأبواب الحكومية والحزبية،دون فائدة تذكر، أجبرت على البقاء بحالتي المذرية،إلى تاريخ 26/05/2006 لتكون النهاية على الوشك من خلال التعرض إلى جلطة أخرى، بالطبع تدهورت حالتي كثيرا من ضيق تنفس وضعف شديد للرؤية،هنا بدا العد العكسي لأيامي حسب ما بشرت به من الحزب والحكومة .

أم الأولاد ارتأت إلى حل وهو بيع أثاث المنزل، وإدراكها لعدم وجود فائدة مرجوة من ....؟, باعت جميع ما نملكه ضمن البيت من أثاث بسمن بخس لأجل تسفيري للعلاج، أما الأصدقاء، تلقيت العون من اعز أصدقائي يدعى " احمد محمد سعيد زيباري ", الذي أسرع إلى أخراج جواز سفر لتسفيري من اجل أن أبقى حيا ضمن العائلة .

سافرت إلى دمشق ومن ثم أجريت لي العملية،( زرع شبكة دوائية ) .الحمد لله نجحت العملية، تحسنت صحتي بعدها عدت إلى كردستان، وللأسف العودة كانت أقسى بكثير، لأنني شاهدت المنزل خاويا، أشبه ببيت مهجور للغربان وقطاع الطرق، والأولاد متراميين فوق قش يابس،تمنيت ساعتها وفضلت الموت على عودتي، قلت يجب أن لا اقطع الأمل وانبش قد أرى الكرم والمروءة الكردية من جديد، اخطأ حدثي، على العكس تماما رأيت جميع الأبواب موصدة بإحكام .

ما زاد الطين بله، طفلتي الصغيرة، تبين أنها مصابة بداء الصرع، بالطبع هو داء مزمن حسب التقارير الطبية، يجب إلى الانتباه إليها وحمايتها من البرد وكل ما يزعج, احترت لأنني أصبحت بين المطرقة والسندان، هل ابكي ... أم اسرق ... أم اقتل ...., بيت مهجور، والدار مأجور وطفلة بحاجة إلى العلاج ووالد جريح ومصاب بالقلب.

ضقت ذرعا، توجهت إلى بعض المسئولين، والذي كان أخي يخدم لديهم واستشهد ، فوجئت بتلقي وعدا بمساعدتي من قبلهم .

ربما أقول لقد انتهت محنتي وستنحل كل مشاكل السكن والعلاج والى ما شابه، لكن  ؟ جرت الأيام لتصبح شهور وأنا اعد العصي بعد آخر، أتجرع من العلقم الكثير يوميا، حتى بلغ السيل بي الزبا، لأكتب وانشر ما تلقيته إلى ألان، ولكي أخبركم أذا كنت من أبناء الأغوات والبشوات هل كنت سأنتظر أجراس وأبواق الأبواب، لا بالطبع لأنه كنت سأتصرف من تلك الأموال التي يمنحها الحزب للبيت _ الاغواتي  _ شهريا أما أبناء العامة يأكلون الخبز على أرصفة الطريق دون مأوى، هذه هي قصتي والى الاسوء ستحول أحوالنا إن لم يكن الاختيار وجيزا وموضوعيا بين جميع من يسكن وطني كردستان . 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com