الحكواتي والسر القابع في صندوقه المتنقل،صوته الخشن إن أراد إثارة التشويق إلى قصته،ناعما حينا آخر ليثير الشفقة لمستمعيه،كشفه لخفايا السيد العجوز على كركوزه المسكين،حين الطلب، ينادي أزلامه بقراءة الفرمان : فرمان, فرمان, من والي السلطان، على دفع الجزية أو الالتحاق بغزو الجيران .

ربما اللجوء إلى عهود الاتفاقات الدولية الملتوية, يكون أكثر جدلا وصوابا، هنا وبين أحقية أو اللااحقية لأي شعب أو امة، انطلاقا من معركة جالديران والى سايكس بيكو, أكثر الشعوب ضررا، بعلم التاريخ نحن الكرد, أم الترك أم غيرنا من باقي الشعوب ضحية الإطماع الدولية .

ليس سردا بل هي العين بذاته،إن قلنا بملأ أفواهنا لم نرتكب أي جريمة ككرد، من مجازر بحقنا وقتلنا أحياء وانفلة المتبقي منا إلى سهول ووديان لا عيش فيها.

الهدف من الزمجرة التركية ألان، قرعها لطبول الحرب على الحدود وتهديدها لغزو أراضي الإقليم, كل هذا من اجل ما يسموه اليوم الغذاء الأسود في ربوع الكرد، بالطبع الحجج واهية, تارة لإنقاذ التركمان والدفاع عنهم وهم ضمن أراضي الإقليم لهم وما عليهم بالنسبة إلى الكردي،كذلك ذرف الدموع عليهم ورفع النسبة التركية إلى أكثر من الخيال،والرهان كان واضحا لعددهم _كرسي واحد لاغير_في البرلمان العراقي وحتى لا نتيه بين الرغبة التركية وأهدافها المبيتة خلف تلك الحجج, يجب أن نتذكر أن لكل دولة شانها الداخلي، لا يجب أن تجاوز أعتاب البوابة بغير إذن، نعتقد أن الترك بلغ بهم الكيل والغضب لفدرالية الإقليم ومن المادة 140 من الدستور العراقي ذروته،وبدأت الحشرجة تأكل عقولهم خاصة بعد اعتراف بعض الدول بارتكاب تركيا مجزرة بحق الأرمن وعدم مراعاتها لحقوق الأقليات ضمن أراضيها، دليل أساسي على هروب تركيا إلى اللعب بورقة الأذية لدول الجوار واختراعها مشكلة الحزب العمال الكردستاني ودعم الحكومة الكردية في كردستان العراق لهم .

ربما الاعتناء أكثر للخطاب العقلي العصمنلي، بعد فقده لميراثه من أراضي كانت قد استعمرتها، والتي لم يبقى منها سوى الجزء الكردي، الذي يشكل ألان هاجسا أكثر قوة وخوفا للذئاب التركية، بناء دول كردية مجاورة للجزء المستعمر من قبل الأتراك يكمن رد فعل طبيعي لهم على إثارة القلاقل والعفويات وعدم التسليم لصيغة الحوار المتبادل واللجوء إليه للسلامة البشرية، حزب العمال الكردستاني وأكثر من مرة أراد من الحكومة التركية أنهم مستعدون لإلقاء السلاح بشرط الاعتراف بهم كحزب ومنحهم حقوقهم، وللشعب الكردي احقياته المتناولة في بنود والمواثيق الحقوقية جمعاء,الرفض التركي جواب وجيز لما يخفيه وما يريده .

لغة العنف دالة تنصب في غير صالحهم، إن ارتأوا إلى ما هي عليه من وضع دولي،فهي على أبواب الدخول للاتحاد الأوربي، رفض بعض دول الاتحاد انضمام تركيا إليها إن لم تحل المشاكل الداخلية وتحسن وضع شعبها وخاصة المناطق الكردية،جميع هذه الأمور تستدعي من الجارة التركية استبدال السياسة المتغطرسة المحقونة بدمائهم اليوزباشية الآفلة الزمن،وأنهم بحلتهم المزركشة وأدمغتهم يقبرون لأنفسهم ويشقون الطريق إلى ما بعد الجهل.

ربما الكردي خسر الكثير ونال الكثير من المتاعب لتمسكه بلغة العطف وانسياب الكلمة الرقيقة إلى مسامعه، كما أكد لنا احد المستشرقين بقوله " الأكراد يخسرون على طاولة المفاوضات "، أما ألان وقد سبغت وتعمقت التجارب لدى الشعب الكردي، هو إرادته العيش والتفاهم والاستقرار بدولة كردية ذاك الحلم الذي طال به الأمد، تحقق الأمل بتجربة كردستان العراق الفيدرالية محاولين إتمام هذه التجربة بلغة الحوار والتفاوض مع كل مشكلة أو خلل يعيق استمرار تجربتهم، وحصولهم على حقوقهم ليست كاملة، والذي يكاشفنا به التاريخ .

نظن أن الحكواتي قد أبلى بلاء حينما اظهر رغبة سيده المتعجرفة والتي لا يتقبله العقل والضمير في اجتياح الإقليم دون أي مبرر, موصدا كل الأبواب التي تؤدي إلى التفاوض والحوار .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com