انتفاضة المهجر ....والخطاب العقلاني المهذب

 

د. عبد الهادي سعيد/ ألمانيا/ أخن

s_iraq@hotmail.com

ليست الكلمات التي نتفوه بها فقاقيع صابون تطفو على سطح ألسنتنا لتنفجر في الهواء بسرعة .. فالكلمة في الإسلام مسؤولية (ما يلفظ من قول إلاّ لديهِ رقيب عتيد) رقيب يراقب أقواله في الخير وفي الشّر، ذلك لأنّ اللسان كما في الحديث «مفتاح خير ومفتاح شر» .
ومسؤولية الكلمة تتحدد في التفكير بها قبل إطلاقها، واختيار الأحسن من بين الكلمات الحسنة الكثيرة، وإتباع الأسلوب الأمثل في إطلاقها، ودراسة انعكاسها وتأثيرها على من يتلقّونها .
وتلك عملية تحتاج إلى شيء من التدريـب، فالتسرّع في قذف الكلمات كثيراً ما يؤدي إلى نتائج سلبية وأحياناً وخيمة، والتأني في انتقاء الألفاظ وصياغتها بأسلوب محبب، غالباً ما يؤدي إلى نتائج إيجابية طيِّبة .
إن كلماتنا الجميلة هي مثل الهدايا .. يستحسن أن نقدمها مغلّفة بغلاف جميل حتى تسر الذين نقدمها إليهم .
وكلماتنا الناقـدة مثل وخزات الإبر .. يفضل أن لا تكون موجعة للدرجة التي تجرح سامعيها .
وبعد حين من المراس والتمرين سـيكون لنا قاموسـنا الخاص في الكلمات المهذبة والكلمات النقدية الصريحة، فنحن في الحالين نريد أن نصل إلى عقول الناس عن طريق قلوبهـم، ولا يكون ذلك إلاّ بإتباع الأسلوب الذي علّمنا القـرآن إيّاه (وقُل لعـبادي يقـولوا الّتي هي أحسن)() .
فالكلمات كالبضائع في السوق، فيها الجيد وفيها الرديء .. وعلينا أن نتخير (الكلمة الطيِّبة) في لفظها وفي معناها وفي مرادها لتكون رسولنا إلى الآخرين .. وتلك ليست مهمّة سهلة لكنّها ليست صعبة على من يعيش مسؤولية الكلمة .

 من هنا أود أن انتهز الفرصة لأوجه كلامي لكل المخلصين الذي يعملون على نجاح انتفاضة المهجر المباركة وللكتاب الذين يدعمون هذه الانتفاضة بمقالاتهم وبحوثهم أن ينتبهوا كثيرا للكلمات التي يسطرون لان العمل في هذا الميدان مسؤولية وانتفاضة المهجر موجهة لتجريم الفكر الوهابي .....فكيف لنا أن نطالب بتجريم فكر ونأتي بأدنى منة قيمة وأكثر منة عنفا (لان عنف الكلمات ليست اقل تجريحا من عنف السكاكين) .

ونقطة أخرى أود إثارتها وهي اختيار كلمات معينة من مثل (موردخاي)و (آل سلول) للإشارة إلى النظام الحاكم في السعودية, ولا يخفى ما لهذا الأسلوب في الطرح والتعبير عن الأفكار من مردود سلبي في الأوساط السياسية والثقافية  في دول العالم الغربي .

ترى ماذا ستكون ردود الأفعال على مثل هكذا نصائح ؟؟

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com