|
الكل يعلم العلاقة الوطيدة التي تربط وزير النفط السيد حسين الشهرستاني بالمرجع الأعلى السيد السيستاني وقبل ذلك الكل شاهد بأم عينه كيف ان جميع القياديين والسياسيين،الشيعة منهم بالخصوص، قد جعلوا من النجف قبلتهم ومن سماحة السيد السيستاني مرجعهم وخصوصا في أيام الانتخابات وكذلك حينما تشتد عليهم وطأة الضغوطات الخارجية والداخلية والشعبية بصورة خاصة فإنهم يسكنون النجف لأنها المنقذ الوحيد لهم من غضب الشارع العراقي الذي لا يخافهم لكنه يحترم رأي مرجعيته الدينية. إلا أن الأمور بدأت بالتغيير شيئا فشيئا وأصبحت الزيارات تقل نوعا ما للنجف وللمرجع الأعلى لأسباب لا يعلمها إلا هم والمرجع نفسه، فمنذ أن طالبهم بعدم تسلم أي وزارة في الحكومة ولم ينفذوا ما أراد من أمر حكيم هو اعرف بمصلحتهم فيه وكذلك عندما تركوا البرلمان (وهاجروا إلى يثرب) ففضلوا الكراسي على رأي مرجعهم، فقد تغيرت العلاقة وأصبحوا لا يلتزمون برأيه ولا يعبأون به أو بوكلائه المنتشرين في كافة محافظات العراق وأبرزهم إمام جمعة النجف السيد الصافي وإمام جمعة كربلاء الكربلائي و طالما كرروا الأوامر الصادرة من النجف بخصوص الخدمات وبعض الأمور الأخرى إلا انه لا احد يسمعهم ولا احد يستشيرهم وكأن الأمور أخذت منحى آخر لا يعرف سببه. ولكن رائحة الدور الأمريكي في ذلك أزكمت الأنوف وليست الرسائل التي وجهت في قتل عدة وكلاء للسيد إلا دليل على ان الأمريكان قد تخلوا وأمروا أتباعهم بالتخلي عن الحصانة التي أعطيت لهم من قبل المرجع الأعلى بعد أن وعدوهم ان الحصانة التي ستقدمها الإدارة الأمريكية اكبر وأعظم وآخر حدث هو التجاوز الغير مسبوق للسيد الشهرستاني على المرجع الأعلى في مسالة قانون النفط. وهنا أتذكر كلمة للدكتاتور (الشجاع) الطاغية صدام حين خاطب قيادات البعث في أوائل أيام حكمه بقوله ان حصانة البعثي هي اكبر من حصانة عمر بن الخطاب. وهناك عدة أسئلة مطروحة هنا: هل انتهى حقا دور المرجعية الدينية الشيعية في إسناد رجال الحكومة كما انتهى دور المرجعية الدينية السنية من قبل، أم ان هناك مرجعية أخرى بانت بوادرها ستكون بديلة لتلك التي فقدت بريقها لدى أبناء الشعب بسبب التلكؤ والعجز والفشل الذريع الذي منيت به القائمة التي باركتها المرجعية! أم ان الحاجة أم الاختراع وستزول الحواجز الحالية بمجرد زوال من وضعها أي بعد نصف قرن من الآن كما صرح قائد الجيش الأمريكي في العراق ؟!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |