أمل تركيا بعضوية الإتحاد الأوربي أحيا في زعيم حزب العمال(الـ كردي/تركي)"عبدالله أوجلان" أمل الحياة ومن ثمت الحرية، كما توشي آخر رسالة كتبها أوجلان قبل ليلة قبضه/ خطفه من عالم الحرية يحرص وهو في محطة فراره اليونان، ويأمل عبر سطورها، بالحياة، طالبا في تضاعيف غضونها، ضمان سلامته الشخصية بعد تسببه بزهق أرواح 30 ألف برىء كردي/تركي، بإسم الحرية ذاتها، بدعوى تبدأ دائما بحق إستعمال اللغة الكردية، ثم الثقافة ثم تحسس المسدس مع ذكر مفردة"ثقافة" البريئة ظاهرا بذاتها من حيث المبدأ وبدون أدلجة الشوفينية فاشيا كأول الغوث غيثا، ثم ينهمر القطر دما يتأباه روح الإتحاد الأوربي ذاته.
عبدالله إبن الفلاح أوجلان في بلدة"عمر لي" الحدودية مع سوريا في كردستان تركيا/ ثلث تركيا ونفوسها 30% من سكان تركيا،و تضم مدنا كردية أخرى مثل؛ وان، هكاري، موش، وشرناخ، وقاعدتهم جنوب شرقي تركيا "ديار بكر" الصحراوية الترابية المسورة الجافة القارية الحارة، عاصمة كردستان الكبرى التي مدت على الأفق جناحا ظلل جنوب غربي أرمينيا وآذربيجان ولبنان. تركيا الشرقية الجمهورية سجنت عمدة"ديار بكر"مهدي زنا(عجل الله فرجه ومخرجه) 15عاما، ولا علاقة للقبه"زنا"وللشرف بتهمته، وعزلت رئيس بلدية"سور ديار بكر"(العظيم، بعد سور الصين)"عبدالله دميرباش"، لأنه يسوق ويصدر ويخاطب في تحاياه بالمناسبات، بغير مناسبة، باللغتين الكردية والأرمنية مع حرف W غير الوارد في أبجدية أتاتورك اللاتينية العلمانية كبديل للحرف العربي في الرسم القرآني العثماني. وتركيا المستغربة الديمقراطية التي يحدوها أمل عضوية"الإتحاد الأوربي" بمد حدوده لتكون حدود شمال العراق، إرتضت القاضي الكردي الشاب الطموح"عثمان بيدرمير" ليكون هو الخليفة، عمدة لديار بكر، ولا علاقة أيضا للإسم الراشدي. وقد كان أعلى مسؤول في قمة السلطة في باريس(شيراك) عمدة لباريس، في شبابه، ولو تذكر أهل العاصمة التركية التاريخية للخلافة الإسلامية بعد بغداد(إسطنبول)، صورة جانبية لعمدتهم في شبابه، سيجدونه اليوم يتربع بإسم الله،(معتدلا) في (بوزه) وسمت قيافته النورانية الإسلامية، أيضا أعلى قمة السلطة في"أنقرة" العاصمة التركية الجديدة، رئيسا للحكومة"رجب طيب أردوغان"، بعد إنحسار المد القومي الطوراني الذي سيطر على 265 مقعد في البرلمان التركي في نيسان 1999م، بعد نحو شهرين من تنفيذ خطة خطف أوجلان، إستجابة لنداء تياه بالقومية العلمانية صادر عن تيار "الذئاب الغبر" الذي يعود الى الضابط الإنكشاري"إلب أرسلان توركش" المتوفى قبل عقد من الزمن(عام1997م)، وكان يتطلع الى أتراك التتار والبلقان والباش كير(الباش كرد) وطوران روسيا، شعوب آسيا الوسطى حتى مد الأفق الى"الويغور" غربي سور الصين العظيم. اليوم واجهة حزب العمال الكردي في البرلمان التركي، حزب المجتمع الديمقراطي الكردي، ويشغل 20 مقعد . كان الرئيس التركي"تورغوت أوزال"(1927-1993م) أول من فك الحظر التركي على كرد تركيا سنة فرار صدام وحزبه من الكويت جنوبا ومن الشمال العراقي 1999م. إستهل رئيس الجمهورية التركية"عبد الله غل"ولايته الأولى بتفقد المناطق الكردية من بلاده كاسبا تأييد الكرد لحزبه الإسلامي المعتدل(العدالة والتنمية)، حتى في المدن التي كانت متعاطفة مع حزب العمال الكردي Partiya Karkeren Kurdistan، بعد تطوير وتنمية تركيا لمناطقها الكردية وسماح حزب رئيسي الجمهورية والحكومة في تركيا اليوم، بإستخدام اللغة الكردية، متجاوزا علمانية أثرية ضامرة تعدم الناطقين بالكردية لتزدهر سمسرة آغاوات مزاد حزب العمل الكردي PKK ومذابح جمارك الخصمين طالباني وبارزاني في الجوار، ومثلهما بالمقابل تزدهر المؤسسة الإنكشارية التركية التقليدية وحرسها القديم، الذي يحدد الفترة الكردية في التلفزيون التركي بفقط 45 دقيقة أسبوعيا، ليتجه الكرد الى تلفزيون"روج"(الشروق اليوم)المرسل بثه من"بلجيكا"، ويحذف حتى كلمة"كردي"من لوحة واجهة المركز الثقافي الرسمي الذي تأسس سنة2002م!، والذي لايحول دون صدور مجلة"الحرف" في"ديار بكر"، وصحيفتا"ولات"(وطن) و "ولاتي مه"(وطننا) ثم "آزاديا ولات"(حريةالوطن) . فنتذكر أن أول صحيفة عربية في العهد العثماني أصدرها في بيروت الصحافي الروائي الناطق بالعربية، التركية، والفرنسية"خليل الخوري"بإسم"حديقة الأخبار" سنة 1858م، و في السنة التالية 1859م تصدر له أول رواية عربية بعنوان"وي..إذن لست بإفرنجي!".
أوجلان الذي كان يدرس العلوم السياسية في أنقرة، سجن أول مرة سنة 1972م بسبب طلب الحكم الذاتي، ثم أسس مع نخبة من زملائه الطلاب سنة 1978م PKK، فر الى الخارج إثر إنقلاب الجنرال كنعان إفرن في أيلول 1980م ثم عاد وبدأ الكفاح المسلح سنة 1984م ضدالقرى الكردية المتعاونة مع الأتراك، فقتل مدرسي اللغة التركية فيها معلنها مناطق محررة، فإستعمل الجيش التركي أسلوب الأرض المحروقة، ففشلت حركة أوجلان ورفضت تركيا مبدأ الحوار حتى الآن، وحتى مع من يحاول جرهم إليه حول كركوك(قدس أقداس) كردستان الكبرى، بدعم حزب أوجلان أسير سجن جزيرة Imrali. خال مسعود(زيباري) قال:"إن حزب العمال أعلن هدنة مع تركيا من جانب واحد لكن وزير خارجية تركيا(على باباجان) في بغداد قال:"إن تركيا دولة لن تتحاور إلا مع الدول، وترفض أي نوع من الحوار أو الهدنة مع منظمة إرهابية مثل حزب العمال. حتى تخلي واشنطن عن رفاق عملاء ساقطين كأوراق خريف الغضب؛ بهلوي الذليل الذي أعادته CIA لعرشه وحليفه صدام المعدوم وعيدي أمين ومحمد ضياء الحق وأورتيغا البنمي، والإنزال على قصر صدام جبل عند سره رش في صلاح الدين، وجبل قنديل وبامرني والعمادية وسرسنك ومخمور، وحماية مناطق أخرى مثل؛ سنجار والقحطانية ومناطق من ديالى، من حلفاء/ خلفاء صدام. حيث يشكل جبل قنديل وآرغوس وخواكوك مناطق مواجهة مع تركيا تابعة لحزب بارزاني، كما الزاب يفصل مواجهة بهدنانية بارزاني وسورانية طالباني، وكركوك الأقرب الى السليمانية. لقد إندس ضمن الوفد العراقي الى تركيا المفاوض على خلفية فرقعة حزب العمال لتقوية موقف تفاوضي خاب فأله؛ كل من: عضو المكتب السياسي لحزب رئيس الجمهورية طالباني المدعو عماد أحمد، ومسؤول العلاقات الخارجية لحزب بارزاني المدعو سفين ذيي،فكشفت صحيفة"مليت التركية ومعها عضو التحالف الكردي"د.محمود عثمان" عن تأخير الوفد(بسبب المندسين الداعمين للإرهاب) بأمر رئيس أركان الجيش التركي"يشار بيوكانت"، ورفض إستقبال المندسين، وتحويل الوفد الى ضيافة مساعد مدير في الشرطة بدل نية إستقبال الوفد في أرقى الفنادق، ومطالبة نائب رئيس الحكومة التركية"جميل جيجك" بتسليم كل أعضاء حزب العمال ومن يدعمه وفي مقدمتهم"محمود عثمان" نفسه و"مسرور مسعود بارزاني" مسؤول أمن بارزاني، ليكونوا برفقة"أوجلان" في جزيرة Imrali في بحر مرمرة، التي عرضها 10كم وطولها 20 كم وتبعد 50 كم عن المدينة التي تمونها بحرا،"مودنيا" التركية الساحلية التي شهدت توقيع أتاتورك لهدنة حرب التحرير بقيادته سنة 1922م. عند مدخل الجزيرة مبان أولها يحمل يافطة نقش عليها قول أتاتورك:"هنيئا لمن يسعفه اللسان ليقول أنه تركي!". المخرج الكردي الأصل"يلمظ غونيه" الحائز فيلمه"يول"(درب) على السعفة الذهبية في مهرجان"كان"السينمائي، أيضا سجن في Imrali الجزيرة.
أوجلان دعا الى منح الأكراد حقوقا قومية مقابل حل منظمته المسلحة، وحث من معتقله قيادات الحزب على الكف عن التمرد المسلح، في خطوة اعتبرت سعيا للتخفيف من الحكم الصادر بحقه، بعد إدانته بتهديد الأمن القومي التركي وتأسيس منظمة إرهابية ذات طابع ماركسي أصبحت في ما بعد مسؤولة عن قتل 30 ألف شخص. كانت سورية تدعم PKK في ظل علاقاتها المتوترة مع الأتراك آنذاك.
وساعد الفراغ السياسي والأمني في شمال العراق(1991- 2003م) في نقل مسلحي المنظمة عبر الحدود السورية التركية والسورية العراقية إلى شمال العراق لاستخدامها قاعدة في ضرب القوات التركية وتنفيذ حملات اغتيال ضد المسؤولين في العمق التركي. لكن سرعان ما دخلت المنظمة بحرب كردية-كردية بعد إعلان الحزبين الديمقراطي الكردي (بزعامة بارزاني) والاتحاد الوطني الكردي (بزعامة طالباني) اللذان كانا يتقاسمان ادارة المنطقة الكردية قبل اندلاع المعارك بينهما سنة1994م، حربهما ضد PKK بسبب اتساع نفوذه وتهديد شعبية الحزبين الكبيرين. ما أدى إلى ضرب معاقله في زاخو ودهوك واربيل واعتقال قياداته هناك.
أن الحكومة التركية هددت أواخر عام 1998م باجتياح شمال سورية بسبب إيوائها الزعيم الكردي عبدالله أوجلان وإنشاء معسكرات لتدريب عناصر الحزب بالقرب من الحدود المشتركة بين البلدين، ما أدى إلى هرب أوجلان( لتجنيب سورية الحرب )الى اليونان ومن ثم ايطاليا التي منحته أسبوعا للإقامة على أراضيها إلى أن تم اعتقاله في عملية أمنية سرية في شباط عام 1999م.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com