|
ليل مكفهر داج, ولؤم ينفخ الأوداج, وابتذال مهين, واستذلال مكين, لا يبقي لصاحبه قيمة ولا شيمة, ولا حياء ولا وقار. ذلك هو ما أسفرت عنه تلك الوجوه المَخزيّة المفضوحة, التي تلبسها العار, وعانقها الخوار. من الذين ارتضوا أن يبيعوا المدينة التي ينتسبون إليها, وتربوا بين أحضانها, من أجل حفنة من الدنانير أو الريالات أو الدراهم. هكذا ـ وبين عشية وضحاها ـ أصبحت البصرة مستعمرة إيرانية, وأهلها لا يتكلمون إلا بالفارسية, و(جيش القدس) يملؤها, و(حرس الثورة) يحكمها, و"كسرى" عاد ملكا في "الجمهورية" و "يزدجرد" في "الحيانية", أما "رستم" ففي "كرمة علي" بنى قلعة عصماء, وعلى الجانب الآخر من "شط العرب", في "النجيبية" تمترس "كورش" بـ "توربينات" محطة الكهرباء, أما "المعقل" فقد ملأ ميناءه "البسيج", واحتل ملعبه "بيروزي" و "سبهان" و "اصفهان". أما في قلب البصرة النابض (العشار), وفي ساحة "أم البروم" لا تجد إلا (الرطن) بالفارسية, ومن يتكلم في "التنومة" بلغة عربية, يشي به تقرير لأحد (الفرس البعثيين). ثم يخطفه أحد (المقاومين), ليرسله بالبريد السريع المضمون (DHL) إلى قلعة (المجاهدين).. لا بد أنكم تعرفونها!! ليقطع رأسه, ورأس أبيه, ورأس جده, إن كان حيا! وربما ينبش قبره, إن أبقى له "كبيرهم الذي علمهم السحر" قبرا!.. مرحى مرحى لأكاذيبهم الجوفاء! وبخ بخ لعقول تنخدع بها!! البصرة تعني الثروة, والثروة تعني القوة؛ وهذا ما يخشاه أعداء العراق. يعلم أعداء البصرة, وأعداء العراق, أن البصرة رأسمال العراق: بها يستقر إن استقر, ومنها يتزعزع إن تزعزع. بل, منها يزدهر وينتعش, ومنها يشيخ ويهرم. لذلك, وكلما دار حديث عن تسليم ملف البصرة الأمني إلى أهلها, ترتعد فرائص الذين يأملون بيوم ليس آت, فتمتلئ قلوبهم حقدا وغيضا. لأن استقرار البصرة, وتحول ملفها الأمني إلى الحكومة العراقية الشرعية المنتخبة, التي تسير بخطى واثقة وقوية نحو فرض القانون والسيادة الكاملة؛ هو إعلان حقيقي عن الإستقلال الفعلي لموارد الشعب العراقي, وبالتالي هو إعلان عن بداية دخول العراق المعترك الإقليمي والدولي بثقله الكامل, وهذا ما يرعب حكومات الخليج, التي تخشى على كراسيها المتهرئة. بالرغم من أن المالكي مد يد التعاون والأخوة والسلام لكل جيران العراق, لكن يد المالكي (يد شيعية)!! وهنا بيت الداء. لذلك بدأت مخابرات "صليبيخات" وأجهزة (جرابيع الفريج) باستنفار عملائها وأجرائها وأذلائها, المتسكعين على أعتاب "الشاليهات". مساندة وداعمة لمخابرات (مستخدم الحرمين) الذي "لا يَكَادُ يُبِينُ". وتلحق بها مخابرات (راعي الاوله) و( راعي الاوله) كما هو معروف (ما ينلحك) ولكن ـ هذه المرة ـ في سباقات الخيل والهجن والصقور, وليس في سباقات أخرى. كل هذه المخابرات هي في حالة صراع ـ ليس لنا فيه من قطمير ولا بعير ـ مع المخابرات الإيرانية. نشأ هذا الصراع نتيجة الخوف المطبق لدى الحكومات الخليجية من إيران! وهذا شأنهم, وليذهبوا هم وإيران إلى حيث يذهبون. فالعراقيين ـ كما هو معروف ـ ليس لديهم عقدة خوف من أحد, بل أن الآخرين هم الذين تتملكهم عقدة الخوف من العراق. لذلك تحاول حكومات الخليج (المرعوبة), أن تحشرنا في هذا الصراع حشرا, لتكون دماء أبنائنا ثمنا للحفاظ على كروشهم وعروشهم, كما في السابق. إن العقدة الطائفية, هي أصعب حلا من عقدة الخوف. وهي التي تقض مضاجعهم, وتثير مواجعهم. لذلك سعوا جاهدين لإضعاف البصرة, وتشتيت أهلها, وزرع الفتن بينهم, وإرباك الوضع فيها؛ وبالتالي إرباك الوضع في العراق ككل. أملا في إضعاف الشيعة العراقيين العرب, وإفشال تجربة حكمهم لبلدهم, التي حرموا منها, منذ نشوء الدولة العراقية الحديثة. أن مخابرات حكومات الخليج الغبية, وبسبب عقدتي الخوف من إيران, والعقدة الطائفية؛ اندفعت اندفاعا أهوجا في تشويه صورة البصرة والواقع البصري. مما شكل فرصة العمر لـ (اصْبَيَّان) (سوك المكاصيص), لينهالوا على البصرة وأهلها بسيل جارف (وارف) زائف, من المقالات السخيفة, أملا منهم أن يدخلوا (سوك المناخ), بفضلات ومكرمات وفتات موائد أصحاب "الشاليهات", العائدين من (الحداك), وقد أثملتهم "الحشيشة" المهربة من إيران؛ ثمنا ـ بخسا ـ لبيعهم ضمائرهم وشرفهم ووطنهم ومدينتهم التي تربوا فيها, وترعرعوا بين شطآنها. بدأت هذه الوقاحة المفجعة, في تزييف وتشويه الواقع البصري, منذ عدة سنوات بعد سقوط (هبلهم), وكان ذلك بعد أن أيقن مصاصوا دماء العراقيين وأموالهم, أن البصرة خرجت من أيديهم, وعادت بين يدي أهلها الشرفاء. فلم يجدوا ما يبرد غلهم, ويطفئ جمرة حقدهم؛ إلا بعبع إيران والفرس والصفويين (علما أن الصفويين أتراك آذريين, وليسوا فرس). وهكذا, أصبح كل من يطلق لحيته فارسيا! ومن يتكلم عن الحرام والحلال عميلا لإيران! ومن يلبس البدلة الرسمية بدون رباط مؤمن بولاية الفقيه! وكأن كل العراقيين في السابق كانوا يرتدون الرباط, علما أن غالبية أهل البصرة حاليا يرتدون (الدشداشة العراقية).. وحذار حذار أن تتكلم عن هويتك, لكي لا تكون صفويا! وحذار حذار أن تشرب الماء, أو تتنفس الهواء, فستكون قد فعلت فعلتك (الشنيعة) هذه, بأمر المخابرات الإيرانية! ولعمري, إن هذه الحملة الإعلامية الغاشمة على البصرة, من الذين يزعمون كذبا وزيفا التباكي على عروبة البصرة ـ التي لا تنفك عنها ـ هم أكثر من يطمع الإيرانيين بالبصرة. بل هم من يفتح لهم أبوابا واسعة للتدخل. فكيف تكون عروبة البصرة مهددة؟ وهل في البصرة إلا عربي قح؟! نعم, هناك عدد قليل من المسيحيين البصريين المعروفين بهويتهم الواضحة, وأقل منهم من الصابئة البصريين, الذين هم أكثر اندماجا معنا, مع حفاظهم على خصوصيتهم الدينية. ومن النوادر المضحكة هنا: أن واحدا آخر من خدم (آل سعود), كتب في أحد أذرع أخطبوطهم الإعلامي, وهو صحيفة "الحياة" ـ في ضمن أراجيف وأكاذيب كثيرة حول البصرة ـ أن الصابئة في البصرة " ينحدرون من أصول كلدانية سكنت العراق قبل أن يسكنه السومريون". وهكذا فإن "الكلدانيين" ـ عند هذا الجاهل ـ سكنوا العراق قبل "السومريين"!! فأي جهل هذا الذي نواجهه؟! إن كل قارئ بسيط, بل طالب في المتوسطة, يعرف أن "السومريين" هم أقدم الأقوام التي سكنت بلاد ما بين النهرين, وأنهم سكنوا العراق قبل "الكلدانيين" بحوالي ثلاثة آلاف عام. وأن "الكلدانيين" هم آخر الحضارات العراقية القديمة, التي انتهت بسقوط "بابل" سنة 538 ق.م.! أخيرا, من يشاء البحث والتنقيب سيجد أن البصريين معروفون بعشائرهم العربية الأصيلة التي ترجع أصولها إلى ما قبل الإسلام. لكن عند الطائفيين ـ من خدمة (أصحاب الشاليهات) ـ تصبح العروبة طائفة, وليست قومية! فمن كان من غير طائفة (طويل العمر) ليس بعربي! لكن العجب, كل العجب, أن يتناسى هؤلاء (الكتاتيب) المتباكون على عروبة البصرة, أنهم ـ هم من ـ يفتقرون إلى الاصل العربي, ويفتقرون إلى الانتساب إلى أحد العشائر العربية المعروفة في البصرة. فينسبون أنفسهم إلى مدينة البصرة! علما أن الانتساب إلى المدينة, ليس عرفا, ولا أسلوبا عربيا, بل هو فارسي وتركي, أو أعجمي ـ بصورة عامة. فعلى من يتباكى على عروبة البصرة أن يثبت عروبته هو, أولا.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |