اتهام الصدر الثاني للمرجعية بسبب الفتنة شبيه باتهام معاوية لعلي بقتل عمار بن ياسر وبالفتنة

 

 حسين باقر جاسم

iraqsheia_2010@yahoo.com

بسم الله الرحمن الرحيم

عند الاطلاع على خطب الصدر الثاني والتمعن فيها ينصدم من يطلع عليها من تأجيج المشاعر والاحتقان ضد باقي شيعة العراق ومراجعهم الذين قلدوا مرجعيات النجف الاشرف من غير الصدر الثاني، واتهامها بكل التهم وتوجيه الشارع ضد زعاماتهم الروحية، في وقت كان المفروض توجيهها ضد نظام البعث وصدام الطائفيين العنصريين والقوى الاقليمية الداعمه له والرافضة لاسقاطه، فقد جاهر الصدر الثاني بالعداء للمرجعية بكليه للاتهامات لها، ولكن لم ينطق الصدر الثاني بأي عبارة ضد صدام جاهرا باسمه بالعداء، ولم يصدر منه اي فتوى برفع السلاح ضد صدام، ولم يدعو للجهاد ضد البعث وصدام كما يعلم الجميع.

 فمن الاتهامات التي وجهها الصدر الثاني ضد مرجعية النجف الاشرف بأتهامها بأنها سبب الفتنة ضمن سياسة (ان لم تكن معي فأنت ضدي) لأنها لم تتبع الصدر الثاني بصلاة الجمعة حسب فكر الصدر الثاني التي دعا اليها وأداها بظل حاكم ظالم فاجر كصدام كان يعادي شيعة العراق ويمنع كتبهم ويضيق على شعائرهم الحسينية ويضطهد شيعة العراق الجعفرية، وفي وقت ان الصدر الثاني اتهم المرجعيات الدينية وتهجم عليها بالصامتة والعجمية واثار الفتن من خلال ذلك لمجرد ان مراجع النجف اجتهدوا براي غير رايه، فادى ذلك النهج الصدري لضعف وتشتت للشيعة، علما تاريخيا من اسس قوة المرجعية هي فتح باب الاجتهاد فيها وعدم التعصب لدى المراجع ضد بعضهم البعض بالاجتهاد وهذا ما لم يتصف به الصدر الثاني.

 ونجد الصدريين لحد هذه اللحظة كلما يطلعون على خطب الصدر الثاني يزدادون احتقانا ضد باقي شيعة العراق ومراجعهم وخاصة ضد مرجعية السيد السستاني، بل ويحملون المرجعية مسئولية مقتل الصدر الثاني ويتهمونها بسبب الفتنة، بصورة تذكرنا باتباع معاوية بن ابي سفيان عندما قتل اتباعه عمار بن ياسر بمعركة صفين وكان رسول الله قد قال لعمار تقتلك الفئة الباغية، فذهب اتباع معاوية بعد مقتل عمار الى معاوية قائلين له ان عمار قد قتل فهل نحن الفئة الباغية التي ذكرنا النبي محمد، فقال لهم معاوية قتله الذي اخرجه ويقصد بذلك عليا عليه السلام، فصدق السذج والمغفلين من اتباع معاوية ذلك، فاصبحوا يقاتلون ويحقدون على عليا عليه السلام لانه قتل عمار بأخراجه معه ؟ متناسين هؤلاء بانهم هم من قتلوه، وان عمار بن ياسر قاتل مع عليا عليه السلام عن قناعه والتزام بوصايا النبي بولاية الامام علي عليه السلام.

 فاتباع معاوية وطلحة والزبير وعائشة هؤلاء من سذاجتهم وجهلهم ان اتباع الجمل كانوا يلتقطون روث الجمل الذي تركبه عائشه ويقومون بشم رائحته ويقولون انه ريحة من ريح الجنة، فيسمع الامويين ذلك ويقولون بهؤلاء نقاتلك يا علي، وهذا حال الصدر الثاني الذي واجه المرجعية بالسذج والمغفلين، الذين يتهمون المرجعية بالفتنة وتناسوا ان من بدء كيل الاتهامات ضد المرجعية وخالف صفة من صفاتها قوتها بتعصبه لنهجه ومحاولته فرضه على الاخرين، وتهجمه على من يجتهد بما يخالف اجتهاده.

 فالسؤال هنا هل يستطيع الصدريين ان يعطونا جملة واحدها قال السيد السستاني ضد المرجعية الدينية مهما كانت اسمها، بالطبع لن نجد، بينما نجد مرجعية الصدر الثاني تكيل الاتهامات وتصف المرجعيات الدينية بما لا يليق مما جرء العوام والجهلة والسذج والسطحين على مقام المرجعية الدينية وفتح ثغرة مرعبة لمرور المشبوهين والمتامرين والحاقدين على شيعة العراق ومرجعيتهم على تمرير مخططاتهم المرعبة ضد شيعة العراق، وادى ذلك الى انشغال الشيعة بالانقسامات مما دخل ذلك في منفعة النظام البعثي الصدامي واعداء شيعة العراق والطامعين من الدول الاقليمية والجوار الرافضين لاسقاط صدام والبعث وحكم الاقلية الطائفية السنية.

 وجرء الصدريين بعد سقوط الصنم البعثي الصدامي الطائفي العنصري، على محاصرة بيت السيد السستاني وتهديد بالترحيل وقتلهم لابن المرجع الاعلى الخوئي بدون تهم ولا محاكمة وبصورة وحشية، ووصفهم للقوى السياسية في مجلس الحكم بالكفرة، برفعهم شعار (.. والمجلس كفر..) اي كل من رفع السلاح ضد صدام، من المجلس وبدر والقوى الكردية الداخلين بالعملية السياسية، وهي اول تكفير حصل بعد سقوط صدام وحتى قبل ان يظهر المقبور الزرقاوي الفلسطيني ليكفر العراقيين الشيعة ويصفهم بالرافضة ويحلل دماءهم، وغيرها الكثير.

 فالصدر الثاني يتهجم على المرجعية الدينية بالصامتة والعجمية وغيرها، وبعد ذلك يتهم الاخرين بأنهم سبب الفتنة، لانهم لم يؤدوا صلاة الجمعة في ظل حاكم ظالم جائر مجرم، يعرف الجميع بأنه فسح للصدر الثاني بصلاة الجمعة لشق صف الشيعة، وبعد ان وجد انتهاء الدور، قام بقتله، والدليل ان الصدر الثاني نفسه قال (ارادوني جسرا فجعلتهم جسرا)، فالمرجعية الدينية رفضت ان تكون جسرا لمخططات البعث، المجرم، وهي تعلم ان وراء ذلك الانشقاقات والانقسامات العامودية والافقية، وهي تعلم ان القوة العسكرية والترسانة الثقيلة ومصادر اتخاذ القرار بيد اقلية طائفية وعائلية وحزبية معادية لشيعة العراق وقاسية ضدهم، في وقت الشيعة عزل ويعانون الفقر والتهميش واعداءهم ينتظرون كل فرصة للانقضاض عليهم.

 فلماذا اتهم الصدر الثاني المرجعية الرافضة ان تكون جسرا لصدام، بالصامتة؟ وماذا نطق الصدر الثاني جهارا ضد صدام حتى يصبق ناطقا وغيره صامتين؟.

 والمصيبة ان الثقافة الصدرية هذه التي ترفض الاخر وتعتبر كل من يخالفها الراي مباح شتمه واتهامه بالخيانة والعمالة بل تصل حتى تكفيرهم، كما رفع الصدريين شعار (.. والمجلس كفر..) اي مجلس الحكم الذي فيه كل من حارب ورفع السلاح ضد صدام من المجلس وبدر والقوى الكردية، وهذه الثقافة الصدرية التي تعتبر نفسها الوطنية الوحيدة بالعراق وغيرها ليس لديهم وجود ويجب اقصائهم، والمصيبة الاكبر ان ثقافة ان لم تكن معي فأنت ضدي، التي ينتهجها الصدريين، تؤدي الى نزيف دموي وتؤدي بالشيعة العراقيين وخاصة بالجنوب والوسط للضياع والتشتت وسيلان الدماء، فثقافة القبول بالاخر والتعايش معه، غير موجودة بقاموس الثقافة الصدرية لا من بعيد ولا من قريب.

 وأخير نؤكد على حرية الراي والحوار بالكلمة والحجة وعدم التهجم والشتائم لان هذه من شيم الضعفاء، ويجب وضع حكمة الامام علي عليه السلام (لا تنظر لمن قال ولكن انظر لما قال) هي الاساس في حوارنا ونقاشنا، فهل يمكن ان يكون ذلك مسارا للنقاش، لمن لا يفهمون غير لغة السب والشتم والاتهامات والتسقيط وخلط الاوراق واستخدام القوة ضد من يخالفهم الراي، بالطبع الجواب كلا. ولكن مع ذلك نتمنى ان يكون الحوار بالفحوى وليس بغير ذلك.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com