هيئة النزاهة العامة والمهة الشاقة

 

د. أحمد عبدالله

sultan_10002003@yahoo.co.uk

بعد أن تفاجأ الكثيرون ب(مغادرة) القاضي راضي الراضي، رئيس هيئة النزاهة العامة السابق في العراق، بالطريقة الدراماتيكية التي علمنا بها من على شاشات الفضائيات يمكننا أن نتصور اليوم المهمة الشاقة التي يواجهها خلفه القاضي موسى فرج، فالبلاد تمور بمآسي الفساد والبلاوي المالية والأدارية والمفسدون المتمرسون، أعداء الشعب وقتلته، أفلحوا في التخندق في المراكز الحيوية الهامة في مفاصل الدولة خاصة بعد أنهيار النظام الصدامي الفاسد أصلا.

ورغم تأصل مشكلة الفساد المستعصية على الحل حاليا في العراق فأننا نرى أن الشروع بسن تشريعات واضحة وأتخاذ أجراءات رادعة كفيلة بعرقلة عملية الفساد أولا وأيقافها عند حدها ومن ثم الأجهاز عليها. ولعل مايؤلم كثيرا أن نرى رؤساء أحزاب سياسية وأعضاء في مجلس النواب ووزراء ووكلاءهم ومحافظين، خاصة في المحافظات ذات الثروات الكثيرة، يتقاتلون على السحت الحرام رغم أن البعض منهم يتشدق بالدين!! وفي هذا الخضم المعقد في العراق أستمعنا الى تصريحات للسيد موسى فرج أبدى فيها عزمه وقراره محاربة المفسدين مهما كانوا وأيقافهم عند حدهم مهما أبدوا من مقاومة شرسة!

نقول للقاضي فرج: على هيئة النزاهة العامة أن تتحرك بقوة في الأماكن التي طفح فيها كيل السرقة والنهب والفساد المتعفن، ومنها على سبيل المثال عملية تهريب النفط من البصرة بتسهيلات من مسؤولين من المحافظة والنفط و(أستيفاء) أموال كثيرة على التعيينات في دوائر الدولة الهامة منها على وجه الخصوص، وسرقة الأموال بشكل غير مباشر (أحالة العقود والمناقصات والأيفادات الخارجية غير السوية أبدا).

دعوة أيضا الى الحكومةو المركزية بضرورة أعداد برامج تثقيفية تميط اللثام عن مأسي الفساد وتأثيرها القاتل على البلاد، فضلا عن أستثمار وسائل الأعلام (صحافة ومجلات وفضائيات) بهدف وضع النقاط على الحروف وتعرية المفسدين وأبعاد الناس عن شر الفساد. أما هيئة النزاهة العامة فندعو الى منحها صلاحيات واسعة جدا لمتابعة الفساد وتعقيداته دون أن يكون لأحد حصانة من الأتهام والأدانة والعقاب أن ثبت عليه مايدل على تلطخ يديه بالأعمال الشيطانية.

أن أخبار تهريب الأموال الى خارج البلاد وشراء الفلل والعقارات الفارهة والفنادق وغيرها في البلدان المجاورة للعراق بدأت تزكم الأنوف ولابد أن يتحرك الشرفاء الحريصين على أموال الشعب العراقي المظلوم بسرعة لمتابعة كل دينار يذهب ظلما وعدوانا للأيدي الفاسدة القذرة.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com