|
الكل يعرف ان الكعكة العراقية دسمة جدا بحيث يسيل من أجلها اللعاب النتن، وخاصة من قبل الأطراف الأقليمية حيث يشهر كل طرف سكينه ليقطع وصلة من جسد الإنسان العراقي . هذه الكعكة أضحت مثار طمع لدول الجوار وعلى رأسها تركيا وحلمها الأمبراطوري الذي قضت عليه أبان الحرب العالمية الأولى، فراحت حكومة أوردغان تطلق بين الحين والاخر من تصريحات نارية وخطيرة تمثلت في جملة من قرارات لغزو أقليم كوردستان العراق تحت ذريعة ملاحقة عناصر حزب العمال الكوردستاني وضاربة بعرض الحائط كل القرارات الدولية الملزمة لحفظ التوازن في المنطقة .ان الحكومة التركية تطمع الى قطع العراق بسكاكين تقطر دماً لأبناءنا شعبنا العراقي عموماً والشعب الكوردي بشكل خاص، حيث تتجاهل الحكومة التركية الحقوق المشروعة للشعب الكوردي الذي يقطن في الأراضي التركية منذ آلاف السنين، ويبلغ تعداده في الوقت الحاضر أكثر من اثنين وعشرين مليوناً، رغم ذلك يتعامل معه وكأنه مواطن من درجة ثانية أو ثالثة . ان دخول الجيش التركي الى اٌقليم كوردستان العراق ليس القضاء على حزب العمال الكوردستاني وأنما لتحقيق حلم كبير للحكومة التركية (التي تغطيها بلبوس مهلهل) من إجل خلق موطئ قدم لها في العراق لتأمين مصدر غير ناضب للطاقة وهذا معروف ومعلوم للقاصي والداني منذ القدم، لأن مشكلة حزب العمال الكوردستاني غير جديدة العهد ولم تستطيع الحكومة التركية منذ فترات طويلة حلها بالطرق العسكرية . ان الأسباب الحقيقية لتلك التهديدات والتحشدات للجيش التركي تكمن في أحتلال ما تسمى بولاية الموصل على أعتباري انها من أملاكها القديمة من ناحية، ومن ناحية أخرى فلا تزال الحكومة التركية لا تستوعب وجود كيان فدرالي في كوردستان العراق يتمتع فيه الشعب الكوردي والقوميات الاخرى القاطنة في اقليم كوردستان بالحقوق القومية والإنسانية، لذلك تحاول تركيا إضعاف مواقع تأثيرهم وسحب البساط من تحت أقدامهم وإفشال التجربة الديمقراطية في كوردستان العراق بعد إتفاقها مع الأنظمة التي تتقاسم كوردستان فيها، من الناحية الثالثة تشكل المادة 140 من الدستور العراقي قلقاً لدى الحكومة التركية لذلك اختارت هذا الوقت لغزو اقليم كوردستان بحجة توجيه ضربة عسكرية لحزب العمال الكوردستاني ، ومن الناحية الرابعة تحاول المؤسسة العسكرية التركية الاستفادة من المليارات المخصصة لها كل عام بذريعة محاربة حزب العمال الكوردستاني . ان الأتراك يحلمون بعودة الإمبراطورية العثمانية وتوسيع رقعتهم الجغرافية على حساب الأراضي العراقية لإستغلالهم ضعف الحكومة العراقية بسبب انشغالها بمشاكلها الداخلية، وتواطئ الأنظمة العربية واعلامها المتخاذل الذي يتباكى بدموع التماسيح على وحدة العراق جراء تهديدات الحكومة التركية . بحجة ان الازمة على الحدود العراقية التركية هي نزاع قائم بين أقليم كوردستان وتركيا، وفي نفس الوقت ترحب اغلب الانظمة العربية بالغزو التركي بحجة حرص الحكومة التركية على وحدة العراق، وأكثر من ذلك ذهبت بعض الدول بدعم الحكومة التركية لغزو أقليم كوردستان العراق كما جاء في التصريحات الأخيرة لرئيس النظام السوري رغم الخلافات السياسية بينهما، لكن النقطة الوحيدة التي تربطهما هي إفشال التجربة الديمقراطية والفيدرالية في كوردستان العراق وإبادة الشعب الكوردي وأنكار وجوده القومي. كما تلعب تركيا بسبب تلك الطموحات دورا ملحوظا في تأجيج الصراعات العرقية في مدينة كركوك من خلال عملائها في الجبهة التركمانية داخل العراق بتعاونها مع فلول نظام البعث وبذلك اصبحت الجبهة مثل مخلب القط تسعملها تركيا لتحقيق اطماعها في ثروات الشعب العراقي، وتمهد الطريق لها للتدخل في شؤون العراق، وتسويق كلام رخيص ضد الشعب الكوردي وألصاق التهم به ومن ضمنها العمالة الكوردية لإسرائيل عبر العديد من الفضائيات والصحف والمواقع العربية التي اشترتهم الجبهة التركمانية العميلة بأرخص الاثمان (هذه الدعاية كانت كلها من ابتداع الجبهة التركمانية وكأنها لا تدري ان أسيادها في تركيا ليسو خدمة وعبيد لإسرائيل)، هذه الأكذوبة ما زالت ترن في وسائل الاعلام العربية بعد أن وجدت بسهولة الاذن الصاغية لها من قبل العقليات العروبية الشوفينية المسيطرة على وسائل الإعلام العربي، وهؤلاء جميعاً يعرفون ان المصالح الإسرائيلة متواجدة في تركيا ومختلف العواصم العربية أكثر من أقليم كوردستان . كما تتعالى أصوات الجبهة التركمانية لرفض الفيدرالية على الاعتبار أنها تخطيط لتقسيم العراق بحجة تحريك عواطف ومشاعرالناس البسطاء ضد الكورد وتأجيج الصراعات الداخلية والفتن القومية والطائفية، لأن أسيادها في تركيا ترفض الفيدرالية خوفاً من نقلها الى الشعوب التركية هذا الداء الخطير الذي أختاره الشعب العراقي من خلال دستوره كأنه أنفلونزا الطيور، كما ترفض تركيا خروج الكورد من الدائرة المظلمة الى الحرية خوفاً من أنعكاسات على أمنها القومي وأثارة للروح القومية الكوردية والقوميات الأخرى من شعوبها . التي سبق ان أكد عليها العديد من كتابنا الشرفاء والأقلام الحرة من العراقيين. ويشتد أيضاً ارتفاع بعض الأصوات النشاز التي تناوئ حركة التحرر القومية الكوردية التي تأتي من حملة الفكر الشوفيني من العروبيين المعادين للشعب الكوردي، هنا يثير الاستغراب الذين لا يجمعهم جامع سوى شغف المشاركة في معزوفة الكراهية والحقد ضد أي شيء كوردي!!! هذه الأصوات التي تدعمها الميت التركي بواسطة الجبهة التركمانية مالياً ولوجستياً، تبحث عـن الأسباب والمبررات لكي تقوم الإستهجان بهذا الشعب والتطاول عليه من خلال الصحف واللقاءات التلفزيونية وتبنى خطاباً إعلامياً لخداع العراقيين بحجة حرصهم على وحدة العراق، وهدفه الحقيقي الانتقاص من تجربة اقليم كوردستان خوفاً منها أن تتطور الى دولة كوردية قابلة للتصدير شمالاً وشرقاً وغرباً . وفي الاخير فاننا نتساءلواعن سكوت الأنظمة العربية عن غزو أقليم كوردستان العراق؟ أليست جزءا من العراق ؟ وكبف ترضى السماح لتركيا بدخول الأراضي العراقية وتدمير مدنها وقتل شعبها واحتلال أرضها وهي تعرف نواياها الحقيقيقة؟ ولماذا تتدعي دائماً حرصها على وحدة ومصالح العراق وفي نفس الوقت يترحب بغزو التركي لكوردستان العراق، أليس من المضحك ان تستمر هذه الأبواق بالمنادات بوحدة العراق ومصالح العراق؟.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |