على خلفية الزيارة الاستثنائية التي قام بها الرئيس السوري بشار الاسد لترکيا و التي تعد أول زيارة لرئيس سوري لترکيا في التأريخ الحديث و مانجم عنها من تقارب سوري ـ ترکي فريد من نوعه، أصدر المثقفون العرب السوريون نداءا من أجل الدفاع عن عروبة لواء الاسکندرون وأشار المثقفون العرب في نداءهم الذي أصدروه على أعتاب حلول الذکرى السبعين لإنزال العلم السوري عن لواء الاسکندرون و رفع العلم الترکي عوضا عنه و نددوا فيه بالدور الفرنسي الذي ساعد على التفريط بذلك اللواء السوري و مد يد العون لترکيا کي تضم الاسکندرون بشکل رسمي إليها في أواخر تموز من عام 1939.

و شدد النداء على إنه بالرغم "من ضعف الحکومات السورية في ظل الانتداب و عدم تمتعها بالحرية الکافية لإتخاذ قراراتها السياسية، إلا أنها لم تعترف رسميا بإنتماء اللواء الى جسم الدولة الترکية و إعتبرتها جزءا سليبا من الاراضي السورية" ولفت النداء أنظار الرأي العام العربي و الدولي الى إنه"لم يقم رئيس للدولة السورية منذ الاستقلال بزيارة رسمية الى ترکيا لما في ذلك من دلالات الاعتراف السياسي بالحدود الجغرافية القائمة". ونوه النداء الى انه قد کان للرئيس السوري الحالي"(شرف) التنازل عن هذا الجزء الحبيب من وطننا وحمل راية بيع مساحة من جسد الوطن العربي تقدر بحوالي 18000 کم مربع و تمثل منطقة هامة من المنظور الاقتصادي" وأکد النداء على أن ثمن ذلك بالنسبة للحکم السوري الحالي لا يتعدى أن تلعب ترکيا"دور وسيط مع بعض القوى السياسية و لاسيما مع إسرائيل بغية الحفاظ على الرئيس على عرشه، وبلغت به الحماقة السياسية ليشرع للدولة الترکية و يساندها في القيام بإجتياح مساحات من العراق، الدولة التي تمتاز بالعضوية في الجامعة العربية و المهددة أصلا بإحتلال جنوبها من قبل إيران ـ حليف بشار الاسد ـ لو سمحت الظروف بذلك". وشدد البيان على أن"السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الان: ماهو الدور القومي الذي يقوم به النظام السوري في ظل الظروف الخطيرة التي تمر المنطقة و الوطن العربي بها؟!".

وتهکم المثقفون العرب على الحکم السوري حين قالوا في نداءهم"هل يعقل أن تتنازل عن اللواء السليب الذي تبلغ مساحته 18000 کم مربع و أن تتبجح بأنك تعمل على تحرير الجولان المحتل الذي تبلغ مساحته 1200 کم مربع؟ و أن تبيع 10% مقابل أن تحصل على أقل من 1% من مساحة الاراضي السورية!!".

و رکز النداء في خاتمته على أن يصير يوم التاسع و العشرين من شهر تشرين الثاني يوما للتضامن مع"أهلنا و أخواننا في لواء الاسکندرون السليب و نحشد کل الامکانيات الاعلامية في سبيل الدعاية لقضية تحريره".

وأدناه نص النداء:

 نداء

 أنقذوا الهوية العربية للواء اسكندرون السليب

 إلى كل من يهمه مصالح الأمة العربية ومستقبلها

إلى كل الذين يدافعون عن الهوية العربية للأراضي العربية

إلى كل من يهمه كرامة العرب

إلى المثقفين العرب وسائر الوطنيين

إلى كل المدافعين عن حقوق الشعب العربي

إلى كل الذين يرفعون عاليا كلمة الحق في وسائل الاعلام

إلى كل الشرفاء من أبناء الشعب العربي

 يصادف التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني الجاري الذكرى السبعين لانزال العلم السوري عن لواء اسكندرون السليب ليرفع بدلاً عنه علم الاحتلال التركي في عملية تواطؤ فظٍ من قبل سلطات الانتداب التي خرقت بنود صك الانتداب التي توجب عليها عدم الافراط بأراضي الدولة المنتدبة عليها وأن توفير حماية الخصوصية السياسية لها، إلا أن فرنسا بوصفها القوة المحتلة لسوريا كان كل مايهمها بالدرجة الأولى مصالح الدولة الفرنسية ضاربة عرض الحائط كل واجباتها المنصوص عليها في صك الانتداب مما مهدت وفتحت الأبواب أمام مطامح الأتراك لتضم جزءً غاليا من الوطن العربي الى خارطتها القومية بشكل رسمي في أواخر تموز 1939 .

وبالرغم من ضعف الحكومات السورية في ظل الانتداب وعدم تمتعها بالحرية الكافية لاتخاذ قراراتها السياسية ، إلا أنها لم تعترف رسمياً بانتماء اللواء الى جسم الدولة التركية، واعتبرتها جزءً سليبا من الأراضي السورية، ولم يقم أي رئيس للدولة السورية منذ الاستقلال بزيارة رسمية الى تركيا لما في ذلك من دلالات الاعتراف السياسي بالحدود الجغرافية القائمة ، وما لها من معاني التنازل الرسمي من قبل الدولة السورية عن اللواء السليب لصالح تركيا ، والافراط بحقوق أشقائنا الذين ذاقوا الأمرين على يد المحتل التركي .

لقد كان للرئيس السوري الحالي (شرف) التنازل عن هذا الجزء الحبيب من وطننا ، وحمل راية بيع مساحة من جسد الوطن العربي تقدر بـحوالي 18000 كم مربع وتمثل منطقة هامة وحيوية من المنظور الاقتصادي، وثمن البيع – وليس هناك من بيع مشروع للأراضي القومية ومهما كان الثمن- لايتعدى الركض خلف أمل أن يلعب الذئب التركي الأغبر دور وسيط مع بعض القوى السياسية ولاسيما مع اسرائيل بغية حفاظ الرئيس على عرشه، وبلغت به الحماقة السياسية ليشرع للدولة التركية ويساندها في القيام باجتياح مساحات من العراق ، الدولة التي تمتاز بالعضوية في الجامعة العربية، والمهددة أصلاً باحتلال جنوبها من قبل ايران – حليف بشار الأسد- لو سمحت الظروف بذلك، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن : ما هو الدور القومي الذي يقوم به النظام في سوريا في ظل الظروف الخطيرة التي تمر المنطقة والوطن العربي بها ؟!!!

- هل يعقل أن تتنازل عن اللواء السليب الذي تبلغ مساحته 18000 كم مربع وأن تتبجح بأنك (تعمل) على تحرير الجولان المحتل الذي يبلغ مساحته 1200 كم مربع؟ أي أن تبيع 10% مقابل أن تحصل على أقل من 1% من مساحة الأراضي السورية !!!

- هل يعقل أن تفتخر بالدفاع عن مصالح القومية العربية وأنت تساند وتدفع دولأ أجنبية لاجتياح واحتلال أجزاء من العراق في الشمال والجنوب ؟

- ماهو الثمن الحقيقي عربيا للتنسيق السياسي مع تركيا التي وقعت تحالفاً استراتيجياً في المجال العسكري مع اسرائيل في عام 1996 ؟

- هل من المصالح القومية للأمة العربية أن تتحلف استراتيجياً مع ايران التي ماانفكت تهدد الدول العربية في منطقة الخليج ؟

- هل التسبب في استمرار النزيف اللبناني والعراقي يخدم قضايا الأمة العربية ؟ أم هو تجسيد لطبيعة الجوهر الارهابي للنظام في سوريا ؟

- هل تدني المستوى المعيشي في سوريا في ظل حكم البعث ورموزه الى أن تجاوزت نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر أكثر من 60% من الشعب السوري، هو لصالح الشعب السوري ومستقبله ؟

عشرات ومئات التساؤلات الأخرى تفرض نفسها وتبرهن في نفس الوقت عن الوجهة الخطيرة التي يبتغيها قبطان النظام السوري الذي بات يمثل خطراً على مصير قضايا المنطقة برمتها وفي مقدمتها قضايا الشعوب العربية وقضية الأراضي العربية المحتلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وقضية لواء الاسكندرون اللتان تعتبران وجهين لعملة واحدة.

أيها الشرفاء أينما كنتم :

فلنجعل من التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني يوماً للتضامن مع أهلنا واخوتنا في لواء اسكندرون السليب، ونحشد كل الامكانيات الاعلامية في سبيل الدعاية لقضية تحريره من الاحتلال الطوراني، ويوماً قومياً لادانة نظام الحكم في سوريا وادانة كل من يتنازل عن قطعة من الوطن العربي ويفرط بحقوق شعبه.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com