قبل سقوط النظام البائد، لم تكن هناك فضائيات أو قنوات، وكنا نقضي أوقاتنا مع تلفزيون الشباب، أو تلفزيون العراق، ونتحمل صاغرين الأخبار الخاصة بالقائد الضرورة، وما يريد ترويجه من أفكار، ولا ندري بما يحدث في العالم الآخر، وكان (الستلايت)خاص بالنخبة الحاكمة وكبار المسؤولين، نسمع عنه ولا نراه، ولم نكن نتخيل أن هذا الجهاز الصغير ، يجعل العالم بين أيدين، وبعد السقوط دخل كل بيت ، فلا تخلو دار من هذا الجهاز الرائع، وأصبح بمقدور العراقيين متابعة أخبار العالم حال حدوثه، وأنشأت عشرات الفضائيات العراقية، وتوقعنا أن تسهم هذه الفضائيات، في نشر العلم والمعرفة، وتسعى لبناء رؤيا وطنية صائبة، ولكن هذه الآمال ذهبت أدراج الرياح واصطدمت بالواقع المر الذي يعيشه الشعب العراقي، وأخذ الكثير منها يبث السموم التي تغذي الفرقة والتناحر بين أبناء الوطن الواحد.

 لقد أنشء الكثير من هذه الفضائيات بطرق مشروعة وغير مشروعة، ومنها التي تعالج الهم الوطني، وأخرى تساهم في أذكاء نار الفتنة، وتسعى لخدمة التوجهات المعادية للشعب، وكل منها لها أهدافها الخاصة ومشاريعها التي وجدت من أجله، وهي خدمة الجهات التي تمولها واغلبها غير عراقية، بل مشبوهة الدوافع والأهداف، وقد استغلت هذه الفضائيات الحرية المنفلتة، في الترويج للقتل والذبح والدمار والإرهاب، وتقويض الأسس المتينة للوحدة الوطنية بإشاعة الفرقة والتشرذم والتمزق، والذي يحز في النفس أن بعض القادة السياسيين المشاركين في العملية السياسية، لهم الدور الكبير في دعم هذه الفضائيات، وإنشائها للتعبير عن توجهاتهم الضيقة ، وخدمة مصالحهم وأهدافهم، ومنها ما أنشء بأموال عراقية سرقة في غفلة من الزمن ، وبسبب الفساد الذي استشرى في العراق الجديد.

 وقد يتصور البعض أني أدعوا لفرض الرقابة والتضييق على حرية الرأي والتعبير، ووضع القوانين المقيدة للحريات، وحاشا أن أدعوا لمثل هذا الأمر، ولكني أدعوا القوامين عليها إلى تفعيل الرقابة الذاتية الصارمة، التي تتورع عن زرع الفتنة ونشر الفرقة وتغذية الخلافات والاحتقانات التي تؤدي إلى كارثة لا يستطيع إيقافها من دعا وروج إليه، فما أسهل إشعال عود الثقاب ورميه على كومة القش، ولكن الصعوبة تكمن في إطفاء هذه النار.

 لقد حذر السيد رئيس الوزراء في مناسبات مختلفة، وسائل الأعلام المرئية والمسموعة والمقروءة من الأنجرار خلف الفتنة، وإشاعة الفرقة، وهدد وتوعد، وأغلق مكتب قناة العربية في العراق لبثها ما يسيء إلى الواقع العراقي، ولكن البلاء كل البلاء من بعض القنوات العراقية، التي تدس السم بالعسل، وتؤجج الأحقاد وتثير الضغائن، وتسكب البنزين الممتاز على نار الفتنة، فتزيد أواره، وتذكي ناره، ويقف أصحاب الفضائيات المأجورة منتشين بفرحة النصر، فهاهي أفكارهم البلية تجد طريقها لأذهان الناس البسطاء، وأصبح مصير الوطن في مهب الريح، بعد انتشار ثقافة الذبح والقتل والتهجير، واستفحال ظاهرة المخدرات والسلب والاختطاف، والحكومة العراقية تراقب، فهي غير قادرة على إزعاج (س) أو زعل(ص)، ولا تستطيع كبح جماح المسيء وردعه عن السير في هذا الطريق المعوج، ورب نافعة ضارة، فقد توقعنا الفائدة والخير من هذا التطور العلمي الهائل، ولكننا لم نحصد غير الشر والخسارة، فقد استغلته قوى الشر والظلام لتحقيق مآربها وغاياتها الشريرة، وأثقلت كاهل العراقيين بما ينوؤن عن حمله، وعسى أن ينتبه المخطيء لخطئه فيصلحه، قبل أن يستفحل الخطر "ولات حين مندم".ولكن ماذا سيقول (سوادي الناطور)؟ الذي ترك الدنيا وما فيها وظل يحلم بالغد الجميل البسام؟(بويه شحچي شگول " الشگ چبير والرگعه زغيره"وصدگ لو گالو ألدنيه عله گرن ثور، لن هذا الثور گام يعنفص ويلعب ويانه عله كيفه، ومحد گادر عليه، بالله عمرك زمانك شايف أهل الدار توتي عله أهله، چا أنتوا مو عراقيين، ما عدكم غيره عله بلدكم، تخدمون شعيط ومعيط وجرار الخيط وتحرگون أهلكم، ما تدرون تالي هاي النار تحرگ الأخضر واليابس، وتحرگ آبهات أبهاتكم، وما يخلصكم ال بعتوه شرفكم، لكن صدگ لو گالو"تجي الحمى من الرجلين"وأحنه كل هاي الصخونه التحرگ الناس سكتاوي، أجتنه من ربعنه، الرضعوا من ديس الشكحه، لن لو راضعين من ديس العراق ، چا طلع حليبهم صافي، والحليبه مو صافي، طول عمره ما يوافي، و"أبو گريوه يبين بالعبره"وهاي لعبره الچبيره، وأنشالله تبين گروتكم، وتنفضحون جدام الوادم، ويجي يوم يعرف العراقيين الحقيقة، ويصير كتلكم رفس...!!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com