لا يخفى ما يعانيه المواطن العراقي، من أزمة خانقة في الحصول على الطاقة الكهربائية، رغم الوعود المعسولة، للوزراء المتعاقبين على إدارة وزارة الكهرباء، فقد دأب السادة الوزراء الأجلاء على أن يجعلوا(الهور مرگ والزور خواشيگ)ولا نسمع منهم غير كلمة سوف...سوف...ولعن الله هذه الكلمة اللعينة التي أشتق منها التسويف، الذي يعني المماطلة و(السوفان) الذي يعني الانحلال والميوعة أو (الرخاوة)فيقال (مكينة سايفه) على وزن وزارة(سايفه)إذا لم تعمل بصورة صحيحة، لذلك نرى الكثير من المسئولين الذين يعدون ولا يفون، تجري على ألسنتهم (السوفات) الممقوتة التي عانينا منها طيلة عقود، وكم كان جميلا لو صارحنا هؤلاء بعدم قدرتهم على توفير الكهرباء لأسباب خارجة عن إمكانيتهم، وأن الإصلاحات الجارية لا تؤدي إلى ما تحلم به الوزارة، وعمليات التخريب والفساد المستشري في أروقة الوزارة، يجعل من المستحيل توفير الحاجة الفعلية للمواطن حتى(نستراح) من التسويف والمماطلة، (ونغسل أدينه بصابون رگي) من الكهرباء (الوطنية) التي تناساها الناس وأخذوا يلهثون وراء أسماء جديدة راجت هذه الأيام، ك(ألشمعه ) و(اللاله) التي يقول البعض أنها تعني(لا كهرباء بعد اليوم)وغيرها من الأسماء التي مل الناس سماعها  وترديدها لما بان فيها من قصور، ولكن لو عدنا إلى العقل والمنطق، و(حسبناهه حساب عرب)وتسائلنا عن المبالغ التي خصصتها الدول المانحة، وميزانية الدولة، وما صرف من مليارات الدولارات لإصلاحه، لوجدنا أن هذه المليارات تستطيع توفير الكهرباء للصين الشعبية بنفوسها التي تقل عن نفوس العراق بمليار و670 مليون نسمة!!ولكن الأفواه النهمة، والنفوس المريضة، التي لا تكفيها كنوز الأرض، أغارت على هذه الأموال ونقلتها بطرقها المعروفة إلى البنوك الأجنبية، لتأسيس شركات عملاقة تضاهي الشركات الأمريكية، ليتفوق أبناء العراق الغيارى، على (المليارديرية) العالميين، وينافسون فورد وروكفلر واليوناني (الحافي) اوناسيس، وغيرهم من مرتزقة العالم الحر في الهيمنة والسطوة على الاقتصاد العالمي، وبذلك يرتفع أسم العراق عاليا بين الأمم، ونبقى نحن(الفطر)نغني لهؤلاء:

أمتي هل لك بين الأمم   منبرا للمال أو للقلم

و(نردح) مع (الرادحين) ونرقص مع الراقصين( بالروح..بالدم..نفديك يا...)وهم يأكلون العنب ونحن(نضرس)بالتفاح، وتلك والله قسمة ضيزى!

  لقد كان النظام المقبور، يوفر بعضا  من حاجة المواطن، وتحت سياط البغي والتسلط، صبرنا وصابرن، حتى أنبلج الفجر بإسقاط ذلك النظام، وقلنا آن الأوان لنا أن ننعم بجزء من خيراتن، ولكن...ها قد مرت أربعة سنوات، ولم نحصل سوى على الوعود الرنانة، والكلمات المعسولة، وكان بأمكان وزارة الكهرباء بما توفر لها من أمكانات هائلة، نصب محطات ذات قدرات كافية للمحافظات،  وتبديل المحولات العاطلة، والأسلاك المستهلكة، وبذلك تخفف عن كاهل المواطن جزأ من معاناته، لأن الكثير من الأحياء ـوبالذات في المناطق الآمنة تعاني من انقطاع التيار الكهربائي بسبب هذه المحولات التي أكل الدهر عليها وشرب، وإدارات المحافظات تعلم بأن مسئولي الكهرباء ينصبون هذه المحولات لمن يدفع، وقد راجت تجارتهم هذه الأيام، والجميع يدري بما يحدث، ولكنهم شركاء في سرقة ونهب أموال العراق، ولعل الأيام القادمة كفيلة بفضح هؤلاء المفسدين، بفضل الجهود المبذولة من حكومتنا الوطنية، التي تحارب بالحديد والنار أوكار الفساد، في وزاراتها المتهالكة...ضحك (سوادي الناطور) بألم وقال:(اليد ري يدري..وألما يدري گضبة عدس" أنته تظل طول عمرك من أهل الله وما تدري بالسمج "يطيب" من رأسه،  لو أكو حساب وكتاب ما صار ألصار، لكن واحد يغطي للثاني، وكلمن يحوز النار الگرصته، والبوگ وصل للستار، وألما يبوگ ما أله مجان، ويطلعوه"بناء على مقتضيات المصلحة العامة"وتظل بس الحرامية معشعشه، وللي يبوگ الحدود مفتوحة،  وجوازات السفر بلاش، لكن أنه أگلهم وخل يفتهموها زين، تره الياكل تمنه يزو عه، واليا كله العنز يطلعه الدباغ، ويجي يوم تتندمون على كل السوي توه، ولازم يلفكم الشبج وتطيحون، واللي يطيح بعد ما يگوم...!!! 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com