ليس جديدا ما أتناوله في حكايتي لهذا اليوم، فهذا الخبر قد شاع وذاع، وملأ الأسماع، وتناوله الكثيرون بالشرح المسهب، والكلام المطنب، ولكن الجديد في الموضوع إن كل ما قيل ويقال لم يجد الأذن ألسامعه، والقوانين ألرادعه، وإنما كلمات تقال تذروها الرياح، ولا تقابل بما يجب من التعديل والإصلاح، وعذرا من هذا الكلام المسجوع، والقول الممنوع، فأملي أن(كثرة الدگ تطگ اللحيم)وأن تأخذ السلطات على محمل الجد، معالجة هذه الآفة الخطيرة التي تنهش في أسس بناء الدولة الوطنية التي نريد، ولأبدأ من البداية، فقد علم ألقاصي والداني، بما جرى ويجري قبل وبعد سقوط النظام، من عمليات منظمة لتزوير الوثائق والشهادات الدراسية، وتسرب الكثيرون من غير حملة الشهادات العالية والواطية، وتسنمهم المناصب العليا والدنيا في المؤسسات الحكومية، وكشف الكثير من هذه العمليات، وأحيلت إلى لجان تحقيقية في مديريات التربية للمحافظات، وأنا شخصيا أطلعت على الكثير من الحقائق المرة المعروفة في دهاليز هذه المديريات،  ولكن للأسف الشديد لم أجد إجراءا موفقا  قد أتخذ بحق أي من هؤلاء المزورين، ولا زال أكثرهم يزاولون أعمالهم الوظيفية، دون أن يمسهم أي رذاذ من القوانين العراقية، لأن لهؤلاء المساكين المظلومين، من يدافع عنهم ويتبنى أعمالهم في مراكز القرار، ولعل حادثة التزوير المزرية التي تداولها  الأعلام، عن قيام ثلاثة من أعضاء مجلس محافظة بابل، بتقديم وثائق دراسية مزورة، جرى كشفها والإشارة إليه، ولكن مرت الأمور بسلام، ولا زال هؤلاء على مكانتهم السامية في قلوب القادة الذادة المهيمنين على القرار، يصولون ويجولون، وكأن عملهم البطولي النضالي وسام شرف معلق على الصدور، ولم تتخذ السلطات المختصة أي أجراء قانوني بحق هؤلاء، وكثيرون غيرهم في مراكز أعلا لا نستطيع الإشارة إليها(والعين بصيرة والأيد گصيره)ولعل القوامين على الأمور يرعوون ليأخذ القانون مجراه وتسري العدالة على الجميع.

  وقد يتساءل البعض، أن التزوير أخذ مديات أبعد، وسرى في كل مفاصل الحياة، فلماذا الإشارة إلى الوثائق الدراسية، دون غيره، ولهم الحق في هذا التساؤل، فالتزوير قد سار أبعد مما نتصور، فقد تناهى إلى أسماعنا أن بعضهم لجأ لتزوير الكثير من الوثائق كجوازات السفر،  والبطاقات الشخصية ، وشهادات الجنسية، والهويات الحكومية،  وآخرين أستملكوا عقارات بعض المواطنين المقيمين خارج القطر بمعاملات وهمية ، وتغيير الوثائق والسجلات، وربما يتجاوزون كافة المعايير، ويستولون على ممتلكات الدولة بتغيير جنسه، لأن يدهم طويلة وتطال كل شيء، وكل ذلك يجري بسبب عدم تفعيل القوانين لمحاسبة المتلاعبين والمفسدين، وانشغال البعض بتصفية حساباتهم مع الآخرين، واستغلال السلطة في أمور بعيدة عن المصلحة العامة، في تكالب مميت للاستحواذ على كل شيء، وعدم إفساح المجال للعاملين الحقيقيين لبناء الأسس المتينة لدولة حديثة تواكب ما وصل إليه العالم المتحضر من رقي وعمران....(آنه أبوك يا كريم) قاطعني سوادي الناطور وأردف:( جا بويه إذا التزوير وصل لليافوخ والحكومة  تدري، والناس تدري، ليش ما يتخذون أجراء، هاي ينراد إلها روحه للقاضي، أطرده من الوظيفة، وأحيله محكمه، حتى يأخذ جزاءه العادل، وأخليه عبره لغيره حتى محد يسويه، لكن ذوله وراهم صماخات كبار، وجحاجيح يگدرون يگلبون الطابگ طبگ، ويسوون الباطل حگ، وذوله لو فقره، جا أنگلبت ألدنيه، لكن هذا أبن عم فلان، وهذا أبن خال علان، وذاك عنده دنگه جبيره، وأرد أوصي ربعنه من يطلعون مقابله بالتلفزيون ويگله المذيع دكتور مفيد لو دكتور حميد، خلي يگله آني مو دكتور، خاف يگولون ذوله أنتحلوا لقب، وتعال يا عمي شيلني، يطلعونه أحنه أهل التزوير،  وأني أدري...لكن خاف أحجى...ويگولون سوادي گام يدوس بالهر وش، وتاليها تتناوشني هاي الوحوش، بس أگول حجايه وحده وكافي، أنته تدري حتى سوادي شهادته جذابيه.....!! 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com