سيدة المقام العراقي (فريدةFarida ) تنير سماء العاصمة النرويجية اوسلو

 

 

 

مازن المنصور/اوسلو

www.mazenguitar.com

بتاريخ 29.8.2007 وبعد الانتهاء من مهرجان ميلا العالمي في أوسلو.وردتني رسالة على بريدي الإلكتروني من قبل دائرة الريكس كونسرت الثقافية ومن قبل السيدة اليكسندرا مديرة مهرجان أوسلو ورد ميوزك العالمي. لغرض مشاركتي في اللجنة الإعلامية لإدارة المهرجان وبعد الموافقة تم تحديد موعد لأعضاء اللجنة وكان من ضمنهم زميلي الفرنسي ويل فريد والإعلامية القبرصية ماريا والفنانة والإعلامية الأرجنتينية لورا وبعد التحدث في أمور وسياق المهرجان وما سنقوم به من الدور والتغطية الإعلامية لأكبر تظاهرة فنية في أوسلو تم تزويدنا بمنهاج اعد لنا وكذلك ببرنامج الفرق الموسيقية المشاركة في المهرجان وكان حصتي ولكوني عربي العمل مع الفرق الموسيقية العربية. الفنان الجزائري الفرنسي الجنسية رشيد طه , الفنانة المغربية نجاة عتابو. وكذلك كانت سعادتي كبيرة حقا عندما وجدت اسم سيدة المقام العراقي مدرجا مع الفرق المشاركة حيث هذه المشاركة الثانية لفنان عراقي يشارك في هذه التظاهرة الفنية الكبرى في النرويج حيث كانت لي مشاركة في هذا المهرجان عام 2004 كفنان عراقي وعلى مسرح البارك تياترة.

 http://mazenbandoleros.multiply.com/photos/album/21/Oslo_World_Music_Festival_in_Norway_2004

لقد أحببت أن أتقدم طوعيا ًلخدمة زميلي الفنان محمد حسين كمر وفرقتهم الموسيقية ولسيدة المقام العراقي فريدة لما تقدمه من خدمات فنية ومن نجاح في رفع اسم الفن العراقي والوجه الثقافي للعراق في عموم العالم وهي تعكس الوجه الحضاري وتمثل فنون وثقافة بلاد وادي الرافدين. فطلبت من زملائي في العمل سأتفرغ لهذه الفرقة من أول يوم وصولها إلى ارض المملكة لأنهم سيكونون ضيوف النرويج وكذلك لما لهم من محبة وتقدير واحترام في نفوس الجالية العراقية والعربية. وفي صباح مشمس كانت خيوط النهار الذهبية تتدلى فوق العاصمة النرويجية أوسلو وكان نهارا مشمسا طيلة وجود الفرقة وسيدة المقام العراقي كأنما النرويج يرحب بضيوفه بشمسه الساطعة والمعروف عن أجواء النرويج في الشتاء دائما العتمة وقلة ظهور الشمس ولكن كانت أيام المهرجان ليس كباقي الأيام, وعندما أشارت الساعة العاشرة صباحا كنت في مكتب إدارة المهرجان مع بقية الزملاء نتحدث حيث كان اليوم الأول من افتتاح المهرجان غاصا بالعمل وكان حضور الافتتاح كبيرا إذ حضرت شخصيات فنية وسياسية وإعلامية من النرويج وأوربا والسفارات الموجودة في النرويج وافتتح المهرجان من قبل وزير الثقافة النرويجي وكذلك محافظ أوسلو ومدير دائرة الثقافة في أوسلو ومديرة المهرجان السيدة الكسندرا وكان اليوم الأول للافتتاح للفنانة الأسبانية استرالا مورينتا , وما أن جاء موعد وصول الطائرة التي تقل سيدة المقام العراقي إلى أوسلو هيئة سيارة لنقل أعضاء الفرقة من شركة سيترويت للسيارات وهي إحدى الدوائر التي تقدم خدمات لضيوف المهرجان بعد أن أبلغت مسؤولة استقبال الضيوف بأنني ساحل محلها في إستقبال هذه الفرقة بعد أن وضحت لها الأمر مدى اعتزازي بكادر الفرقة وسيدة المقام العراقي فكان لقاءنا على ارض مطار أوسلو مع الأستاذ الفنان محمد حسين كمر وسيدة المقام العراقي الذي كان لي أخر لقاء معهم في ارض بغداد الحبيبة في وزارة الثقافة والأعلام وتحديدا في مكتب الشاعر الغنائي نزار جواد وكانت فرحتي كبيرة بلقائي بصديقي عازف الناي الفنان عدنان شنان. وبعد وصولهم إلى الفندق المخصص لهم ( فندق رويال كرستيان اوسلو ) وبعد الاستقبال الحافل من قبل إدارة الفندق واللجنة الاستقبال في إدارة المهرجان الفنانة عازفة الفلوت كرستينا مقدمة لهم طيب الإقامة والضيافة , وفي المساء استدعوا أعضاء الفرقة الموسيقية إلى إحدى المطاعم العربية التي تقدم أطيب الآكلات العربية مع الموسيقى والرقص الشرقي. بعدها الذهاب إلى حفلات المهرجان حيث كان اليوم الثاني من ايام المهرجان.

وفي الصباح اليوم التالي كان موعداً مخصصا لسيدة المقام العراقي والأستاذ محمد حسين كمر لغرض إجراء اللقاء في مبنى راديو الإذاعة النرويجية الأولى وتعتبر هذه اقدم محطة إذاعة نرويجية وتستدعي إليها اكبر نجوم العالم الذين يحلون ضيوفا على النرويج ومن ضمن نجوم المهرجان التي استدعتهم هم الفنانة الأسبانية وسيدة المقام العراقي فريدة والفنانة نجاة عتابو وبعد الانتهاء من اللقاء عاد أعضاء الفرقة لأخذ فاصل استراحة لغرض التهيء لأحياء الحفلة مساء وكذلك لغرض إكمال هندسة وفحص الصوت والضوء في صالة العرض وكان العرض في أرقى صالات العرض وهي صالة ياكوب شركا وهي كنيسة قديمة حولت خدماتها إلى دائرة الثقافة النرويجية وهي مكان مقدس لدى غالبية الشعب النرويجي وكذلك هيئة فقط لإحياء الموسيقى والغناء الصوفي والموسيقى الدينية وكذلك للأمسيات الموسيقية الجميلة

وتألقت مؤسسة المقام العراقي كما في المهرجانات السابقة حاملة اسم العراق وبدا الحفل بتقديم وترحيب حار من قبل مقدمة البرنامج وما أن اعتلت فرقة المقام العراقي والسيدة فريدة خشبة المسرح حتى ضج الجمهور بالتصفيق ترحيبا لهم وقد اندمج الجمهور مع أعضاء الفرقة بالغناء وخاص الجالية العربية والعراقية واستطاعت موسيقى مؤسسة المقام العراقي أن تستحوذ على قلوب ومسامع الجمهور وتثير أحاسيسهم المرهفة والمعروف عن جمهور هذه الصالة يكون من النخبة المثقفة ومن اغلب أساتذة المعاهد الموسيقية والأكاديميات النرويجية والمهتمين بثقافات شعوب العالم وكذلك من الأدباء والشعراء والموسيقيين والكتاب ورؤساء تحرير الصحف النرويجية وكانت للاغاني العراقية الجميلة وقع كبير في نفوس الجمهور العراقي والعربي الذي حضر المهرجان وكانت فرحة جميلة لعشاق الموسيقى الشرقية لسماع أغاني وادي الرافدين وعبر مدير مؤسسة المقام العراقي الفنان محمد حسين كمر عن سعادته بمشاركة مؤسسته والسيدة فريدة في هذا المهرجان وهو يحمل اسم بلده العراق وخاص إن الأغنية العراقية تحقق نجاحها من خلال أرقى مهرجان موسيقي عالمي ولم يأتي هذا اعتباطا إلا نتيجة إبداعات الفنانة فريدة والأستاذ محمد حسين كمر وأعضاء فرقتهم الموسيقية وتجاربهم ومشاركاتهم الواسعة في المهرجانات العالمية حتى أبت هذه الفرقة إلا أن تضع اسم العراق في البرنامج فقط ليس كباقي الفنانين الذين يضعون اسم بلادهم وكذلك البلد الذي يعيشون به , كانت سيدة المقام العراقي حاملتا بين هواجسها الفنية إيقاعات المنعطف التاريخي للمجتمع الإنساني في العراق وما يمكنها أن تقدم دراما موسيقية تخص ذلك المنعطف الذي تتماثل أمامها إرهاصات الفكر الفني المعاصر ومايضمر من نقيض أنساني حيال ذلك الخوف. وما أن بدء العرض الجميل لأعضاء الفرقة وهم يرتدون الملابس الفلكلورية العراقية التي تدل على الفسيفساء العراقي من الشمال حتى الجنوب , وبعد أن قدم أعضاء الفرقة الفنان محمد حسين كمر وشكر الحضور على مجيئهم , بدأ يغازل الته الجميلة الجوزة كما يغازل أزهار الميدوزا الصفراء وهي تتراقص بين ضلال وفصول ’ ثم بدأ عازف القانون الفنان جميل الاسدي بتقاسيم جميلة على ألة القانون وقدم مقطوعات إسبانية جميلة حيث بدا للمستمع انه عازفا يضرب على أوتار كيتاره وليس على أوتار ألة القانون وذلك للتقنية والمهارة العالية التي استخدمها أثناء العزف مما زادت من استحسان الجمهور الأسباني الذي كان حاضرا من المعهد الأسباني النرويجي في أوسلو ثم جاء دور عازف الناي ابن الجنوب العراقي عدنان شنان لقد أبدع في العزف على الته وكان لنغمات نايه وقع وأشجان الجنوب وكانت موسيقاه توحي لصفاء ومحبة أهالي الناصرية تلك المدينة التي ترعرع بها هذا الفنان الرائع , وكذلك ضربات إيقاع اكرم العراقي, وعبد اللطيف السعدي ¸وكريم درويش كانوا يمثلون لوحة سومرية جميلة من الإيقاعات العراقية الأصيلة بعدها ضج الجمهور بالغناء والتصفيق وتم توزيع باقات من الزهور من قبل الفنانة النرويجية إلما إلى سيدة المقام العراقي والفنان محمد حسين كمر وأعضاء الفرقة، حقا كانت أمسية جميلة نقلتنا إلى أجواء عراقنا الحبيب وفي اليوم التالي عند الصباح كان موعد الرحيل كانت في انتظار الفرقة في صالة الفندق السيدة مديرة المهرجان الكسندرا التي أصرت أن تودع سيدة المقام العراقي وفرقتها بنفسها وحيث أشادت بالعرض الجميل والصوت القوي لسيدة المقام العراقي وعبرت عن سعادتها بهذا النجاح للمهرجان والتي قدمته سيدة المقام فريدة وأعطت حضورا جميلا كما تمنت أن تبقى على التواصل والتعاون المستمر في المهرجانات القادمة.

وعبر الكاتب ستار موزان عن غبطته وسروره لما جسدته مؤسسة المقام العراقي من خلال مشاركتها بمهرجان أوسلو الدولي حيث قال أن الاتصال الثقافي والفني المتنوع مابين الثقافات والمعرفيات يعطي معنىً جدليا للتقارب والتلاقح بين الشعوب والحظارات، إذ الموسيقى والغناء العراقي تجسم وتجسد هذا المعنى على المسرح النرويجي متصلا بالفن والثقافة النرويجية. وعبر الشاعر هادي الحسيني عن فرحه وسعادته لما قدمته سيدة المقام العراقي فريدة على مدى أكثر من ساعتين متواصلتين من الموسيقى والغناء العراقي الأصيل متمنيا لها ولكل الفنانين الذين جسدوا الفن والتراث العراقي الأصيل كل النجاح و التقدم المتواصل لمؤسسة المقام العراقي

 وحقا كانت سعادتي كبيرة وأنا أشاهد الفرقة العراقية والموسيقى العراقية وهي تحقق نجاحا في المهرجانات العالمية التي اشتركت بها هذه الفرقة في رفع اسم العراق عاليا بين الأمم في المهرجانات العالمية وهي تشد الجمهور وتتألق وكان شعوري هو النجاح للعراق ونجاح للفن العراقي وكذلك للفنان العراقي في هذا المحفل الموسيقي الكبير وكانت صور سيدة المقام العراقي تتصدر الصحف النرويجية في أول صفحاتها ونشرت اللقاء وكذلك الحفل الذي أقيم، فالأجدر بحكومتنا الوطنية رغم الصعوبات التي على عاتقها أن تلتفت للفنان العراقي الذي يمثل الوجه الحضاري للعراق في المهرجانات العالمية ذلك الفنان الذي أفنى زهرة عمره في الاغتراب عن الوطن و ناله التهميش المتعمد في زمن حكام العوجة , والأمم تقاس بفنانيها ومفكريها ومثقفيها وهذا مانشاهده في دول العالم المتحضر لم نجد تمثالا أو نصبا إلى رجل حرب أو قائد عسكري, ولا إلى رجل دين أو معمم إلا في بلاد العرب المستعربة...

مزيدا من صور المهرجان في الرابط

http://faridaoslofestival.multiply.com/photos/album/1/Oslo_World_Music_Festival_in_Norway_2007

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com