حذاري حذاري من سراق الاثار العراقية

 

صباح محسن كاظم
sabah_1960@yahoo.com

لازال سراق الاثار العراقية يعبثون بأهم حضارة في تاريخ الانسانية من خلال تهريب هذه الكنوز العظيمة التي هي ثروة وطنية.... الجميع يتحملون مسؤولية اعادة ماسرق من آثارعراقية،وبالاخص اليونسكو ومديرية المتاحف العالمية والمنظمات الدوليةواتحادات المؤرخين في العالم،وموظفي الاثارووزارة الداخلية والدفاع وكل وطني غيور على العراق المقدس،ان الشعوب تهتم بكنوزها وضعاف النفوس يهربون حضارتنا الى العالم، لطالما تناولت أهمية هذا الموضوع الوطني في صحف الزمان، البيان، المنارة، المشاركة، الميزان، مجلة فيض الكوثر .... ومواقع عديدة واكرر من خلال هذا الموقع الجميل النداء لاستعادة الاثار المسروقة،، ففي شهر تشرين تم الاستيلاء في البصرة على مجموعة مهربين للآثار يحاولون تهريبها،وكذلك عثر في الناصرية على ثلاث قطع آثارية مهمة،ولازال سراق الاثار يحاولون تهريب الاثار العراقية الى الخارج..... إن الآثار الحضارية المنتشرة في أرجاء وادي الرافدين من اوروك ولارسا والمدن السومرية والسلالات التي توالت على حكم المدن طوال الحضارة السومرية والحضارة الاكدية وبعد سيطرة الاكديين الساميين على البلاد في نهاية عصر فجر السلالات فبرزت اللغة الاكدية ، وبدأت تدون بها المعاملات وقد بقيت اللغة السومرية إلى جنبها في التدوين وبعد قيام سلالة اور الثالثة ( 2112 - 2004ق.م ) من بعد فترة الكوتيين الذين قضوا على الدولة الاكدية ، اذ أسس هذه السلالة السومرية ، وكانت مملكة قوية شمل حكمها القطر جميعاً وامتدت بالفتوح الخارجية إلى الأقطار المجاورة وبعد انهيار إمبراطورية اور تدفقت القبائل السامية الامورية من المناطق المجاورة الوادي الرافدين وأسست سلالات حاكمة في العهد الذي يسمى بالعصر البابلي القديم ( 2000- 2004ق-م ) واعم إنجازاتها الحضارية شريعة حمورابي بموادها القانونية فاعتبرت من التشريعات المهمة في الحضارة الإنسانية وهي نتائج حضارة هذا الوطن المقدس ودلالة تاريخية على حنكة قادته التاريخيين . لقد ظهرت سلالات ابسم ولارسا واشنونا واشور ومادي وسلالة بابل الأولى وسلالة الوركاء وسلالات أخرى حكمت في وادي الحضارة وادي الرافدين وبعد غزو الحيثيين بلاد بابل عبر الكيشيين من الفرات بسيطرتهم على المدن من خلال قوتهم العسكرية ويرى بعض المؤرخين انهم ادخلوا استعمال الخيل إلى بلاد وادي الرافدين واصبح شائعاً في التنقل ولهم إنجازات حضارية اكتشفت في التنقيبات الاثارية في عقرقوف كالاختام الأسطوانية واهتمامات بالأدب والفنون كذلك في العصر الآشوري كان لحضارة العراقية بريقها وسطوعها على ارض المعمورة وتأثيرها الكبير ، وقسم المؤرخون العصور الآشورية إلى خمسة عصور من ما قبل التاريخ إلى سيطرة الدول البابلية إلى نهاية سلالة اور الثالثة ثم الآشوري القديم والوسيط والحديث الذي ترك لنا المنحوتات الضخمة والنادرة للثيران المجنحة والتي تعرضت للنهب . أما كنوزنا واثارنا العربية الإسلامية فتعد من أهم ما تركه المسلمون بعد فتح العراق واتخاذ أمير لمؤمنين الأمام علي بن أبى طالب ( عليه السلام ) ارض العراق من الكوفة عاصمة للدولة الإسلامية بدا ازدهار الحركة الفكرية والعلمية والأدبية من الكوفة والبصرة وبغداد وسامراء ففتحت المدارس النحوية الكبرى ثم مرحلة اختيار الأمام الحسين ( عليه السلام ) سيد شباب أهل الجنة ارض كربلاء لتمثل الصراع بين الحق والباطل بين السيف وبين الدم وبين المبادئ والمثل والقيم وبين الظلم والعبودية والانتهازية لقد اسس سكان الرافدين اسمى حضارة في تاريخ الشعوب لتؤسس حضارة ضخمة تطل بظلالها على الإنسانية ويرتشف منها طلبة العلم والأدب والمعرفة سلسبيلا عذبا ثرا. وندعو المهتمين بتراث وحضارة وادي الرافدين من مؤرخين وكتاب ومؤسسات ثقافية إلى إلقاء النظر في أهمية الحضارة السومرية في اور، فهل يصح أن اور الحضارة والحرف الأول وانطلاق مسيرة النبي إبراهيم الخليل التوحيدية واستخدام الموسيقى والعجلة وما تضم من كنوز في مدافن ملوكها ، اذ يوجد فيها 700 موقع اثري ولا ينقب فيها ألا في 20 فقط وتعرضت للسلب والنهب في عام 1991 وبعد سقوط النظام وتعرض متحفها للحرق . ان الشعوب المتحضرة تحترم كنوزها الاثارية وتولي أهمية فائقة في الحفاظ على معالمها الحضارية وتنشئ مراكز أبحاث للاهتمام بالتاريخ والتراث والفلكلور الشعبي والعادات المتوارثة وتحتفي بها باحتفالات دائما، وتؤسس معاهد متخصصة بذلك وفي بلاد وادي الرافدين صاحب اعرق الحضارات والإنجازات الإنسانية من ظهور الكتابة واستخدام الآلات الزراعية واكتشاف النار واستخدام العجلة فقد قدم هذا الوطن العريق إسهامات حضارية شاخصة في كل متاحف العالم من استنبول إلى لندن إلى اللوفر الى برلين والصين شاهدا على تاريخ هذا البلد العريق والزاخر بمنجزاته الحضارية اذ عانى المؤرخون والاثاريون في زمن الدكتاتورية معاناة لا مثيل لها في الإنسانية حيث أن المنهج التاريخية كتب بعكس الحقائق التاريخية ، وكان لتشويه التاريخ الذي كتبته أفلام السلطة الجائرة القائم على أساس قلب الحقائق التاريخية وبالأخص العلاقات التاريخية مع دول الجوار العربي والإسلامي وكذلك في تاريخ الإسلامي منذ رحيل المصطفى محمد ( صلى الله عليه واله ) واجتماع السقيفة وما أسفر عنه بترك الوصية أو في واقعة الطف حيث لا توجد في المنهج الدراسي في مدارسنا إطلاقا وهي من ابرز مراحل التاريخ الإسلامي وتدرس في كل شعوب الأرض في فصل التاريخ الإسلامي او تعظيم الخلافة الأموية والعباسية ومعلوم من البديهيات في التاريخ ان هناك جورا وظلما وسفك دماء من قبل الولاة الأمويين والعباسيين من خلال إزهاق نفوس المؤمنين والأوصياء طيلة فترة حكمهم التي قامت على جماجم بني هاشم أما التاريخ الحديث فقد كتب على نمط الفكر الشوفيني البعثي لتفتيت الأمة الإسلامية وتمزيقها اما ما يخص التراب والآثار فلم نشهد ذلك الاهتمام كما يدعي الصداميون بل قاموا بتدمير التراث ونهبه فالتدمير بدأ من إهمال المراكز الحضارية الأولى في الإنسانية اور الخالدة وبيت النبي إبراهيم الخليل (ع) والزقورة الخالدة اذ انشأ نظام القتلة القواعد العسكرية والسجون والمعسكرات الى جوار اعرق مركز حضاري بدلا من مراكز أبحاث وفنادق الباحثين القادمين من أرجاء المعمورة ، والإهمال الأخر في عملية سرقة الآثار وتهريبها والمتاجرة بها كما فعل (ارشد ياسين ) المرافق للصنم فهربت الآثار النفيسة الى المتاحف العالمية مقابل إشباع رغبات هؤلاء الجهلة الذين لم تكفهم سرقة ثروات العراق من نفطه وكنوزه الأخرى وعندما كنا ندرس التاريخ في جامعة بغداد في عام 1980 شاركت في ندوة الآثار في المتحف العراقي ببغداد حين قال الدكتور فوزي رشيد ( مدير المتحف العراقي سابقا ) والدكتور مؤيد سعيد مدير الآثار العراقية والأثري الدكتور بهنام ابو الصوف هناك تقصير واضح في العراق في الاهتمام بالمواقع التاريخية وحفظها والنظر أليها بأنها ثروة وطنية ورصيد حضاري لاكثر من خمسة آلاف عام ان علم الآثار يعنى بالأشياء المادية التي يعثر عليها عند التنقيب والبحث في المواقع التاريخية ، ويقوم بوصف وتحليل وتدقيق المرحلة التاريخية التي عثر فيها على الرقيم الطيني او الأثر الحضاري كالأواني او تماثيل اللوك ومقتنياتهم . ان الإنجازات التي قدمها علم الآثار في كشفه لحضارات الأمم القديمة أمثال الحضارة السومرية والبابلية والآشورية المكتوبة بالخط المسماري وقد عثر على ابرز المدونات التاريخية في بلاد وادي الرافدين كمسلة حمورابي التي تحتوي على ( 300) مادة قانونية بمختلف القوانين الاجتماعية والاقتصادية وخزائن الكتب في نفر خزانة نينوى ، خزانة تل حرمل ، وخزائن أخرى فيها الآلاف من الألواح المكتوبة ووثائق مسمارية أقدمها مدونة اوركاجينيا 2345 ق.م ثم مدونة اورنمو 2011-2003 ق.م ثم مدونة عشتار 1924-1934 ق.م ثم مدونة ايشنونا قبل حمورابي بنصف قرن ومدونة حمورابي ( 1792-1750 ق.م ) (القران والآثار سامي البدري ص 6) ان الذي حصل بعد 9 / 4 /2003 هو سرقة وخربت المواقع الاثارية التي طالت ( 15) الف قطعة سرقت من ضمنها ( 40 ) قطعة نادرة في العالم ولم يسترجع من الاثار المسروقة الا ( 3 ) الالاف قطعة ان هذه الحضارة التي امتدت من الجنوب العراقي الى جباله وكهوفه والتي اكتشف فيها التعدين والنار والعجلة القرى الزراعية والتدجين ان اهم اربع اثار في الانسانية سرقت من المتحف العراقي ( 1 ) الاناء النذري يمثل الفلسفة السومرية والذي فتح باب الجدل في الانسانية على الفلسفة وتفكير الانسان السومري (2) راس الفتاة السومرية ( مونليزا العراق ) (3) راس سرجون الاكدي (4) ثيران مجنحة نادرة عثر عليها في النمرود . ان كل قطعة من هذه القطع المسروقة تتوق اليها متاحف العالم حتى تعطيه بريق تاريخي فهي تعد من انفس الاثار في العالم . وحسنا فعلت قناة الشرقية في التاكيد على وجوب التحقيق مع مسؤولي المتحف وحرسه حول كيفية عدم حفظ الاثار المهمة الم تستطيعوا حفظ هذه الاثار وابعادها الى اماكن امنة وقد عثر على وثيقة في 10/4/2002 تحذر من سرقة الاثار العراقية لوجود مطامح يهودية للوصول الى المتحف العراقي وتهريب الاثار النفيسة وهناك بعض الاراء التي تقول بان رجال الامن والمخابرات الذين كانوا مسؤولين عن حماية المتحف متواطئون في سرقة وكذلك ازلام النظام السابق ومهربوا الاثار واللصوص الذين كان هدفهم سرقة اثاث المتحف العراقي فاشتبكت ايدي هؤلاء في العبث في اعظم حضارة في الانسانية ولم يسترجع اكثر من (12) الف قطعة بما فيها ( اربعين نادرة ) وما زالت أيدي العابثين تحاول سرقة هذه الحضارة العظيمة سراق التاريخ ، سراق الحضارة ، سراق الارشيف الانساني وهناك بعض التصورات والرؤى والأفكار التي قد تحد من تهريب الآثار وسرقتها واسترداد المفقود منها . لقد تم تهريب وسرقت اثار شرقية كما حصل في المقابر الفرعونية عن طريق السواح حيث تطلى بمادة صفراء وكانها مشتراة من سوق التحف وتهرب عبر الحدود وكذلك تعرض الجولان لسرقة اثارها من قبل اسرائيل وتعرض المغرب العربي ابان الغزو الاستعماري كما حصل في ليبيا الى تهريب الاثار والكنوز المهمة . ان مسؤولية حماية هذه الاثار تقع على عاتق الحكومة العراقية ووزارة الثقافة والاثاريين والمؤرخين والمفكرين والاعلام والمنظمات الدولية كالامم المتحدة واليونسكو مع مشاركة الدول الجوار بمراقبة حدودها والا كيف وصلت اثارنا الى اسرائيل ان ما يقوم به سراق الحضارة بيع تلك المسروقات باثمان بخسة من 10-20 دولار للاختام الاسطوانية من العصور السومرية والاكدية والبابلية وتباع بالاسواق العالمية للكنوز والاثار النفيسة من 200 - 400 الف دولار وهذا الذي يغري تجار التهريب على سرقة الاثار،،،ان الحضارة السومرية تعد من أقدم الحضارات التي تجذب الانتباه اليها لما قدمت من منجز ثر في الكتابة،استخدام الدولاب الفخاري،الاختام الاسطوانية،ظهور الموسيقى والرسم والنحتوالملاحم على اديم هذه الارض،وما لفت انتباهي في زيارتي الاخيرة الشهر الماضي مع مبرة التضامن،وكل رحلة تتكشف لنا حقائق عن الحضارة السومرية فطرق الري والمجاري قبل خمسة الاف عام،،ان الاهتمام بالاثار والمحافظة عليها واجب وطني وانساني ،وحتى لو اقتضى من السفارات العراقية في الخارج شراء تلك الاثار واعادتها لوطنها الاصلي ،فمعظم الدول تحاول اعادة مايسرق من اثار واخيرا مصر سعت الى ذلك واعادت516 قطعة اثارية ،ان مراقبة الاثار ومن يهربها مسؤولية الجميع،كما ان السيد السيستاني افتى بعدم جواز المتاجرة بالاثار فعلى الاعلام العراقي تفعيل ذلك......

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com