الأغاني الخلاعية، إرهاب أخلاقي

فينوس فائق

venus.faiq@gmail.com

منذ مدة وأنا أريد أن أكتب عن موديل الفيديوكليبات الخلاعية، وفي كل مرة أفتح صفحة بيضاء في الكورمبيوتر، وسرعان ما أغلقها وأقول ما شأني أنا، إن لم تعجبني أغنية لا أشاهدها.. بعد قرائتي مقالة في رمضان (زمن المسلسلات) للكاتبة والإعلامية فوزية سلامة، والتي كتبت فيها عن المسلسلات التي تغزوالبيوت في رمضان، والتي نبهتني بعد ذلك إلى قضية أخرى وهي أنها تجعل النساء ينسين نظام الريجيم ويجلسن ساعات وساعات مقابل شاشة التلفزيون بعد تناول وجبة كاملة الدسم، وهي تصوم اصلاً لكي تفقد وزنها، في حين أنها تتناول بدون أن تنتبه أطباق من الحلوى وهي تتابع المسلسلات الواحدة تلوالأخرى. وهذه المسلسلات التي لا تضيف سوى الشحم واللحم الزائد بسبب الجلوس الكثير وتسبب في عطل جهاز العقل وبلادته .. عندما قرأت مقالة السيدة فوزية تشجعت بعض الشيء وبدأت أكتب،

تأكدت أن من واجبنا نحن الشريحة التي تعرف يقال أنها المثقفة، الشريحة التي بإمكانها أن تنتقد وتقيم الظواهر والحالات التي تتكرر وتؤثر سلباً على تربية أطفالنا.. فعدى عن أن جهاز التلفزيون فقد في يومنا هذا واجبه التربوي ونسي القائمون عليه وظيفته الأولى التي هي التربية والتعليم، ثم الترفيه وقضاء الوقت ن لكن في حدود الأعراف الإعلامية الرصينة التي تتناسب مع تربيتنا الشرقية وإنتماءنا إلى تلط البقعة المتخلفة من الكرة الأرضية التي هي الشرق.. فأي تقلب مفاجئ وأي قفزة عالية قد تكسر رقاب أبنائنا وتفسد أخلاقهم.. فحتى أسس التربية السليمة تأتي على مراحل وحسب أصول متبعة ومتعارف عليها حتى في المجتمعات المتطورة والمنفتحة..

فالمجتمعات المتقدمة لم تصل إلى ما وصلت إليه في يوم وليلة كما نريد نحن في الشرق، فهي قامت بثوراة ثقافية وحضارية، حتى توصلت إلى إرساء أسس سليمة للتربية السليمة ن بحيث لا يتفاجأ الشاب حين يرى إمرأة نصف عارية في الشارع، فقبل ذلك يكون الشاب قد تابع دراسته في مدرسة مختلطة وتلقى دروس في كل ماهومحرم وتابوفي مجتمعاتنا.. بحيث عندما تقع عيناه صدفة على صفحة مجلة خلاعية لا يرتبك ولا يندفع بشكل عمياوي وراء غرائزه المكبوتة كما يحصل في الشرق الذي تسيطر عليه ثقافة الكبت والعنف السري وتتبع فيه نظام العقاب في أقسى صوره وفي كل مجالات الحياة..

من هنا يأتي دور القائمين على التلفزة والفضائيات العربية، التي بإمكانها أن تفرض شروط وضوابط على المادة الفنية.. وأن يكون الإنفتاح تدريجياً بحيث حين تخلع المغنية نصف ملابسها وتقف على خشبة المسرح لا يكون من أجل أن تهيج الشباب والشابات، وأن يكون مجتمعنا قد منح من التربية السليمة والقائمة على أسس علمية شفافة وصادقة، بحيث لا يتفجأ بها كأنه يتفاجأ بتلك المناظر من الأفلام التي تخضع للرقابة الأخلاقية حتى قبل عرضها..

ما يحدث في الأغاني العربية التي تذاع على مدار الساعة من على شاشات الفضائيات ليست حالة عادية، حيث تظهر المغنية عارية تماماً، في الوقت الذي لا تحمل اي نوع من الثقافة ولم تقرأ في حياتها كتاباً يعلمها مباديء وأعراف الظهور بشكل يليق بفن بمقاييس حضارية..

شخصياً لا ألقي اللوم كله على المغنية فقط وإنما أضعه على الجهاز الإعلامي والفضائيات التي تتاجر بمنظر المغنيات العاري وتفسد عقول الشباب، ويأتينا بين الحين واآخر مصلح لينتقد الغرب وعيوب الغرب، في حين أنه ينسى أن ما يحدث الآن في الشرق هوأسوء وأفضع من الإرهاب نفسه الذي يقتل النفوس.. فالأغاني الخلاعية إرهاب من نوع آخر، فهوإرهاب خلاعي يغزوعقول الشباب ويفسدها، ولكم تصور مستقبل الشباب..

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com