|
السفارات الاوربية تعزف على جراح العراقيين ناهدة التميمي حصلت اكثر من مرة وتكررت كثيرا في سفارات الدول الاوربية المتواجدة في الدول العربية التعبانة ان يلعبوا على آلام العراقيين وجراحاتهم وآمالهم .. فهذه الدول والتي يفترض ان تكون راعية لحقوق الانسان وتتعامل بانسانية كما ينبغي، عندما يذهب العراقي الى سفاراتها وقد حصل بشق الانفس على دعوة من قريب او صديق له, فان موظفيها يبدأون باللعب على أمال هذا البائس ودغدغة احلامه حتى ولو بزيارة قصيرة الى هذه البلدان، فهم لايقولون له بان العراقي مغضوب عليه وهو مرفوض في كل الحالات وانه يجب ان ياخذها من قصيرها ويرحل، بل يتصرفون معه على ان امره منظور فيه واوراقه مقبولة فيطلبون منه عند استلام الاوراق دفع مبلغ مايقارب مائة وخمسين دولارا رسوم استمارة فيزا ومثلها او اكثر تامين صحي ومئة دولار طبع وادارة وخلافه ... كل ذلك يؤخذ مقدما من العراقي المسكين الحالم على وهم وسراب وهم يعرفون جيدا بانه سيرفض لانهم بعد يومين فقط يخبروه بانه مرفوض .. بينما اي معاملة فيزا صحيحة تستغرق مالايقل عن ثلاثة اسابيع او اكثر ليبت فيها اي لتذهب الى خارجية االبلد المعني ثم تعود الى السفارة. هذا عدا مصاريف (روح وتعال) وكل ذلك لو افترضنا ان التقديم تم في العراق .....!!! ولكن هنالك سفارات ليس لها مقرات في العراق، وتقديم الدعوات اليها يتطلب السفر الى دول الجوار وغالبا ماتكون سوريا والاردن .. عند ذلك سيتجشم المدعو مصاريف اضافية مثل مصاريف السفر والاقامة التي ستكلفه دم قلبه واجور النقل الداخلي والتاكسيات والرش على الموظفين حتى يجيبوا باقتضاب على تساؤلاته بدلا من غلاستهم واذلالهم له وعدم اكتراثهم بامره.. كل هذه المشقة تنتهي بعد يومين اثنين من التقديم بان يخبروه بانه مرفوض دون اعطاء السبب.. فيكتشف انه هدر اموالا غالية كانت ستفيده في ايام العراق العجاف هذه بدلا من نثرها في دول الجوار دون طائل,, علاوة على انه قد غامر بحياته لخطورة الطريق من اجل دعوة مرفوضة سلفا. ويقال والعهدة على الراوي بان هنالك موظفين في هذه السفارات من المفسدين وعديمي الضمير متخصصين بالامر,, يرفضون العراقيين ولايعطونهم سبب الا انهم يبيعون نفس هذه الدعوات الى اناس اخرين وسماسرة محترفين بالتهريب ليثروا اكثر ويتقاسمون الارباح والاجور معهم .. فياسلام على دول الديمقراطية والانسانية وحقوق الانسان. ولو كانت هذه الدول انسانية حقا لمنعت اصلا اصدار الدعوات للعراقيين لانها تعرف بانهم مرفوضون سلفا ولجنبتهم مشقة المصاريف والاقامة والسفر .. او لكانت جنبتهم الابتزاز بعدم اخذ رسوم الفيزا والتامين الصحي وغيرها منهم مقدما الا في حالة قبول ملفاتهم والا فما معنى ان تؤخذ منه رسوم فيزا لن ياخذها او تامين صحي لن يستفيد منه اطلاقا ... ولكن ماذا عسانا ان نقول فالكل حتى الدول الانسانية اخذت تستهين بالعراقيين اسياد الدنيا واغنى شعوبها وتلعب على جراحاتهم ومعاناتهم .. كما ان العراقيين الذين افقرهم نظام البعث واذلهم بالتعاون مع العربان اصبحوا بقرة حلوب تدر ربحا على الجميع بضمنهم الدول الاوربية التي تأخذ رسوم الفيزا والتامين الصحي والطبع والادارة من العراقي وهم يعلمون بانه مرفوض لا لشيء الا لانه عراقي .. ويقال انه هنالك مكاتب اليوم للزيجات من المصريين والمصريات في مصر لغرض الحصول على الاقامة تدر اموالا طائلة على اصحابها فهل هنالك ربحا افضل من الذي يدره العراقي،, فهو محلوب ومنبوذ في زمن صدام حتى تجرأ عليه الجميع وهو محلوب اليوم في زمن التحرير ولانعرف الى متى .. وان كانوا لايريدون تدفق العراقيين الى بلدانهم،, فليساعدوا العراق على الاستقرار وليعملوا مشاريع صادقة لامتصاص البطالة فيه .. عندها لن يرغب احد بفيزا بلدانهم الا للسياحة كما كان الامر زمان.. ولكن ان يعملوا على عراق تعمه الفوضى والتفجيرات والمفخخات والخطف والذبح والتهجير ولايريدون للعراقي ان يفر ولايفتحوا الابواب بوجهه للفرار من هكذا جحيم .. فانه الخنق بعينه...
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |