المرأة العراقية بين الغياب والتهميش..!!

 

 

جواد كاظم اسماعيل

jawad_k2@yahoo.com

عندما نتحدث عن المراة العراقية فاننا نتحدث عن كائن حي مشارك في صنع الحياة الكريمة

فقبل قرنين ونصف من الزمان كانت المرأة ( الأسطورة) فدعة التي شغلت الناس بسرعة البديهة وباستباق القول قبلما ينطق به صاحبه

ومنهن من شاركنا الرجال في حصار الشعيبة الشهير ضد الأنكليز حيث كن يهزجن ويشجعن الرجال بالاقدام وعدم التهاون والتخاذل

فالمراة قديما لم تهمش او تغيب ولكنها في العقود الاخيرة اهملت تماما ونظر اليها كجاني للمتعة في اغلب الاحيان وليس كركن من اركان صناعة الحياة والتاريخ وحتى وان اسند لها دور ما في العقود الماضية فهو فقط للدعاية الاعلامية لا غير وقد تحملت المرأة العراقية الكثير من المصاعب والمحن والهموم نتيجة الظروف التي مر بها البلد منذ تأسيس الدولة الحديثة للعراق في عشرينيات القرن الماضي حتى يومنا هذا حتى أنها تحملت المسؤوليتين في أن واحد مسؤولية الرجل ومسؤوليتها كون الرجل كان مشغولا بحروب داخلية وخارجية وهي كثيرة وقد ضربت هذه الأنسانة الخرافية اروع الأمثلة في بناء الاسرة والصبر والتحدي والكفاح من أجل التواصل مع الحياة وهنا أستطيع جازما بأنها كانت المتفردة والمتميزة عن قريناتها من شقيقاتها العربيات في مجال صبرها وصمودها وكذلك معاناتها والأوزار العديدة التي وقعت على رأسها فهي تحملت الفاقة والخوف والرعب وفقدان الزوج والأبن وفقدان العزيز رغم ذلك فكانت هي الثكلى والمربية والمتتجة وهي الصبورة الصبوحة المضحية وهي وهي وهي.. لكن كل ذلك لم ينظر له الرجل بعين التقدير وعين الأنصاف بل بخس حقها معتبرا أن ماقامت به هو جزء من واجباتها فكانت هذه هي نظرة المجتمع لها أما الحكام فكانوا ينظرون لها أداة لتحقيق أهدافهم من خلال مشاريعهم التعبوية التي زجت بها المرأة قسرا ونتيجة لهذه السياسات والنظرة الدونية بقت المرأة مغيبة ومهمشة ومقصية عن دورها الأنساني رغم بعض المحاولات من بعض النسوة لتحديد هوية المرأة لكن كل هذه المحاولات والتحركات فهي خجولة ولاتتعدى قاعة اجتماع أو مؤتمر يحصل هنا أو هناك وأذا أردنا أن نكون منصفين في تحديد أسباب تراجع وتهميش دور المرأة لابد أن نذكر بأن المجتمع كان هو المصدر الأساس في تسليط سيفه عليها وتحجيمه أياها متذرعا بأن المرأة لاتصلح الأ للمنزل فقط وهو محلها الأول والاخير وكذلك تأتي الحكومات المتعاقبة لها الدور الثاني في غياب المرأة عن ميادين الحياه المتشعبة كونها لم تسن قوانين تصون فيها كرامة المرأة وحقوقها ويأتي كذلك الدور الثالث في ذلك هو المرأة ذاتها كونها أستسلمت لمجتمعها ولحكوماتها وخنعت لكل هذه التوجهات التي عطلت فيها كل قوى الأنتاج وعلى مختلف الصعد لذلك نجدها اليوم بعد التغير الذي شهدته البلاد تسعى جاهدة لرسم صورة جديدة لها تختلف عن الصورة القديمة المؤطرة فيها أجتماعيا وثقافيا وسياسيا تبعا للمنظور الأجتماعي والديني الذي يشهده المجتمع العراقي فهي تحاول اليوم أن تجد لها صوتا ووجودا بأعتبارها جزءا من حركة المجتمع وهي نصف المجتمع أن لم نقل (كليانية) لكننا نجد هذا الصوت خجول وضعيف ويعيش ضيق ذات اليد وقليل الحيلة فهي لازالت تخرج من معطف الرجل حتى وأن كان لها وجود في البرلمان أو في مؤسسات الدولة الأخرى كونها رشحت من قبل أحزاب كبيرة ومعروفة فهي غير قادرة للتحرر من بودقة السلطة الرجولية فلكي يكون للمرأة دورا حقيقا في العهد الجديد لابد ان تتوفر لها الحرية ولعل شعورها بالأمن والأمان في مجتمع يقترن تحوله الديموقراطي بأصوات القتل والتفخيخ والعبوات الناسفة بالأضافة الى وجود ثقافة يؤمن بها المجتمع بأن المرأة حالها حال الرجل في البناء والحياه والرأي والطاقة والعطاء وأن غيابها وتهميشها ينبغي أن يعالج بنصوص دستورية وأن كانت هي جزء من هذا الغياب لابد أن تكون هناك نظرة جدية وصادقة من أجل تعويضها ومنحها دورها الأنساني الشامل الذي تستحقه فأن أستمرار غيابها لايمكن أن يخلق لنا حياة سياسية وأجتماعية مستقرة بل سيصيب الجميع الوهن والفشل ومؤكد بهذا التعمد على غيابها ستسير العملية على قدم واحدة وهي بهذا أيلة للسقوط حتما اليوم أو غدا.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com