من هنا هولندا، ومن"جامعة Utrecht"، عضو المعهد الدولي لدراسات الإسلام في العالم المعاصر، أستاذ الدراسات الأنثروبولوجي الهولندي(بروف)"مارتن فان برونيسن"، أخصائي التاريخ والمجتمع الكردي، يعيدنا (زمكانا) بكتابيه"الأكراد وبناء الأمة"و"الآغا والشيخ والدولة- البنية الإجتماعية والسياسية لكردستان". ويعيدنا 9 عقود من الزمن الخالي/ الحالي فيذكرنا: في 3 آذار 1918م إجترح الجزارالكردي إسماعيل سمكو شيكاكي، مجزرة مدينة"كونه شهر" جنوب غربي بحيرة أرمينيا التي راح ضحيتها 147 آشوريا من ضمنهم بطريرك الكنيسة الشرقية الآشورية"مار بنيامين شمعون"، وفرار فقط 6 مواطنين، كجزء من مجازر الإثنية بدء من"فيشخابور"و"ديراتون"، بدعم مالي من بلاد فارس ودولةآل عثمان تركيا، ليقرر إقليم الشمال العراقي مثل كتاب"الإجتماعيات" للصف السادس الإبتدائي للتعليم السريانيص، بتزييف من الحزبين الكرديين الداعمين PKK، لتاريخ العراق وتمجيد عصابة المجرم الفاشي الشوفيني"سمكو"، بتوجيه من لدو حلفاء/ خلفاء صدام الفاشي الشوفيني، فيما يقف أمثال"جوهر هركي" أمين عام حزب"الحريةوالعدالة" الكردي العراقي المناوىء لطالباني وبارزاني وآغوات ثالثةالأثافي(الإحتلال)، ومعه(أ)علي جوهر محي الدين هركي، وآزاد حميد لوراني(بصفتهما"نائبا أول") ورزكار خالد محمد دوسكي(نائبا ثان)،في المؤتمر الأول للحزب تحت شعار: من أجل تعزيز وحدة الجماهير الكردية، حيث يحتفل"عثمان أوجلان" بمرور نصف قرن على مولده عام 1958م(شقيق عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكرديPKK المعتقل في دولة آل عثمان تركيا، منذ عام 1999م). * راجع خطة خطف/ عملية OPERATION ABU. كان ذاك المقاتل القيادي المدجج بالسلاح والمتنقل بلباسه الكردي من جبل الى آخر في(كردستان) مسببا مزيدا من الصداع المزمن للدولة التركية، التي بذلت عبثا كل ما بوسعها للقبض عليه وايداعه المعتقل الى جانب شقيقه الأكبر في جزيرة Imrali، ليخبو وينبو، فيغدو اليوم سياسيا يرتدي الزي الغربي يتجول بحماية عدد من أقاربه بمطلق الحرية في شوارع وأسواق بلدة كويه التي يقيم فيها والتابعة لمحافظة أربيل العراقية الشمالية، "أربيل" مقر مؤتمر البرلمانيين العرب العاشر في ظل علم العراق الذي يرفرف على مبنى برلمان إقليم العراق الشمالي في"أربيل".

التحق"عثمان أوجلان"، بالحركة الكردية المسلحة قبل جيل مضى(عام 1977م)، وفي عام 1990م انخرط في العمل المسلح الفعلي حتى انفصاله عن حزب العمال الكردي في الأول من حزيران 2004م لأسباب يصفها بأنها عديدة ومنطقية أبرزها عدم استجابة حزب Partiya Karkeren Kurdistan لدعوته لتغيير نمط نشاطه من الكفاح المسلح الى العمل السياسي!. وبعد اعتقال شقيقه الأكبر تولى قيادة الحزب لإملاء فراغ شقيقه بشكل غير رسمي لمدة نصف عقد من زمن محنة الحزب(1999-2004م). ويقول(عثمان أوجلان): انه سعى دوما الى احداث تغيير في سياسة الحزب على الصعيدين الداخلي والخارجي وكانت غايته تحويل الحزب الى قوة سياسية وديمقراطية مؤثرة!، لكن اصرار قيادته على ابقاء الحزب قوة عسكرية مركزية دفعه نحو اعلان الإنفصال عنه ليشكل مع مجموعة كبيرة من دعاة الديمقراطية"حركة البديل الديمقراطي الكردي"!. القائد الأول التاريخي لحزب العمال(ما زال حاليا) مؤسس الحزب وزعيمه الأول"عبدالله أوجلان" الذي له بصماته في كل خطوات الحزب وبدونه لم يحقق الحزب اي تقدم أو انجاز، بمعنى ان الحزب ومنذ اللحظة الأولى لإنبثاقه اقترن به إسم(أوجلان) الذي يعني حزب العمال والعكس صحيح أيضا!!. أنا كنت عضوا في قيادته بين عامي 1999ـ 2004م. انسحب مقاتلو الحزب فعلا داخل الأراض الإيرانية. المقرات الرئيسة للحزب توجد كلها في المثلث الحدودي الجبلي بين العراق وتركيا وإيران وفي إطار ذلك المثلث المترامي يتحرك المقاتلون حسب الضغوط العسكرية والسياسية التي يتعرض له الحزب، فتارة يتجهون نحو العراق وأخرى نحو إيران، وبما أن الضغوط قادمة هذه المرة من العراق وتركيا فانهم بلاشك يستخدمون الأراضي الإيرانية. لهم قوات كبيرة هناك، أي أن العدد الأكبر لمقاتلي الحزب على الأراضي الإيرانية سواء تحت إسم مقاتلي حزب العمال أو«حزب الحياة الحرة»(PJAK) المعارض لإيران/ زعيم الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني"حاجي احمد". ايران تخوض حربا ضد مقاتلي حزب العمال منذ نحو عام وثمت معارك شرسة بين مقاتلي PJAK والقوات الايرانية وخسائر فادحة تكبدها الطرفان خصوصا الجانب الايراني الذي تعرض لضربات موجعة، عليه فان المساعدات الايرانية للحزب امر غير معقول وغير وارد، العكس تماما، إذ وقعت ايران اتفاقية تعاون امني مع تركيا لشن عمليات عسكرية مشتركة ضد حزب العمال. الهجمات العسكرية التركية لا تحدث في الصيف اللاهب اوالشتاء القارس، ان شن الهجمات في شهري تموز او آب وكذلك في موسم الشتاء أمر عسير جدا بالنسبة للجيش التركي، وبما ان الصيف قد انتهى والشتاء لم يحن بعد ، فان الوقت المتبقي بالنسبة لتركيا لا يزيد عن شهر واحد فقط لشن هجومها العسكري الذي ينبغي ان يكون خاطفا وعاجلا، لأن قواتها لن تستطيع مواصلة الهجوم لفترة طويلة بمعنى ان فترة العمليات العسكرية يجب الا تزيد عن 10 أيام، وأعتقد أن الهجوم التركي سيحدث في غضون أسبوع من الان!!!. في بادئ الأمر كانت الغاية الأساس للعملية العسكرية التركية المرتقبة القضاء المبرم على الادارة الفيدرالية الكردية التي يتزعمها(السيد مسعود بارزاني) في هذا الاقليم، اضافة الى ممارسة الضغوط السياسية على الحكومة العراقية من أجل تصفية التجربة الكردية، لكن هذا الهدف واجه رفضا قاطعا من لدو الاوساط الدولية خصوصا الولايات المتحدة والإتحاد الأوربي الذين رفضا دعم تركيا لتحقيق غايتها، لذلك عمدت انقرة الى تغيير موقفها وصارت تركز على حزب العمال الكردي فقط اذا ما حدث فسيستهدف الحزب فقط . تعداد مقاتلي الحزب يبلغ 7000 مقاتل وقد يكون من بينهم 500 مقاتل في حال مرض او اصابة اي لا دور فاعل لهم!، لكن 6500 مقاتل هم في حالة جيدة ولهم دور مؤثر!!، ومن بينهم 3000 مقاتل داخل الاراضي التركية!! ومثل ذلك العدد داخل الاراضي العراقية!!، منقسمون على الاراضي العراقية والايرانية والتركية لكن بأعداد غير ثابتة تتغير حسب التحركات العسكرية في الدول الثلاث!!، هؤلاء المقاتلون يوجدون في اشد المناطق الجبلية وعورة في هذه الدول ويتركز وجودهم في تركيا على جبال"زاغروس وبوتان" الشاهقة والوعرة!! وفي مناطق"درسيم" التي تقع في العمق التركي بنحو 700 كم ولا يقل عددهم هناك عن 300 مقاتل!!!، وكذا الحال في مناطق"ديار بكر" التي تقع في عمق 400 كم، اضافة الى المناطق الحدودية مع العراق!!. خلال وجودي في صفوف الحزب لم يتلق مساعدات من اي دولة، بل ان بعض الدول مثل سورية وايران استولت على كثير من ممتلكات الحزب ومشاجبه واسلحته ومعداته العسكرية وربما هناك من يتصور او يدعي ان سورية قدمت المساعدة للحزب الا ان ذلك ليس صحيحا ابدا فالمساعدات السورية او الايرانية لم تتعد حدود السماح لبعض مقاتلينا الجرحى بتلقي العلاج في مستشفياتهما او التحرك البسيط في بعض مناطقهما الحدودية، ولم اسمع ابدا بوجود مصادر تمويل للحزب ولا امتلك معلومات بهذا الصدد!. وفي الوقت الراهن لا اعتقد ان هناك دولة تقدم المساعدة للحزب!، لكن المعلومات المتوافرة لدي تفيد بان اسرائيل تقدم معونات ومساعدات لمقاتلي حزب PJAK من خلال الولايات المتحدة الا انني لا امتلك وثائق تؤكد ذلك بشكل قاطع!. برأيي ان الاتفاق الأمني الأخير بين العراق وتركيا ذو وجهين يلبي كل المطالب التركية من جهة، ومن جهة ثانية لا يلبي أيا من مطالبها، اي انه اتفاق مغلق ومطاطي جدا يحتمل الشد في كل الاتجاهات، لكن ابرز ما ورد فيه هو اعتبار حزب العمال عدوا مشتركا، وهو ما اكدت عليه القرارات التي اتخذها الرئيسان التركي والاميركي في لقائهما الاخير بواشنطن حيث اعلن الرئيس بوش ان حزب العمال عدو لتركيا واميركا والعراق، وهو امر خطير وهام جدا في اعتقادي، وستتمخض عن ذلك الموقف نتائج خطيرة ايضا، اذ ان تركيا ستستغل هذا الموقف الاميركي حيال حزب العمال لتحقيق ما تصبو اليه دوما بالوسائل الاخرى طالما ان الوسائل العسكرية لا تحقق لها ماتريده!!. أضف الى ذلك ان تركيا ترتكب خطأ فادحا برفضها الحلول السياسية واصرارها على التلويح بالخيار العسكري بكلتا يديها وإمعانها في محو الشعب الكردي من الوجود!، وهي السياسة التي اصبح الكرد لا يطيقونها، خصوصا ان تعدادهم السكاني قد فاق 20 مليون نسمة، فلو كانوا مليونا او مليونين مثلا لكان بوسع تركيا التنكر لحقوقهم على غرار ما فعلت روسيا مع الشيشيان، بمعنى اذا قدمت تركيا مشروعا سياسيا للحل باحدى يديها ورفعت السلاح بالاخرى لربما كانت قد حققت بعض النتائج من عملياتها العسكرية، اما اصرارها على حمل السلاح سيجعل من تحقيق ما تصبو اليه امرا من قبيل المستحيلات، بتعبير آخر ان تركيا ستنفذ هجومها وستتكبد خسائر فادحة دون جدوى وفي نهاية المطاف ستضطر الى الجنوح للخيار السياسي. حكومة اقليم شمال العراق لا تمتلك وسائل الضغط على حزب العمال، لذا تكتفي بالمناشدة التي لا يتجاهلها حزب العمال بدوره بل ياخذها بعين الاعتبار والحسبان لذا قلل المقاتلون من وجودهم في جبل"قنديل"!. ففي عام 1999م كان للحزب 3500 مقاتل في جبال"قنديل" فقط اما الان فهناك 500 مقاتل فقط وهو عدد ضئيل جدا لا يعني شيئا بالنسبة لجبال شاهقة مثل"قنديل"!! اضف الى ذلك ان المقاتلين يلجأون الى جبال اخرى مثل جبل"جاسوسان"(جواسيس!) الحدودي مع ايران و"مامندة" المحاذي له وكلاهما جبلان شاهقان جدا!، عليه فان تركيا حتى لوشنت هجومها على جبال"قنديل" فسوف لن تجد احدا هناك!!!. لا شك في علاقات بين حكومة إقليم شمال العراق وحزب العمال حاليا فهما موجودان في نفس المنطقة ومن الطبيعي ان تكون بينهما علاقات اما مستوى تلك العلاقات فلا اعتقد انها رفيعة اي ان حكومة الاقليم ستقيم علاقات على مستوى عال مع الحزب في حال تحقق السلام في المنطقة وبخلاف ذلك ستبقى العلاقات بينهما في ادنى مستواياتها. اغلاق حكومة الاقليم لمقرات حزب الحل الديمقراطي الكردي في محافظتي اربيل والسليمانية العراقيتين الشماليتين: أنا كانسان كردي آسف جدا لأي شحناء تحدث بين القوى السياسية الكردية وانا كعثمان اوجلان ارفع شعاري القائل بان لا عدو لي بين الكرد بل هم جميعا اخوتي واصدقائي اي ان الاحزاب التي تتطابق افكارها مع افكاري هي من الاخوة والتي تخالفني الرأي هي من الاصدقاء وفي ضوء ذلك ارى ان اغلاق مقرات حزب"الحل الديمقراطي" ليس اجراء صائبا رغم ان حكومة الاقليم لم تذعن لمطالب تركيا في ذلك ومع هذا فان الحزب سيواصل نشاطه ودوره ونضاله بجدية خصوصا ان ايا من اعضائه لم يعتقل، بمعنى ان مقراته اغلقت ظاهريا او رسميا، أما نشاطه السياسي فمازال متواصلا . ان حزب العمال لا يتلقى المساعدة من الولايات المتحدة. السلاح الاميركي الذي يستخدمه مقاتلوه!: العراق الان أكبر سوق للسلاح ولو امتلكت اي جهة المال الكافي لحصلت حتى على الطائرات الحربية والمروحيات اذا شاءت!. تعتبر الولايات المتحدة حزب العمال ارهابيا!: لا شك ان للحزب اخطاءه ، فبعد انهيار المعسكر الشيوعي وتفكك الاتحاد السوفياتي السابق سعت كل الاطراف الى تغيير سياساتها باستثناء حزب العمال الذي اصر على مواصلة سياسته السابقة لذلك اعتبرته الولايات المتحدة تنظيما ارهابيا، وبرأيي ان الحزب مخطئ في هذا المضمار لاسيما انني قدمت مشروعا للتغيير والاصلاح في وقته الا ان الحزب رفضه بشكل قاطع وقام باعتقالي ل 3 سنوات امضيت منها 3 اشهر في زنزانة انفرادية ومن ثم صدر بحقي حكم مشروط بالاعدام ما لم اتراجع واسحب مشروعي المذكور، وظل الحكم ساري المفعول لعامين ثم الغي منذ عقد من الزمن في صيف عام 1997م، وكل ذلك حدث لمجرد انني قلت بان الولايات المتحدة اصبحت القطب الاقوى والأوحد في العالم وان مركزها هو اوروبا وينبغي لنا كحزب ان نوازن سياستنا الخارجية وفقا لذلك وقدمت في ضوء ذلك مشروعي للتغيير وحصل ما حصل. طبيعة العلاقة بين حزب العمال وPJAK المعارض لإيران ـ PJAK جزء من حزب العمال وبينهما علاقات مادية وعسكرية وسياسية ومعنوية وتنظيمية ولوجستية وPJAK يتلقى اوامره من قيادة حزب العمال!. اصرار حزب العمال على مواصلة نشاطه على ساحة اقليم شمال العراق سيلحق اضرارا سياسية كبيرة بحكومة الاقليم ـ برأيي ان وجود حزب العمال في المنطقة له فوائد واضرار كثيرة في ذات الوقت، فلولا وجوده لكان من العسير جدا تشكيل حكومة الاقليم لأن تركيا ما كانت ستسمح بذلك مطلقا، وضغوط حزب العمال السياسية والعسكرية هي التي ارغمتها على القبول بانبثاق حكومة الاقليم منذ عقد ونصف العقد من الزمن الصعب(15 عاما) وفي اعتقادي ان الحزبين الرئيسين، الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي حققا الكثير من الانجازات والمكاسب في ظل وجود حزب العمال. وبالمقابل فان الوجود العسكري للحزب في المنطقة يتسبب في ضغوط واضرار سياسية بالنسبة لحكومة الاقليم من جانب تركيا، لكن بصورة عامة يمكن الجزم بان منافع حزب العمال اكبر من مضاره اي انه ذو منافع لأكراد العراق اكثر من اكراد تركيا. لو حدث الهجوم التركي فعلا سينفذ حزب العمال عمليات تفجير في المدن التركية! ـ لو اندلعت حرب تركية ـ كردية واسعة النطاق فان ذلك سيعني نهاية تركيا تماما كنهاية عصابة صدام المعدوم الذي عزله غزوه لدولة الكويت عن العالم العربي وقرب نهايته! (سنة فرار صدام وحزبه من الكويت جنوبا ومن الشمال العراقي 1991م.* راجع/ خطة خطف/ ملحق)، بمعنى اذا هاجمت تركيا الاراضي العراقية فستندلع حرب تركية ـ كردية ضروس وعندها سيغدو كل اشكال الهجوم واردا وممكنا!، أي ستندلع الحرب في كل مكان يوجد فيه الاتراك والاكراد وستمتد الى المدن التركية، لاسيما ان حزب العمال يمتلك القوة الكافية لذلك وستقع هجمات كبيرة بلاشك بما فيها الهجوم على انابيب النفط!. اطلق حزب العمال سراح الجنود الاتراك الأسرى أخيرا ـ كان ذلك تعبيرا عن رفض الحزب لمنطق الحرب والقتال، ففي عام 1991م ايضا تم اسر عدد كبير من الجنود الاتراك الذين عوملوا من جانبنا معاملة انسانية طيبة وبعد فترة وجيزة جرى اطلاق سراحهم بوساطة عدد من المنظمات الانسانية وقد جدد الحزب التاكيد ثانية على نفس مبادئه الانسانية السابقة اذ ليست مهمة الحزب قتل الجنود بل هناك قضية سياسية يسعى لايجاد الحل المرضي لها وقد عبر عن ذلك باطلاق سراح الجنود الاتراك الاسرى في حين ان القوات التركية تقتل مقاتلينا الاسرى فورا او تمارس بحقهم تعذيبا جسديا مميتا. قيل ان اطلاق سراحهم تم بتدخل من الرئيس العراقي جلال طالباني وبارزاني ـ طالباني وبارزاني زعيما الشعب الكردي وكلمتهما مسموعة وطلبهما لا يرد . فضلت الاقامة في بلدة كوية ولم اتجه الى اوروبا مثلا ـ الدول الاوروبية تعتبر حزب العمال ارهابيا وبما انني قيادي سابق في ذلك الحزب فان الطرق المشروعة والقانونية المؤدية الى اوروبا مغلقة بوجهي ولئن كان هذا الجزء محررا من كردستان، فانني ارى ان الاقامة هنا افضل من اي مكان آخر خصوصا ان وجودي في اوروبا سيمنعني من مواصلة العمل السياسي لذلك آثرت البقاء هنا. احظى بالحماية. ولا اخشى ان تطالني يد المخابرات التركية ـ تركيا لم تنفذ خارج حدودها عمليات اغتيال ارهابية باستثناء ما اقترفته بحق الارمن كما ولم ينفذ حزب العمال ايضا عمليات اغتيال لمسؤولين اتراك في الخارج اي ان تركيا لا تنتهج سياسة تصفية معارضيها في الخارج لذلك لست قلقا بهذا الصدد ومع ذلك احتاط كثيرا بصفة شخصية اضافة الى التدابير الامنية لحكومة الاقليم. لو طالبت تركيا بتسليمي ـ رغم اعلاني الانفصال عن حزب العمال رسميا الا ان تركيا قدمت مؤخرا الى حكومة الولايات المتحدة قائمة تضم اسماء 150 من كبار الشخصيات الكردية الذين تطالب انقرة بتسليمهم. وفي ما يتعلق بي شخصيا فانا الان رجل سياسة وقد ألقيت السلاح ومن حقي بموجب القوانين الدولية ممارسة السياسة التي هي ليست جرما محظورا!!، لذلك رفضت الولايات المتحدة وحكومة الاقليم المطلب التركي غير المشروع. أضف الى ذلك انني ابعث بين الحين والاخر رسائل الى السلطات التركية مفادها اننا مستعدون للعودة الى تركيا وخوض الحوار والتفاوض معها وإلقاء السلاح وانهاء المآسي والويلات المستمرة وايجاد حل للقضية العالقة شريطة عدم اعتقالنا ومازلت شخصيا على استعداد للتوجه الى تركيا لذلك الغرض وليس الى السجون والمنافي، وللأسف الشديد فان تركيا تقول لنا باستمرار ان سجونها فقط مفتوحة امامنا وهو منطق مرفوض طبعا من قبل الجميع!. حزب العمال كان مستعدا لإلقاء السلاح دوما لكن تركيا هي التي ترفض ذلك، فرئيس الحكومة التركية"أردوغان" يرفض الحوار مع حزب العمال ارضاء للعسكر الحاكمين في البلاد الذين يعادون حزب"العدالة والتنمية الاسلامي" ويسعى الى اشغال الجنرالات بقضية حزب العمال كي يبعد مخاطرهم عن حزبه فيما يزعم العسكر الاتراك ان الحرب ضد حزب العمال ضرورة للمحافظة على النظام الكمالي الاتاتوركي القومي من خلال تعزيز قدرات الجيش الذي يرون انه لا يحصل الا عبر محاربة حزب العمال الذي هو الان بمثابة العدو الضروري المشترك للحكومة والعسكر معا ولهذه الاسباب فان حكومة"اردوغان" وقادة الجيش لا يريدون انهاء القتال ضد الحزب والا لو كان الجانبان قد اتخذا خطوات متوازية نحو تحقيق السلام لانتهى السلاح والعنف في غضون نصف عام فقط!. شروط الحزب لإلقاء سلاحه: 1- اصدار عفو فوري عن الزعيم اوجلان. 2- الاقرار بالحقوق الثقافية والقومية المشروعة للشعب الكردي في تركيا. 3- السماح للكرد بممارسة العمل السياسي بمنتهى الحرية ولاشيء غير ذلك. الا ان تركيا ترفض هذه المطالب وتؤكد بانها سوف لن تسامح انصار حزب العمال وان عليهم الاستسلام لها والتوجه افواجا الى السجون والمنافي، أي انها تمنح الكرد حقا واحدا فقط هو العيش في السجون طوال حياتهم، وهو امر مرفوض طبعا. مستقبل الحزب في ظل الانقسام الداخلي والتشرذم الذي يعاني منه ـ حزب العمال قوة كبيرة وقوته العسكرية اكبر من قوته السياسية وله اكثر من 6 ملايين مناصر داخل تركيا وحدها ويقدمون له كل اشكال الدعم!، وفي ايران هناك 4 ملايين مناصر للحزب، وفي سورية والعراق يوجد الكثير من الموالين له، وفي اعتقادي ان مجموع المؤيدين له يصل الى 10 ملايين شخص وهو ربع اجمالي تعداد الشعب الكردي، اضف الى ذلك ان للحزب قيادة متماسكة وقوية وتمتلك قدرات هائلة الى جانب قوة عسكرية يبلغ قوامها 7 آلاف مقاتل و10 آلاف كادر سياسي وهو اهم ما في الحزب وحتى لو افترضنا جدلا ان مقاتلي الحزب قد انتهوا فان 20 مليون كردي بوسعهم تفجير اكبر انتفاضة جماهيرية من الداخل اي ان انتهاء القتال سيؤدي الى انتفاضة شعبية في تركيا وبالتالي فان التفكير في القضاء المبرم على حزب العمال هو ضرب من الخيال!!!، وعليه ارى انه ينبغي للحزب ان يسعى الى دمقرطة السياسة الكردية وانا من مؤيدي هذه الفكرة . صحة شقيقي اوجلان في سجنه ـ منذ 9 سنوات يعيش الزعيم اوجلان في سجن انفرادي بجزيرة Imrali في عرض البحر وهي الجزيرة التي تم فيها اعدام رئيس الحكومة التركية الاسبق"عدنان مندرس"، اي انها جزيرة ذات تاريخ اسود ولاشك ان سجن شخص في غرفة بشكل انفرادي وفي عرض البحر ول9 سنوات متتالية ستترك اثرا سلبيا جدا على صحته، أي ان صحة الزعيم اوجلان قد تدهورت بشكل واضح نتيجة السجن وصار يعاني من ضيق في التنفس وغالبا ما يتعرض الى الاختناق ليلا اثناء النوم وان حياته الان في خطر حقيقي ومن جانب آخر فان بحيرة مرمرة التي فيها جزيرة Imrali وسجن الزعيم هي دوما مركز للهزات الارضية التي تضرب المنطقة وهناك تقارير علمية تؤكد ان قاع البحيرة تغلي حاليا وان هناك احتمالات كبيرة لحدوث هزات ارضية قوية بقوة تفوق 7 درجات خلال الايام القليلة القادمة وفي حال حدثت الهزات القوية فان كارثة تسونامي يمكن ان تتكرر في تلك الجزيرة التركية وعندها ستتعرض حياة اوجلان الى خطر اشد، بمعنى ان اصرار تركيا على سجنه في تلك الجزيرة هو بمثابة فخ للتخلص منه في اطار كارثة طبيعية، واذا حدث أن مات اوجلان بهذه الطريقة فان الكرد سيعتبرون تركيا قاتله الحقيقي وسيحملون السلاح ضدها!، لذا ينبغي لتركيا ان تتخلى عن تلك السياسة العدوانية لأنها سواء شاءت ام ابت فسيبقى اوجلان زعيما للشعب الكردي وليس من حقها اساءة معاملته او معاقبته، بل لها حق واحد فقط هو اجراء الحوار معه بصفته ممثلا لشعبه ومن هنا أدعو المنظمة الدولية"الأمم المتحدة" الى العمل بجد لإنهاء حالة السجن التي يعاني منها اوجلان في تركيا.

لي اتصالات مع شقيقي في السجن ومازال الحزب يلتزم بوصاياه ـ لكن على الصعيد الانساني، ومن خلال اشقائي الاخرين الذين انقل اليهم رسائلي وهم ينقلونها بدورهم الى الزعيم في سجنه عبر وسطاء والعكس صحيح ايضا، وقد وصلتني آخر رسالة منه الشهر الماضي يدعوني فيها الى تصحيح علاقاتي مع قيادة الحزب في الجبل، اذ مازال هو الزعيم الاول للحزب الذي يلتزم بكل توصياته!. لو نفذت تركيا عقوبة الاعدام بحقه. وخبر تسميمه صحيح فعلا ـ لن تستطيع تركيا فعل ذلك فهي لم تعدمه لحد الان لا لكونها غير راغبة في الامر بل لأنها غير قادرة على فعله فتركيا تنتظر موته إما بسبب المرض او جراء حدوث كارثة اعصار او زلزال طبيعية في تلك الجزيرة، وقد جرى تسميمه فعلا، اذ تعرض لمواد كيمائية من اسفل رأسه الى قدميه، وبرأيي ان تركيا تريد قتله تدريجيا ولو حدث ذلك فسيكون للكرد الحق في تفجير الانتفاضة الشعبية!. أما شقيقه أوجلان الأكبر فقد علمه سحر إخفاء حقيقته وراء"الجملة الثورية"(السياسية!) من قبيل: أممكن بعث مصطفى كمال ثانية؟! بلى ذلكم ممكن! مصطفى كمال متحرر الجوهر، كان تحرريا ضد الدول الإمبريالية كما كان جمهوريا في آن، فهو تحرري جمهوري. إن من عرف مصلحة الترك/ كرد بصورة حديثة وإصطف مع حريتهم كان مصطفى كمال. مذ أمد بعيد كنت أقول إن الدولة القومية ليست حلا!، في تلكالأطروحةالتي طرحتها سابقا كحل لمشاكل الشرق الأوسط!، ثمت الشرق الأوسط الديمقراطي وتركيا الديمقراطية!، أرى من الخير حل المسألة الكردية ضمن الحدود المرسومة للأقطار الوطنية على أساس ديمقراطي!. إن ما نرتأيه لأجل الحل هو الآتي: حصول الكرد على حقوقهم الثقافية في كل دولة يعيشون فيها دون المساس بحدود تلك الدولة، على نحو يدعم الوحدة الوطنية!. ينبغي المكنة من التعبير عن أنفسهم عبر ثقافتهم ولغتهم، وينبغي إزالة العراقيل التي تسد طريق تنظيمهم سياسيا!. هذا ليس أنموذجا أرتأيه لأجل الكرد فقط، إنما يصلح تطبيقه لكل الشرق الأوسط وللبلقان. أعلن للملأ متهما الحكومة ومؤسستها العسكرية في تركيا، أنت من صنع شمال العراق، أنت القابلة التي وضعت. ما كنت تظنين أن بارزاني سيطلب أمورا أخرى؟!!. أرأيت، بعد أن نال بارزاني القدرة يسعى لمد ذراعه الى كل مكان!!. طبعا سيطلب دياربكر وأماكن أخرى أيضا. سيفرض بارزاني دولة قومية لأن لديه من يدعم ولديه جيشا، وجليا الدعم الضخم له من أميركا وإسرائيل. إن سياستكم هي السبب في المآل الى هذي الحال!، أنت من دعم وساند شمال العراق!. مرارا إستعملت قوى شمال العراق ضدنا!!!، ولإفلاس تلك السياسة تلقون اللوم علي؟!!. إن كان ثمت مذنب فأنت حصرا!. إن الدولة الكردية في شمال العراق مدعومة من أميركا وإسرائيل. سوف تكون هذه الدولة إحدى الدول الممكن تحالفها مع إسرائيل في الشرق الأوسط، مع ذلك ثمت من يتهمني بالإنفصال!، في حين أن كل جهدي إنصب على تطوير الحل الديمقراطي المحافظ على وحدة تركيا، دون مس الحدود الإقليمية. كل المؤسسات بما فيها هيئة الأركان ذاتها تعرب عن رفضها لدولة قومية في شمال العراق، لكنها هي التي أنجبت هذه الدولة!!!. هي ذاتها تقول أن هذه الدولة ولدت من دعمها المباشر لطالباني وبارزاني!!!.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com