|
أحلام مواطن عام 2008
محمد حسين كثيرة هي الأحباطات التي تجثم على صدر الأنسان بشكل عام والعراقي بشكل خاص فتكاد أن تخنقه وتقتله في وسط الجو الملىء من الهزيمه والأخفاق والأحباط المتوالي من كل جانب إجتماعيا وإقتصاديا وسياسيا، أما الجانب الأول المؤثر بصورةكبيره على الأنسان وسلوكه هو الجانب الأجتماعي فبه يستقر الأنسان أو يتبعثر يستقر عندما يلتقي بشريك حياته المؤمّل ليعيشا حياتهما بحلوها ومرها فيتحمل احدهما الآخر حتى يشيبا مع الأسرة وبهذا ينهوا مسؤوليتهم الحياتيه وأصحاب رساله كبشر، وبين طيات هذا ياتي الجانب الأقتصادي فهو العامل الأساسي في كثير من الأحيان على ديمومة الأسره ثم المجتمع ككل، أما الجانب السياسي فدوره الأساس في كل إحباطات الفرد في مجتمعاتنا الشرقيه فمنه يأتي إستقرار الوطن والمواطن وإبداعه في كل المجالات العلميه والعمليه . من هذا المنطلق أستأذن القارىء المفضال أن يسمح لي بهذا الحلم المشروع، وألاّ يعدّ ذلك سَذاجة، فلنحلم بالأيجاب، والمهم أن يحاول الأنسان من خلال سعيه الدؤوب لتحقيقه لا أن يضل متمسكا في التخبط ومستمرا في إلفاق التهك على الآخرين والحلم الغير مسؤول دون السعي الجاد وراءه لنيله والأستمتاع فيه وبكل شفافيه . أول أحلامي أن تتحسن نوايا الأنسان العراقي وأن يتحرر العراق وتقطع يد الأرهاب اللعين عن ربوعه فأن وجودهم أطالة لوهن الأمه وأضعافها، ونهبا لثرواتها ومنعا لوحدتها وتفككا لأمكانياتها، وحلمي الآخر أن تكون خيرات الوطن لأهله وأن يكون بعض المسؤولين الغير مأهلين للمسؤوليه أهلا للمسؤوليه وراعين حق الرعايه لضمان حقوق الشعب، فمهمة الحكومه الجديده ليست باليسيره وهم الذين باشروا في وضع حجر أساس الحريه والديمقراطيه في عراقنا الجديد ولوا بعض الأشرار والحاقدين على الشعب العراقي يحيلون دون الوصول الى الأستقرار الكامل للبلد، إلاّ أن مسيرة الأعمار والأزدهار آتية لا محال وسحقا للخائنين، وما أشبه الليله بالبارحه، فها نحن الآن على مشارف 2008 وكأني أسمع أخي العراقي ومنذ زمان بعيد ينادي ويحلم نفس الحلم نحو نظم سياسيه عادله، يأخذ المظلوم حقه والظالم جزاءه، كثيرة تلك الوعود فسئمها المواطن وطالت تداعيات الأزمه فطلقها، وكل فرد أصبح يفكر ويهتم بنفسه دون غيره، فيصارع الحياة والظروف لكسب المال ليعيش بأمان . ولكن تأريخنا حافل وزاخر برجال أشداء نذروا أنفسهم لخدمة الأمه تاركين مصالحهم الشخصيه خلف ظهورهم أخلاصا منهم وحبهم لأبناء جلدتهم، ولكن حالنا اليوم بالغ في الأسى، فالغريب في الامر إنْ حصل وخرج أحدهم هذه الأيام داعيا لخدمة الأمه يقع في موضع السخريه والهبل من الكثيرين وغالبا مايلقب بالأبله، فمتى إذن يستقيم الأنسان وليس الدين له أية علاقه بهذا الموضوع، لأننا رأينا أناسا من غير معتقد ديني تركوا آثارا مشرقه على هذا الصعيد، أنظر مثلا الى بعض المجتمعات التي تخلوا من المسائل الروحيه والمعتقدات الدينيه ترى فيها السلوك المثبت واضح بجلاء، الذي أريد قوله هو إن البشر لهم مشاعر وأحاسيس والكل يعرف ذلك، وقبل أن نتحلىّ بسر تاثيرات الجانب الروحي على سلوكنا وتعاملنا مع الآخر، لِـمَ لا نتحلىّ ونأخذ الجانب الأنساني ونحذو حذوه ونتعامل كبشر من بني أدم (ع) بالصدق والأخلاص، فأذا تمكنا من السير وراءه بخطا سليمه، فان جانب الرادع الديني والروحي يأتي كزيادة الخير خيرين، وهكذا وبمرور الأزمه نرى عراق اليوم يشهد حالة الأمن والأستقرار النسبي الذي عادة الى مدنه وقصباته، وعودة اللاجئين العراقيين من سوريا وبأعداد غفيره خير دليل على مانقول، فليخسئ الحاقدون الأرهابيون الذين استنفذت كل طاقاتهم لزعزعة الأمن والأستقرار وليس لديهم اليوم إلاّ طريق الهزيمه والعوده الى ديارهم التي أتوا منها لينجوا بما تبقى لديهم من حكم الشعب . فعام 2008 يبدوا عام خير وأمن وتوافق بين الجماعات السياسيه، فالمواطن لايريد سوى العيش الآمن له ولأسرته متطلعا لحياة كريمه تحت ظل حكومة تتفهم متطلباته، بداً من واجبات الفرد مقابل حقوقه الممنوحه، ولاتوجد قوة في الدنيا تمنع فضاء حلم المواطن .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |