|
المجلس الأعلى وبدر وقصورهم الإعلامي بأهمية وحدة الجنوب والوسط العراقي وعدم تشتته
حسين باقر جاسم بسم الله الرحمن الرحيم ما نسمعه من مؤتمرات ولقاءات تحاك بكل خبث لتشتيت شيعة العراق بكيانات مشتتة بدلا ان توحد بكيان موحد من الفاو الى شمال بغداد، يدل على وجود مؤامرة حيكت منذ زمن البعث وصدام الذين وضعوا خطوط حمراء على الخارطة العراقية اظهروا فيها البصرة والعمارة والناصرية فقط هي الجنوب في وقت جعلوا المنطقة الوسطى تشمل عشرة ولايات (محافظات) لبعث رسالة طائفية فحواها بان الشيعة يعيشون بالجنوب فقط، والجنوب بنظر البعثيين هي العمارة والناصرية والبصرة فقط، واما المنطقة الوسطى فللسنة العرب العراقيين. ولم يقتصر صدام والبعث على ذلك بل تلاعبوا بحدود المحافظات وسلخوا مساحات واسعة من اراضي الشيعة العراقيين وضموها الى الانبار السنية وصلاح الدين وغيرها، ضمن مخطط طائفي ضد الشيعة العراقيين جغرافيا، مضافا الى تلاعبهم بالطبيعة الديمغرافية السكانية. ورغم ان المجلس الاعلى وبدر يدعون الى وحدة الجنوب والوسط بكيان فيدرالي موحد، اضافة الى جعل بغداد فيدرالية بحد ذاتها، لكن لم نجد أي حملة اعلامية حقيقية وتثقيفية لاهل الجنوب والوسط بأهمية هذه الوحدة وضرورتها بل وجوب توحيدها، والضرورات الامنية والتاريخية والجغرافية والسياسية والامنية لتوحيدها لحماية شيعة العراق من التقلبات السياسية ومن الحملات الطائفية والطوفان البشري والاعلامي والسياسي للمحيط السني الداخلي و الخارجي المعادي لشيعة العراق ووحدتهم. فرغم دعوة السيد عمار الحكيم لوحدة الوسط والجنوب لكن لم يحصل ندوات تثقيفية حقيقة لاهمية هذه الوحدة وضرورة مواجهة المشاريع التشتتية التي تريد ان تمرر لتمزيق شيعة العراق الى كيانات وليس الى كيان واحد. وما حصل اخيرا من اجتماع ابراهيم الجعفري مع ما يسمى القيادة المؤقتة للجنوب التي تشمل فقط العمارة والبصرة والناصرية، هي دليل على مؤامرة مرعبة على وحدة شيعة العراق، وتجاهل للمجلس وبدر لمواجهتها اعلاميا وضرورة كشف الخلفية البعثية الصدامية والطائفية السنية التي تدفع لاقامة اقليم ثلاثي فقط، ضمن اهداف اقليمية وهي: 1. اول من طرح مشروع ثلاثي بالبصرة والعمارة والناصرية هي قوى مشبوه ببريطانيا تريد ارسال رسالة الى امريكا بان البصرة والعمارة والناصرية هي ضمن السيطرة البريطانية ونفوذها وباقي العراق هو لامريكا، ضمن محاولة بريطانيا لتقسيم الكعكة العراقية، ولكن مشروع وحدة الكيان الشيعي العراقي الذي طرحه المجلس وبدر كانت ضربة موجعة لهذا المشروع الذي اكد على وحدة الجنوب والوسط. 2. شعرت القوى المعادية للشيعة ان شيعة العراق بالجنوب والوسط مصرين على قيام الفيدرالية فعمدوا على طرح مشروع بحدود الجنوب حسب المفهوم الصدامي البعثي بثلاث محافظات فقط، من اجل تشتيت شيعة العراق الى اقاليم مشتتة وليس الى اقليم موحد من اجل سهولة السيطرة عليهم واضعافهم. 3. ضمن مخططات سنية وبعثية طائفية ورثت منذ العهد العثماني واستمر عليها السنة بعد تأسيس الدولة العراقية والتي تعتمد على سلخ اراضي شيعية والتلاعب بالتركيبة الديمغرافية ضمن اهداف ترمي الى ضم المناطق الوسطى والجنوبية الوسطى للمثلث السني ضمن مخطط توسعي. 4. بعث السنة مؤشرات خطيرة من خلال ما يسمى دولة العراق الاسلامية السنية والتي زعيمها الحقيقي ابو ايوب المصري، من خلال خارطة رسمت لهذه الدولة تشمل الانبار والموصل وصلاح الدين وكركوك وبغداد وديالى وشمال الكوت وشمال الحلة، والتي تعني ضربة موجعة للشيعة، وتشير الى اطماع باراضي شيعية جديدة كبغداد ذات الغالبية الشيعية وشمال الكوت وشمال الحلة وديالى لتضاف الى ما سلخه البعث وصدام، لذلك يريد اعداء الشيعة تشتيتهم باقاليم مشتتة من اجل تسليم الشيعة بالمنطقة الوسطى للارهاب السني لتمرير مشروع الخارطة السنية. والتي وراءها توسعات اكبر على اراضي شيعة العراق. 5. من تجربة دولة نجد السنية الاولى والتي اقامها ال سعود، بدء السنة الوهابية توسعاتهم على مملكة الحجاز وعسير وغيرها بل هاجموا غرب العراق، وطالبوا بغرب الفرات واعتبروه جزء من مملكة ما يسمى (مملكة نجد والحجاز وملحقاتها)، وهذه التجربة تؤكد على ضرورة ان يحذر الشيعة العراقيين من مخطط سني مرعب اقليمي يهدف الى تسليم الوسط للارهابيين السنة ومخطاتهم التوسعية، من خلال تشتيت شيعة العراق باقاليم مشتته واحد هذه المشاريع المعادية للشيعة كمشروع ثلاث محافظات فقط وليس تسعة مع ولاية بغداد الفيدرالية، علما ان دولة العراق الاسلامية هي بمثابة دولة نجد الاولى التي توسعت لتشمل ما يسمى المملكة العربية السعودية الوهابية السنية. ويجب ان يدرك الجميع الضرورة الاقتصادية والسياسية والجغرافية والتاريخية والاجتماعية لوحدة الوسط والجنوب العراقي التي تستدعي قيام اقليم موحد للوسط والجنوب، وخاصة ان غالبية اهل بغداد مثلا هم من اهل الجنوب وخاصة العمارة، واعداد كبيرة من الجنوب والوسط هم في الكوت والديوانية والسماوة والنجف وكربلاء وديالى وغيرها، لذلك الترابط الاجتماعي بين الجنوب والوسط العراقي الشيعي يستدعي ضرورة وحدتهم التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وضرورة ترابطهم. وهنا نتسائل هل يحق لاي شخص او اشخاص كعبد الحسين الياسري والذي يعرف نفسه بـ (عضوا هيئة التنسيق) لما يسمى (القيادة المؤقتة للجنوب الثلاثي)، وعادل الحسيني الذي يعرف نفسه (المنسق العام) وابراهيم شلال ورعد الزهيري الصابئي وعبد الله احمد محمد عرب السني ان يصادرون حق شيعة العراق بوحدتهم بكيان يجمعهم من الفاو الى شمال بغداد، ومن اعطاهم الحق بذلك. فالضرورات الامنية والاقتصادية والسياسية والجغرافية تؤكد على ضرورة وحدة الوسط والجنوب ومخاطر تشتيتهم، وخاصة ان الهجمة البشعة التي يتعرض لها شيعة العراق بالمنطقة الوسطى خاصة، من قبل المحيط الاقليمي السني ومن المثلث السني يؤكد على ضرورة عدم تشتيت شيعة العراق بكيانات ممزقة وضرورة توحيدهم. فمخاطر اقامة كيان منفصل للجنوب عن الوسط سوف يجعل الشيعة بالمنطقة الوسطى بزاوية لا يحسدون عليها، ويسلمهم للبطش، ومن جهة ثانية، سوف يهدد الجنوب الشيعي للخطر في حالة سقوط المنطق الوسطى بيد الجماعات المتطرف التكفيرية والطائفية الذين سوف يزحفون ليكونوا مجاورين لحدود الجنوب (لاسامح الله). علما ان مخطط تمزيق الشيعة العراقيين بكيانات فيدرالية مشتتة وليس بكيان شيعي عراقي موحد يريد البعض تمريره من اجل اعطاء ضمانات للدول الاقليمية بكبح جماح الشيعة في العراق وتسهيل عملية استغلال ثرواتهم بالجنوب وتمرير مشروع استقطاع مناطق شيعية بالمنطقة الوسطى وضمها للمنطقة السنية، وكذلك يراد من ذلك التأكيد على وضع الموانع التي تمنع ظهورهم كمركز استقطاب شيعي عالمي يكون عامل في منع اضطهاد الشيعة في المنطقة وخوف بعض الدول الاقليمية بان وحدة الشيعة العراقيين جغرافيا وديمغرافيا سوف يكون عامل في عدم استغلال العراق اقتصاديا .. ونؤكد ان فيدرالية موحدة للشيعة ضمانة وقوة ولكن فيدرالية بثلاثة محافظات تمزيق وتمرير لمشاريع اقليمية وطائفية سنية معادية لشيعة العراق المظلومين فلماذا يتوحد الاخرين كالاكراد الذين اسسوا كيان ويطالبوا باراضي خارج اقيم كردستان العراقية، والسنة العرب العراقيين الذين رسموا خارطة جغرافية لهم توحد مناطقهم الجغرافية ووصل بهم الحال الى الاعتداء بتجاوزهم على اراضي شيعة العراق ضمن هذه الخارطة، في حين نرى بعض الزعامات المحسوبة على شيعة العراق تمزقنا وتفتتنا ونحن في امس الحاجة الى الوحدة كشيعة عراقيين من الفاو الى شمال بغداد. ونؤكد بان الجنوب والوسط تجمعهم تاريخيا حضارات سومر وبابل، بل ان دولة (سومر واكد) التي اسسها سرجون هي دليل على العمق التاريخي والجغرافي والسياسي والحضاري لهذا الكيان الذي يطالب به شيعة العراق والذي تعكس دعوات وحدتها رغبات احرار الشيعة بأقامة هذا الاقليم الموحد.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |