|
وأخيراً تمكن حزب العمال الأسترالي من دحر إئتلاف حزبي الأحرار والوطني بعد أن كاد اليأس أن يخيم على العمال حيث باءت كل محاولاتهم للفوز في عدة دورات أنتخابية بالفشل من خلال قياداته التقليدية . فاز العمال بنسبة غير متوقعة ويصح وصفها بأنها كانت ضربة قاضية حيث خسر أو كاد أن يخسر رئيس الوزراء جون هاورد مقعده بعد أن تربع عليه لفترة دامت لأكثر من ثلاثين عاماً وهي حالة سبق حدوثها لمرة واحدة فقط في أستراليا وذلك عام 1929. الغريب أن حكومات الولايات والمقاطعات الإسترالية الثمانية يحكمها جميعاً حزب العمال منذ سنوات طويلة بينما حكم الإئتلاف أستراليا الفيدرالية منذ أكثر من أحد عشر عاماً وهو أمر كان يعيق مسيرة تنفيذ أغلب الخطط سواء كانت عمالية أو إئتلافية مما كان له تأثير مباشر على الوضع العام في البلاد. الجميل في الممارسة الإنتخابية الإسترالية ديمقراطيتها، فتناحر سياسي يدوم لأربع سنوات ينتهي في يوم واحد وبإسلوب شفاف حيث يهنئ الخاسر خصمه ويودع الفائز – عدوه – بكلمات مهذبة متمنين لبعضهم البعض النجاح والسعادة الدائمة. قبل بضعة أيام كتب رئيس الوزراء العمالي الأسبق بول كيتنغ في السدني مورننغ هيرالد مقالاً أدرج فيه – منجزات الإئتلاف - وقائدهم هاورد – خلال أكثر من عقد من الزمن، ومع الأخذ بنظر الإعتبار أن السيد كيتنغ هو الذي خسر الحكومة العمالية أمام السيد هاورد، إلا أن – خطايا الإئتلاف – التي ذكرها السيد كيتنغ كانت بمثابة وصمة عار في جبين الإئتلاف. فضيحة صفقة القمح الإسترالية للعراق وثبوت علم الحكومة الفيدرالية الإسترالية وتورطها في الصفقة التي تم فيها دفع رشاوي لنظام صدام حسين من أجل أستيراد القمح الإسترالي في وقت كانت – ولا زالت – فيه أستراليا إحدى أهم دول التحالف التي أسقطت نظام الديكتاتور الأرعن. كانت هذه أقبح فضيحة تحمل وزرها الإئتلاف الحاكم يليها فضيحة لازالت موضوع نقاش وتحقيق، حيث قام زوجين لنائبتين من حزب الأحرار قبيل الإنتخابات الأخيرة بتوزيع منشورات مزورة بأسم حزب العمال في منطقة يكثر فيها المسلمين في سدني يحثونهم فيها على أنتخاب حزب العمال بسبب من أن سياسة حزب العمال تدعمهم في قبول رجال الدين وما شاكل الأمر الذي يسئ لسمعة جالية عريضة أمام المواطنين الإستراليين. نعتقد أن تمكن العمال من النجاح الساحق يعود بالدرجة الرئيسية إلى أن خططه المستقبلية في القطاعات الصحية والتعليمية التي نالت قبول ورضاء قطاع كبير من الشعب الإسترالي لما تضمنته من وعود ستعم بالرخاء على قطاعات التعليم والصحة، ومن جانب آخر فإن الشعب الإسترالي المعروف بحبه للتغيير من أجل الأفضل قد سأم من قيادة تقليدية ما أنفكت تتغنى بإنجازات إقتصادية لسنوات طويلة. النجاح الذي لم يرافقة تقدم في القدرة الشرائية للجيل الجديد !. دون شك أن السيد كيفن راد والعمال قد تمكنوا من أكتشاف كنز المستقبل، قطاع الشباب، فعملوا معه، وأستهدفوا مشاكله وخططوا لها، فكان لهم الفوز.. لقد ربط العمال مستقبلهم بمستقبل الشباب ولهم أن يفوا بما وعدوا به.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |