|
(واع) تذكرنا بالطريقة البعثية الكلاسيكية في تثقيف الإنسان، باتخاذ وسيلة الشعار البراق وكف الفولاذ.. دون أن تعي إن ذاك الأسلوب بدا معروفا وجليا لأولي الألباب.. ولذلك عمدت إلى إقصاء ما يكتب بخلاف ما تريد..وشحذ القارئ لديها ليكون مغمورا فقط بتفكيرهم وتوجهاتهم.. وهي عملية تقليدية مفهومة.. وراحت تتخذ من مفردة (المقاومة) أناملاً تدغدغ بها خواصر العراقيين.. بعد أن قرأوا كل الدروس من هذا القبيل.. وفهموا المغازي والمقاصد.. و(واع) أو وكالة الأنباء العراقية.. لازالت تعج برائحة كراريس (الثورة العربية) التي تفرض سابقا على طلبة المدارس كي تعتمدها منهجا دراسيا الغاية منه إقصاء العقل العراقي عن ساحة التفكير المنطقي كما كان يخصص بالإضافة مادة التربية الوطنية حصة إضافية وهي درس الثقافة القومية.. ولازالت أيضا تمارس طريقة الهتافات التي لا تجدي نفعا وسط هذا الكم الهائل من الصخب.. أو أن الوكالة ومن بها يعتقدون أنهم أسياد الساحة الإعلامية كما كانوا يتسيدون في السابق جريدة الثورة والجمهورية.. ولم يدركوا أن الإعلام اليوم بان ناضجه من حصرمه.. لمجرد قراءة واحدة.. وربما يعتقد العاملون هناك أن دروس البعث قد تجدي نفعا في وسط حر ومثقف دون طوق وأسيجة وقضبان كما كان يفعل في السابق ولذلك اكتشفوا أنهم بدون تلك السياسة سوف تتلاشى صروحهم المثبتة أساسا على يبادر من القش.. فتمسكوا بوسيلة التنفس برئة القاعدة والتكفيريين.. فنهج العاملون بالموقع سياسة الخبر الصاخب منشورا من قفاه ومعلقا من أطرافه.. على طريقة القصابين.. في الوقت الذي تشوهت معالم حقيقته واندثرت أسبابه ونتائجه.. ليكون بنظرهم طعما لبعض القراء للوقوع بفخ الإغراء السياسي.. ويبدو أنهم تتلمذوا على أيادي أساتذتهم في قناة الجزيرة ليكونوا معولا حادا الغاية منه اجتثاث الجذور الطيبة وتخريب باحات الورد.. فأينما تجد نعيق القاعدة.. فهناك مقلدون يرددون صدى النعيق وهم يشمرون عن سواعد سوداء من تراكم الجرائم بل وتعدى هؤلاء ليضعوا أنفسهم محل الناطق بأسم الشعب.. وهم يتبجحون بالوطنية الزائفة التي اكتسبوها حينما غادروا ارض وطنهم (طوعا لا كرها) بحجة أنهم مهجرون أو أنهم بالفعل هربوا من بطش الشعب بعدما حان حين القصاص.. وقد تكون مفردة (المقاومة) دثارا للغايات والمقاصد المريضة التي انكشفت سبلها ووسائلها... سلما للصعود نحو بعض القمم المتهاوية.. وهي كذلك.. فالمفردة بمعاناها السامي تجذب النفوس وتوقد بها الثورة.. غير ان (واع) او من يرى مثل توجهها.. لم يدركوا أن (المقاومين) هم (مجموعة أحزاب مقصاة من تناول مائدة الحكم) وما طريقة (المقاومة) إلا عملية يراد بها الوصول إلى طبخة أخرى حطبها دماء العراقيين.. وقد يعتقدون أن التجارة بالدم هي وسيلة ناجحة لقبض سلطانهم المفقود فاتخذوا من بعض الأقلام جسورا يمتدون عليها نحو (العبور) ، سواء تلك التي تنشر هناك ببراءة وصدق.. أو تلك التي اعتادت بيع الكلمات.. حتى آمنوا بأنفسهم بلا أدنى دليل للإيمان... يبدو ان المعتنقين مذهب (المقاومة) أمنوا به بطريقة (التعلم عن بعد) فراحوا يصلون ويتنسكون وفق شريعة المقاومين وهم يلتحفون أغطية الغرب.. فصاروا يهتفون بأسم (رسالة المقاومة) في الوقت الذي يمرنون حناجرهم وسط حانات (الروك) وموائد (الويسكي) الغربي.. وهكذا كانت (واع) حيث أن جميع موائدها مدفوعة أساسا.. وهي نسبة معينة مما يدفع (للمقاومة) التي اتخذت من مقاومة الشعب هدفا وغاية.. الا تبت يد من يريد بالعراق سوءا.. وانطفأت شرارته وشره.. حيث يكفي ما نزفت الأوردة دما.. ويكفي ما ذرفت الدموع..
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |