|
أساسيات الإعلام بين الشخصنة والادعاء (فضائية الرافدين نموذجاً)
إبراهيم بهلوي لاشك بان السيطرة على الإعلام في يومنا هذا بات ضرب من الإحالة – جوازاً – والسبب يعود إلى تدرج القنوات المتلفزة في سوق الاستهلاك الفردي وتسابق المحطات إلى التوالد اليومي وان لم تكن الثانية أقوى مرادفاتها . ربما البعض منها تريد إيقاظ الناس من سكينتهم في كافة أرجاء المعمورة،ذلك أن توفرت خدمة البث التلفزيوني والقمري لديهم, ومنها ما تريد أفراغ الإعلام من مضمونها وإخفاء النيات الحسنة وتزويد المشترك أو المشاهد أخبار أو أنباء تثير القلق والتوتر، والأخرى تخدم فئة أو جماعة معينة وتعبر عن هواجس الجهة المتبنية لها. الزخم الإعلامي وكثرة الروايات والمقترحات والرغبة الحرة أصبحت في متناولنا اليوم, أما عملية الترشيد والتوجيه والرقابة تعبر عن قوة الإدارة الإعلامية المختصة بالأمور السابقة القول والمشار إليها (الأحداث – الأخبار – الآراء)، وبناء على هذه الأمور والرغبة الجادة في أعطاء الخبر والحدث للمتتبع يجب حصر الدلائل والثبوتيات في بوتقة الوضوح الإعلامي المبني على المصدر. حينما نواجه جهاز الريموت (التحكم عن بعد) نبدأ عملية البحث عن القنوات، نصادف في طريق البحث مشاهدة كثيرة، تبدأ عملية تشكل البنيات الأساسية عن القناة التلفزيونية من خلال عرضها للتلاوين المختلفة من الأحداث والأخبار والمشاهد المثيرة للإنسانية (أطفال يموتون من الجوع مثالاً)، كذلك جرأة المراسل في الولوج لقلب الحدث كشفه للحقائق، ترى أن نفسية المتتبع ومن تلقاء نفسها شكر القنات وترك الريموت لتستمر المحطة بسرد ما في جعبتها، دون أي شك سنصادف أحيانا قنوات قد لفها وغمرها الادعاءات أيضا، (فضائية الرافدين العراقية مثالا) والتي تذيع ين الفينة وأخرى لمشاهديها خبرا يترك قلقا ويثير الشكوك أيضا بالطبع مصادرها مجهولة والطرف المجهول دليلٌ على عدم صدقية الخبر، هنا نريد الإشارة أيضا إلى نقاط الضعف التي اكتسبتها (فضائية الرافدين) انتشار حالة الجهل لدى المتتبع الشرق الأوسطي وخاصة العراق (بالطبع لا اقصد الكل) واستماعهم إلى المقدمة الخبرية دون الاستمرار لسماعها إلى النهاية وعدم كشف معالمها ومصدرها، واستغلال هذه الناحية بالإضافة إلى حالة عدم الاستقرار في المنطقة تدفع المشاهد إلى التصديق من ثم التصفيق للخبر أن كان لا يمس عشيرته أو أقربائه، وسرعان ما يصبح المغلوب على أمره شاشة متنقلة ليذيع الإشاعة إلى أكثر من شخص ويضرب الحابل بالنابل وتبدأ عمليات التنقيب الهاتفية للتأكيد على صحة الخبر أو عدمه. المثير أنها تستهدف إقليم كردستان بالذات، فبعد ما روجوه عن السيد (نيجر فان البار زاني) والسيد (مسرور البار زاني) وكشفت بأنها إشاعة مغرضة، وصلوا إلى ترويج إشاعة أقوى من مثيلاتها وهي تخص سيادة رئيس إقليم كردستان السيد (مسعود البار زاني) وأنه تعرض لعملية اغتيال وقد سافر من اجل العلاج،هنا نتوقف قليلا ونؤكد بان القنات المزعومة تشجع وبشكل لا هوادة فيه الإرهاب والعمليات الإرهابية داخل العراق وهي لا تريد أن تستقر البلاد بل تريد أن ترى النار مستعرة دائما لكي تستطيع الاستمرار ببث دجلياتها، كذلك تريد كسب الجمهرة التي تؤرقهم كلمة كردستان وتغيظهم استقرار الإقليم وتطوره في كافة المجالات الحياتية . نعتقد بأننا خضنا تجارب عديدة (ككرد بالطبع) في هذا المضمار الإعلامي المشبوه, والذي نشطت خلاياه بعد فترة سكون ليست بطويلة، والحقد اللامتناهي للكرد، وربما يسعف ذاكرة القارئ أن شبهنا القناة بوزير الإعلام العراقي السابق (محمد سعيد الصحاف) صوتا وصورة وراء الكواليس، من خلال نشرها لهذه الترهات، متأملة بان الخبر سوف يصدق كما صدقنا الوزير السابق (محمد سعيد الصحاف) حين صرح وأعلن بان أسوار بغداد أصبحت قمامة متراكمة لجثث الجنود الاميريكين والياتها المدرعة المعطوبة، لنصعق بعدها بدخول الجيش الاميريكي إلى العاصمة وسقوط الطاغية وأعوانه .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |