|
الامام الحسين عليه السلام والحج مروره (ع) بمكة لقد استطاع الامام الحسين (ع) بفضل اقامته في مكة ان يبلغ أنباء ثورته على الحكم الاموي الى اكثر الاقطار ويتصل بكثير من الوجوه والزعماء والوفود. ولذا فقد اجتمع له في خلال تلك المدة بين الستة آلاف والعشرة آلاف رجل وهم الذين تفرقوا عنه اثناء الطريق عندما ظهر لهم غدر أهل الكوفة. لما تجلى للإمام (ع) غدر أهل العراق ( عمال يزيد) وقتلهم سفيره مسلم بن عقيل (ع) وعبد الله بقطر وقيس بن مسهر الصيداوي رحمهما الله تعالى. وان الستة آلاف رجل الذين كانوا مع الحسين (ع) أكثرهم من الأعراب وأهل الأطماع والمرتزقة الذين يتبعون القادة طمعا في الغنائم والمناصب والأرزاق وهم الذين التحقوا به اثناء الطريق اراد ان يحافظ على قدسية ثورته ونبل نهضته وشرف تضحيته بذلك العمل، اي بان ابعد عنها الأوباش واهل الاطماع والانتهازيين عملا بمضمون الآية الكريمة " وما كنت متخذ المضلين عضدا". وعملا بالقاعدة المعروفة ( فاقد الشيء لا يعطيه) . اجل ان شرف كل ثورة يتوقف الى حد كبير على شرف الثائرين وحسن نواياهم واخلاص نياتهم. ثم ان الإصلاح لايأتي على ايدي غير الصالحين. وهذا من اعظم الدروس نفعا للأجيال في ثورة الحسين (ع). " مقطع من بحث .. الرد على شبهة ان الحسين عليه السلام القى بيده الى التهلكة الذي القي في مركز الامام الخوئي لكاتب المقال محمود الربيعي.حيث اشرنا في نهاية البحث الى المصادر التي اعتمدنا عليها في نقل الروايات التاريخية وللاطلاع على نص البحث يمكن الدخول الى الرابط الالكتروني ادناه الذي نشر على موقع العراق الجديد http://www.iraqiorphanscare.org/i/archive/M_0503_0304/news_item.asp? وكان الامامين الحسن والحسين عليهما السلام يحجان من المدينة الى مكة مشيا على الاقدام راجع كتاب المناقب او الارشاد. الرابط الالكتروني لموقع السراج في الطريق الى الله http://www.alseraj.net/3/index2.shtml?31&40&37&2&2 د ثقل علينا المشي قد ثقُل على جماعة ممن معك، والناس إذا رأوكما تمشيان لم تطب ركبوا، فلو ركبتما !.. فقال الحسن (ع رأيت الحسن والحسين عليهما السلام يمشيان إلى الحج، فلم يمرا شي قد ثقُل إذا رأوكما تمشيان لم تطب أنفسهم أن يركبوا، فلو ركبتما !.. فقال ه الحرام على أقدامنا، ولكنا نتنكب عن الطريق .. فأخذا جانبا من الناس.ص276) :
خطة الحسين عليه السلام العملية لتحقيق التغيير اختار الحسين عليه السلام مكة مركزاً لإعلان رفضه لبيعة يزيد لأنها المكان الوحيد الذي يقصده المسلمون من كل الأقطار للعمرة والحج، والحسين عليه السلام بأمس الحاجة إلى مكان عام كهذا من أجل نشر حديث جده في أهل البيت عليهم السلام، هذا مضافاً إلى تحركه على أخيار الأمة القادمين من الآفاق لطلب نصرتهم . وقد بقي في مكة أربعة اشهر /شعبان ورمضان وشوال وذو القعدة، وأيام من ذي الحجة/ التفّ حوله المعتمرون والقادمون للحج يسمعون منه حديثه عن جده في فضل أبيه أو في فضله أو في جهاد الظالمين أو فيما سوف يرتكب بحقه، وقتله مظلوماً بشط الفرات . قال الطبري: فأقبل الحسين حتى نزل مكة، فأقبل أهلها يختلفون إليه ويأتونه ومن كان بها من المعتمرين وأهل الآفاق . وقال ابن كثير : فعكف الناس على الحسين يفِدون إليه ويقدِمون عليه ويجلِسون حواليه ويستمعون كلامه حين سمعوا بموت معاوية وخلافة يزيد، وأما ابن الزبير فإنه لِزم مصلاه عند الكعبة وجعل يتردد في غُبون ذلك إلى الحسين في جملة الناس ولا يمكنه أن يتحرك بشيء مما في نفسه مع وجود الحسين لما يعلم من تعظيم الناس له وتقديمهم إياه . أقول: بقي الحسين عليه السلام في مكة شهر شعبان ورمضان وشوال وذي القعدة وثمانية أيام من ذي الحجة، ومما لا شك فيه أن الحسين في هذه الفترة وفي حلقاته مع المعتمرين وأهل الآفاق كان قد كسر الطوق الذي فرضه معاوية على الحديث النبوي الصحيح في علي وأهل بيته عليهم السلام أو في ذم بني أمية أو في بيان أحكام متعة الحج وغير ذلك، وبدأ يذكِّر الناس ويُسْمِع من لم يَسمَع منهم أحاديث النبي صلى الله عليه وآله في تفسير القرآن وفي فضل أبيه علي وفي فضله وفضل أخيه الحسن وفي ذم بني أمية، وفي الموقف الصحيح عند ظهور الظلم والبدع وغير ذلك . ______________________ (1) غبن الرجل يغبنه غبنا : مر به وهو مائل فلم يره ولم يفطن له (لسان العرب مادة غبن. (2) البداية والنهاية 8/151 . الرابط الالكتروني ............. الامام الحسين (ع ) الظلامة الفاتحة ... خطة الحسين عليه السلام لتحقيق التغيير http://www.altahaddi.net/Islam/books/albadri/ImamHusain/emmamhussain8.htm
خروج الحسين من مكة كان الحسين (عليه السلام) أوسع علماً وأقوى ديناً ممن انتقدوا عليه الخروج من مكة قبل إكمال الحج مستبدلاً حجه بعمرة مفردة ليتسنّى له الخروج يوم التروية(1) ومجاوزة حدود الحرم بأقرب وقت ممكن إذ صار بين جاذب ودافع تجذبه ظاهراً أنباء حجاج العراق بأن ابن زياد تأهب للخروج من البصرة نحو الكوفة، والحسين يعرف مبلغ دهائه وريائه وقوة إقدامه وجسارته، وأنّه إذا سبق الحسين (عليه السلام) إلى الكوفة قلب القلوب وقطع عليه الدروب واستعمل لخذلان مسلم كل وسيلة وحيلة، وأنّ مسلماً بنفسيته الحربية قد تخفى عليه الحركات السياسية فلا ينجح مع ذلك الشيطان وهو رجل المروءة والإيمان. فخرج إلى الكوفة مسرعاً انقاذاً لمسلم وللمسلمين. وأما دفاعه عن الحرم فعلمه بالمكايد المدبّرة من خصومه لحصره أو اغتياله في مكة من حين تفرّق الحاج منها. فيصبح إمّا مقتولاً أو مقاتلاً وفي كلا الأمرين هتك للحرم الممنوع فيه سفك الدماء، وقد بدت بوادر مناوأته من قدوم عمرو بن سعيد عامل يزيد قبل التروية بيوم، وتقدّمه الصلاة بالمسلمين، وبثّه العيون حول الحسين وحول ابن الزبير، فصلّى الإمام وطاف وسعى وحلّ الإحرام ثم خرج. ____________ 1) وقصّة خروجه مذكورة في إرشاد المفيد ص198. وبعدما عرف عمرو بن سعيد صرخ بالناس قائلاً: «اركبوا كل بعير بين السماء والأرض واطلبوا حسيناً» ولم يحتشم حرمة البلد الأمين ولا النبي الأمين. بادر الحسين (عليه السلام) بمسيره قبل أن يبادر العدو إلى صدّه وإحصاره واغتياله، وألجأته الضرورة إلى حركة غير منتظرةوخارجة عن الحسبان، وأوجد بمسيره هذا ثورة فكرية أوجبت انتشار خبره بسرعة البرق. وحقاً أقول: إنّ الحسين (عليه السلام) مجتهد في نيّته ومستفرغ كل ما فيوسعه لنشر دعوته في كل عصر ومصر شحت وسائل النشر فيها، فكان لخروجه في غير أوانه دوي يرن صداه في الداخل والخارج والناس يتساءلون عن نبأه العظيم وعن أنّ الحسين هل حج وخرج؟ ولماذا؟ ومتى؟ وكيف؟ والى أين؟. هذا والحسين (عليه السلام) يسير بموكبه الفخم وحوله أهله كهالة حول القمر كأنّ موكبه داعية من دعاته، فإنّ الخارج يومئذ من أرض الحج والناس متوجّهون الى الحج لابد أن يستلفت إلى نفسه الأنظار وإن كان راكباًواحداً فكيف بركب وموكب... إنّه لأمر مريب وغريب يستوقف الناظر ويستجوب كل عابر. وهذه أيضاً عملية من شأنها شهرة أمر الإمام وانتشار خبره الهام. وممن كان قادماً إلى الحج واستجلب نظره الركب والموكب الفرزدق الشاعر قال: «حججت بأُمّي في سنة ستين فبينا أنا أسوق بعيرها حين دخلت الحرم إذ لقيت الحسين بن علي (عليهما السلام) خارجاً من مكة مع أسيافه وأتراسه فقلت: «لمن هذا القطار؟ قيل: «الحسين بن علي» فأتيته وسلّمت عليه وقلت له: «أعطاك الله سؤلك بأبي أنت وأُمي يا ابن رسول الله، ما أعجلك عن الحج؟» فقال: «لو لم أعجل لأخذت» ثم قال لي: «من أنت؟» قلت: «امرؤ من العرب» فلا والله ما فتشني عن أكثر من ذلك، ثم قال لي: «أخبرني عن الناس خلفك» فقلت: «من الخبير سألت، قلوب الناس معك وأسيافهم عليك والقضاء . ينزل من السماء» وسألته عن أشياء من نذور ومناسك فأخبرني بها وحرّك راحلته وقال: «السلام عليك». وكان موكب الحسين (عليه السلام) يسير في بطون الفيافي والمفاوز وقوافل القلوب تشايعه من بعد بعيد وخفيف اللحاق من عشاقه مصمم على الالتحاق بموكبه بعد أداء فريضة الحج بأقرب ساعة، لكن الإمام يجد في مسراه والقمر دليل الركب ورفيقه ولما بلغ بطن عقبة لقيه شيخ من بني عكرمة فسأله: «أين تريد؟» فقال الإمام: «الكوفة». فقال الشيخ: «أنشدك الله لما انصرفت، فوالله ما تقدم إلاّ على الأسنة وحدّة السيوف، وأن هؤلاء الذين بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤونة القتال ووطأوا لك الأشياء فقمت عليهم كان ذلك رأياً». فقال له الإمام: «ليس يخفى عليّ الرأي(1) ولكن الله تعالى لا يغلب على أمره» ثم قال (عليه السلام): «والله لا يدعونني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي، فإذا فعلوا سلّط الله عليهم من يذلّهم حتى يكونوا أذل فرق الأمم». ____________ 1) هنا حق الجواب عمن اعترض على حسين الشرف: ولماذا لم يصالح يزيد كصلح الحسن (عليه السلام) لمعاويه فينجو بنفسه وعياله من الهلكة؟ 2) بلى جرّب آل النبي غدر بني أمية عدّة مرات ولم ينجحوا، إذ تصالح الحكمان في دومة الجندل، وغدر ابن العاص مندوب معاوبة بأبي موسى الأشعري مندوب الإمام (عليه السلام) وصالح سيدنا الحسن معاوية فغدره هذا في وعوده وعهوده وأخيراً دس إليه السم فقتله، ثم جردوا ابن عمه مسلماً من سلاحه بالأيمان والعهود وسرعان ما حنثوا ونكثوا وقتلوه. أفبعد هذا كله يثق حسين العلاء بوعود هؤلاء أو نظن في صلحهم السلامه؟ ومن جرّب المجرّب حلّت به الندامة. نعم علم الحسين (عليه السلام) أنّه مقتول إذا بايع ومقتول إذا لم يبايع. وفي حالة خطرة كهذه لا يسوّغ شرع أو عقل اختيار قتلة خسيسة على قتلة شريفة «فقتل امرىء في جانب الله أفضل» لا سيما وفي إعلانه الخلاف ظن النصرة والنجدة ومظنة إرجاع مجده وإحياء شعائر شرع جدّه (صلى الله عليه وآله). كتاب نهضة الحسين http://www.aqaed.com/shialib/books/01/nehzat/nehzat-08.html المصادر 1) الرابط الالكتروني ادناه الذي نشر على موقع العراق الجديد http://www.iraqiorphanscare.org/i/archive/M_0503_0304/news_item.asp 2) الرابط الالكتروني ............. الامام الحسين (ع ) الظلامة الفاتحة ... خطة الحسين عليه السلام لتحقيق التغيير http://www.altahaddi.net/Islam/books/albadri/ImamHusain/emmamhussain8.htm 3) نهضة الحسين tp://www.aqaed.com/shialib/books/01/nehzat/nehzat-08.html 4) كتاب المناقب او الارشاد. الرابط الالكتروني لموقع السراج في الطريق الى الله
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |