بسم الله الرحمن الرحيم

 كنت قد بعثت برسالة الى الأستاذ الجاد والمفكر العراقي الذي يعد بحق نموذجا رائعا للكتابة والتفكير في أزمات السياسة في الشرق الأوسط والشأن العراقي وقد جاءني الرد الجميل من الاستاذ الجميل اسلوبا ومعنى،  فاكثرت من التدقيق في مغازي العبارات وعمق الكلمات واستفدت من ذلك ما ارشدني الى تتبع مصادر بعض الحقائق التي اوردها الاستاذ كما في عبارة (..انني اعتقد اعتقادا راسخا بأن حربا كالتي حدثت بينهم وبين نظام صدام حسين هي تصفية حسابات قديمة معه تعود الى العام 1970..) وهي تحتمل معنى عمالته القديمة ومعنى تدرج المشروع الامريكي لدخول العراق في بداية هي مجيء نظام صدام النائب عام 1970 ونهايته بالاجتياح عام 2003 في نهاية التحريك من بعد الى مباشرة التوجيه على ارض الواقع العراقي من قبل القرار السياسي الامريكي المهيمن .او العبارة ثم اللعبة الامريكية التي حاكها كيسنجر بشد اللحى بين العراق وايران من خلال الاكراد والوصول بعد حرب العام 1973 الى اتفاقية الجزائر عام 1974 ويؤيدها الحراك القوي لتيار كيسنجر باتجاه استفزاز الاسلام السياسي لإدخاله في خانة إيران حتى يضرب الاثنان معا ويطاح بمشروع الاعتدال في الشرق الاوسط .او هذه العبارات سحقت البنية التحتية مع الاحتفاظ بصدام  الذي وجد نفسه على رأس السلطة فانتفخ بانتصاره واطبق الحصار عليه كي تسحق بنية العراق الاجتماعية بعد سحق بنيته الاقتصادية.. لقد خار العراق في التسعينيات، ليصدر قانون تحرير العراق على عهد الديمقراطيين  عام 1998 . بعد خمس سنوات بالضبط كان لابد من ازالة حكم صدام حسين والهيمنة على العراق .. ان خططا اشتغل عليها الامريكيون منذ خمسين سنة، اي منذ العام 1958  لكي يجدوا بغيتهم في المجال الحيوي للشرق الاوسط . هل يعقل ان يغادروه بمثل هذه البساطة عندهم، او بمثل هذه السذاجة عندنا ؟؟؟ وهي رائعة في تحقيقها وأضيف اليها نقاط أساسية في صلب الواقع الملتبس في العراق :

1. الدور الجديد للتحرك السني والذي اخذ يزيح الحجم السياسي السابق الذي اعتمد سياسة الضغط على القرار الحكومي والامريكي من خلال العنف المسلح في بغداد والمنطقة الغربية، اليوم نلاحظ ان السنة العرب في صحوة الانبار ومجالس الانقاذ _وهي عبارة عن ميليشيات قبلية_ تعتمد على ورقة "تأمين الأمن" اساسا للضغط على الحكومتين الامريكية والعراقية .وربما يصار الى حكومة عراقية برئاسة ابو ريشة وبرلمان عراقي مكون من الصحوة والانقاذ وفريق الموالاة لهما، يعني حكم القرية من جديد وهو مايسهل على الإدارة الأمريكية الانسحاب من العراق؟

2.  قد يتكرر المشهد الدامي لشخصية مثل الزرقاوي تاتي هذه المرة لتعالج لامريكا ثلاث أزمات لمشروعها الكبير في المنطقة :الازمة الاولى مقتدى الصدر والثانية جيشه والثالثه احزاب السلطة التي تنعتها واشنطن بـ الايرانية في العراق المجلس الاعلى و حزب الدعوة ومن يندرج في توجهاته تحتهما، حسنة الزرقاوي  _ دوليا واقليميا _ انه مستقل عن العملية السياسية واطرافها في سيفه الصارم ومؤهل من حيث الصلابة والامعان في الجريمة وعدم مبالاته بأي معيار إنساني إن يكون هو الوحيد ضيفا ثقيلا على الميليشيا الشيعية الاقوى في البلاد بعد قمع تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين؟

3.  إن اندفاع ايران النووية جاء بعد اختراقها مصادر القوة في العراق الامريكي واحكامها السيطرة الاستخبارية على البلاد بحكومته لتحقيق توازن في القوى بينها وبين الوجود المتعدد الجنسيات والمتمثل بامريكا وبريطانيا والأثر الإسرائيلي المعتم عليه في العراق وأمام امريكا في حال عزمها الخيار العسكري ضد ايران _و الخيار العسكري لن يتعدى الهجوم الجوي_ ان تنسحب من العراق وبهذا يتحقق الانسحاب وتربح ايران هذا الرهان بأزاء تحملها الضربات الجوية التي قد تستوعبها بالسلاح البشري الذي سوف ينطلق مع الكاتيوشا باتجاه تل أبيب والخليج المزدحم بالاستثمار الامريكي  .؟هذه أسئلة أرى في مفهومها مقبولية نظرية الانسحاب الامريكي القريب ضمن سياسة لامنتصر ولا خاسر بل مصالح تنتج مصالح مغلفة بعناوين براقة للرأي العام والمغفلين!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com