انتفاضة المهجر المسار والقرار

 

 

جليل هاشم البكاء الموسوي

بسم الله الرحمن الرحيم

وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ..... صدق الله العلي العظيم

العراقيون في الخارج حالهم كحال العراقيين في داخل العراق يتطلعون إلى عراق امن معافى يسوده الأمن والاستقرار,بلد مستقل وطن للعدالة والحرية لجميع أطيافه والعراق جدير بأن يكون كذلك فهو العراق ولأنه العراق كان حجم الطمع فيه والتأمر عليه كبير فكان مقابل هذا حب أبنائه له كبير فاق ويفوق حجم التأمر فقهر حبهم كل الفتن والمحن التي مرت بالعراق... فهاهم في الداخل والخارج يضربون المثل الرائع لهذا الحب والتفاني يتحملون الآلام والمعانات لأنهم يحبون العراق عزيزا كريما فقيرا كان وغنيا لا يحبون العراق من اجل المكاسب والمناصب فمن يحب الوطن بهذه الطريقة فلا يمكن للأيام أن تستبدل هذا الحب بكل ما أوتيت من فرص وإغراءات...وأما من يحب الوطن من اجل المكاسب والمناصب فإنه يستبدله وينساه مع أول فرصة تتهيأ له بتحقيق ما يصبو إليه فشتان بين الحبين بين حب الوطن لأجل الوطن وبين حب الوطن لأجل المكاسب... العراقيون في الخارج قالوا وبرهنوا وفي مناسبات كثيرة وعلى الرغم من أنهم يتحركون الآن في أنشطتهم المختلفة من أجل العراق بمرافقة ومؤازرة جهود أبناء الجيل الثاني والثالث من المهاجرين ولعل بعض أبناء هذا الجيل بل اغلبهم لم يرو العراق بغير عيون الأمهات والآباء إلا أنهم هم وأمهاتهم وإبائهم يهتفون ويقولون ما أقوله بالنيابة عنهم واثقا واحسر تاه على الذي ليس له وطن عراق... ينتفضون من أجل العراق عندما يظلمه حاكم طاغية رعديد وينتفضون من اجل العراق عندما يغزوه الطامع المحتل وعملائه من فلول النظام وفرق ومنظمات الإرهاب والدعارة يقولون كلمتهم الحق بوجه الاحتلال والاحتيال ويقفون وقفت عز وكرامة إزاء كل تدخل وقول يمس العراق فهم من قال لا وألف لا لمن تدخل بالشأن العراقي وهو يختار طريق الحرية والديمقراطية وكذلك موقفهم بوجه من اتهم ولائهم بأنه لغير العراق ورفضوا الإرهاب والعنف المصدر إليهم من كل الذين يخافون من العراق الأمن المستقر... وإن انتفاضة المهجر كانت واحدة من هذه المناسبات والتظاهرات من ابرز آلياتها للتعبير على الرغم من أن المسار ربما يتخذ ويحتاج بعض الأحيان إلى وسائل تفرضها طبيعة العمل والظروف المرافقة له  ... فربما يتطلب الهدف الأسمى تغير الأسلوب وطريقة الأداء المهم يبقى لانتفاضة المهجر المسار والقرار وهو أن يستمر أبناء العراق في مساندة جهود أبنائه في الخارج من اجل بناء العراق وطن للجميع امن مستقر ومزدهر... فيجب حماية الانتفاضة من الانتهازيين الوصوليين ويجب أبعادها من إن تكون إلية وميدان لتصفية الحساب باسم العراق وعلى حساب ومعانات أبنائه وكذلك على الجميع التنبه إلى أن الانتفاضة سوف تستمر بجهود من يحبون العراق ورغم انف أعداء العراق... وعلينا إن نتنبه إلى واحدة من أهم أهداف المؤامرة على العراق هي الفرقة والفتنه فلا يمكن لهم أن يحققوا ما يطمحون إليه بغير السيطرة وهذه لن تكون إلا بانشغالنا في ما بيننا بشأن غير شأن الحق, فتراهم يعمقون الخلاف ويحرفون الاختلاف ويحرفون مساره... فلا بد إذا من مواجهة هذه الأماني الشريرة بطريقة عراقية إسلامية تعطي للعالم درس أخر في أسلوب المواجهة والتصرف الحكيم... فكما رأينا وسمعنا هناك من يعترض على التظاهرات ولم يعترض على الانتفاضة وهناك من يعترض على الزمان أو المكان... وهناك و هناك فلماذا لا يكون الحوار هو المسار والقرار, فلنتحاور مع من يريد وعنده شيء من شأنه أن يطور العمل فلنعطي مجال لطرح الحجج وبرهنة الإدعاءات... نعم إن الانتفاضة يجب إن تسلك مسارات أخرى ومنها الحوار مع أن يكون الضغط بالتوجه لأصحاب الرأي والقرار وليس بالتظاهرات فقط فهناك أساليب كثيرة لم تستخدم أو تستثمر في هذا العمل المبارك ولعل الجميع يعلمون أن العراقيين في الخارج لديهم من الإمكانيات الكثيرة والمتعددة لتطوير هذا العمل ومن هذه الإمكانيات ما يمتلكه أبناء الجيل الثاني والثالث من لغة وعلاقات في الميادين المختلفة... وأريد أيضا قبل آن أضع بعض من التوصيات أريد أن أقول لمن يعترضون على التظاهرات ولم يتقدموا لحد الآن بالتبرير أو البديل المنطقي أنكم يا أعزائنا بهذا السلوك تذكرونا بما حدث من رفض ومعارضة للحرب الأمريكية على العراق قبل سقوط الصنم ولقد تورط بعض ضحايا النظام البائد بهذا الموقف فوجدوا أنفسهم من حيث لا يشعرون في خانة المدافعين عن النظام الصدامي وما إن تنبهوا لذلك حتى عملوا على توضيح غايتهم ومقصدهم بأن أعلنوا رفضهم للحرب ونظام صدام وطالبو العالم بأسرة في مساعدتهم على تغيير النظام الدكتاتوري وإسقاطه بدل من إسقاط العراق متميزين بهذا الأسلوب عن المرتزقة الذين كانوا يعارضون الحرب لصالح بقاء نظام الطاغية فعلوا ما كان يجب آن يفعلوه وظل الأمر لله يفعل ما يريد... وها انتم الآن مطالبون بأن تقوموا بما من شأنه أن يجعلكم بمسافة واسعة وواضحة في الحجم والاتجاه عن من يرفضون الانتفاضة وأساليب تعبيرها لصالح وخدمة لأعداء الحق من النواصب وحكام الزور والبهتان ننصحكم بأن تسلكوا هذا المسار فللجماهير إرادة وقرار. ورسالة لكل أحبة العراق أن يتنبهوا ويتيقظوا لمن يدخل على المسار ليحول الانتفاضة من جهد شعبي إلى رسمي فأن من مقومات الانتفاضة أنها غير خاضعة للاتجاهات الرسمية والحزبية وان قوتها بكونها جهد شعبي قابل للدوام والاستمرار وسوف يسقط المنتفعون ويبقى الشعب وجهوده المباركة كما هي سنة التأريخ وقوة الحق وعلينا أن نحافظ على هذا العمل فالمستقبل مليء بالأحداث والتحديات وللعراق رب وشعب يحمية.

  العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com