|
إلى متى ... ياإيها المرقدين
حيدرعبدالرحيم الشويلي بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } الصف8 صغيرة المساحة، كبيرة المعنى والتأريخ مدينة تدعى {سر من رآى}تسر الناظرين ويهوى لها العاشقين تقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة،وتبعد نحو118كم إلى الشمال من العاصمة بغداد وسامرّا إسم في اصله إسم مقصور مثل كربلا وقد ذكرت في مصنفات السريان(شومرا) وعند إبن العبري(بالسامرة) ولذا فاصل الكلمة ليس عربياً فإن قلنا إنها(شامريا)فمعناها الله يحرس المدينة وماقيل إنها (سامرا)تخفيف لسرّ من رأى وقد خطهّا مرة أخرى المعتصم الخليفة العباسي اللعين وأصبحت حتى نهاية عصر المتوكل حاضرة عظيمة.فهذه كلماتي القاصرة سطرتُ مفرداتها بحزنٍ شديد ومازالت سامراء تحمل همومها منذُ زمنٍ بعيد تبكي بصوتٍ عال تشكو الم العابثين فيها تستمد قوتها وصبرها من قول الإمام الحسن العسكري عليه السلام:{إن قبري بسامراء سيكون أماناً من البلاء لاهل الجانبين}فنرى اليوم ركام الانقاض مازال ساجداً على هذه المراقد المكرمة يحكي لنا أثار هذه الجريمة النكراء أضافها تنظيم القاعدة الوهابي أحفاد معاوية ويزيد والحجاج إلى جرائمهم عندما أقدم على تفجير ضريح الإمام الهادي والإمام العسكري وأنهارت القبة المغطاة بالذهب جراء تفجير العبوتين بفارق ثلاث دقائق بينهما في حين لاذ المجرمون بالفرار. ثم عادوا من جديد حتى فجروا المنارتين وبالتالي ماكان الإ بيانات الإدانة والتنديد بنفس الصيغ والعبارات التقليدية التي تحمل المسؤولية للاحتلال الأمريكي والصهاينة اليهود وهي إدانة لا تبرئ المجرمين الاصليين بل تضيف إلى جريتهم بعداً إضافياً هو بُعد العمالة لهولاء وتنفيذ مخططاتهم المعادية للإسلام والمسلمين. فالوهابية المرتزقة في جهدها الرامي لتدمير أضرحة ومزارات أهل البيت سلام الله عليه والصالحين وصحابة النبي الكريم(ص) تهدف إلى محو ذاكرة المسلمين من تأريخ وحياة هذا الرسول الأعظم واله الطاهرين،فمتى نرى هذا الضريح يعلو شامخاً كما كان فإين هذه الوعود ام انها آمال ووعود كاذبة وبالتالي هذه المراقد تحتاج الى قرار من النوع الثقيل وشديد اللهجة حتى يتم إعادة أعمار المراقد في سامراء كما صرح بها بعض المسؤولين في الحكومة بأنها ذات بُعد خارجي وأن الهدف من ورائها هو منع استقرار الوضع السياسي والامني في العراق . فهل ماتردد بأن دور الزرقاوي وعصابته قد جرى تضخيمه للتغطية على الدور الخفي لتلك القوى الإقليمية التي تدير هذا الصراع من وراء ستار الزرقاوي، لذا نقول لقد انتهى شبح الزرقاوي الى جهنم وبئس المصير اثر العمليات التي جرت في محافظة ديالى وهرب كثير من الارهابيين من القاعدة والتكفيريين وستتب الامن في مدينة سامراء فما هو المانع من المباشرة في بناء المرقدين وفتح المدينة المحاصرة بشبح الاهارب والتصدي للفتاوى الخبيثة التي يصدرونها أئمة الضلال ووعاظ السلاطين امثال ابن جبرين وغيرهم التي تدعوا إلى هدم كل الأضرحة والقباب سواء في الحجاز او في العراق مما يجعل الأجيال القادمة تنسى الوقائع التأريخية المرتبطة بهذه الأماكن المقدسة لذلك نطالب..نطالب..نطالب بالاسراع لبناء المراقد المقدسة في مدينة سامراء وتأمين الطريق الممتد بين المدينة وبغداد العاصمة لأستقبال الزائرين وفك سر هذه المدينة وحل المعادلة المُعقدة والدفاع عن شرف مقدساتنا وهنا اذكر برقية آية الله الفيلسوف السيد هادي المدرسي(دامت تأييداته)التي بعث بها إلى شيخ الأزهر وسائر علماء المسلمين طالبَ فيها بالدفاع عن شرف رسول الله وأهل بيته قائلا:الاعتداء الآثم على قباب أئمة أهل بيت النبي في سامراء، هو اعتداء صارخ على كرامة رسول الله وكرامة أهل بيته العظام وإذا كانت الصور المسيئة لرسول الله(ص)تستدعي الإدانة،دفاعا عن شرف النبي وقدسيته فان هذا الاعتداء الذي تطاول أضرحة أبناء رسول الله لحمه ودمه فيه إساءة أعظم للرسول الأكرم ويستدعي إدانة اكبر ودفاعا أقوى فشرف أهل البيت هو من شرف جدهم المصطفى وشرف جدهم شرفهم أيضا)) فقبة البرمان مُصانة ومحفوظة موفرة لها جميع سُبل الحماية والسيطرة وقبة الإمامين مهدومة ومُهانة وليس كما كانت على سابق عهدها سر من رأى فلا أملك عصا موسى ولا خاتم سليمان حتى اُعيد الماضي فئرى الضريح شامخا عتيد يناطح السماء فصلي الفجر آماناً فجر السلام والامان والمحبة فمتى ياإيها المرقدين...
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |