|
لا يخفى ما لأساليب التربية ومناهجها، من أهمية كبيرة على القاعدة الفكرية، التي يشيدها المربين ومعلمي المدارس. فعندما نرسل أبنائنا إلى المدارس ودور التربية فهذا يعني إننا نسلم هذه العقول البريئة لمن يشيد صرحها ويضع الأسس التي سترتكز عليها طبيعة تفكير هذا الإنسان في ما يأتي من حياته، وكما يقولون (التعلم في الصغر كالنقش في الحجر) من هنا تتضح لنا خطورة مناهج التعليم التي ترسم حدود العملية التربوية ليقودها المعلم والتربوي في المدرسة. إضافة ما لهذه المناهج من خطورة، لا يخفى علينا أهمية دور المعلم (قائد العملية التربوية)، فهذا الإنسان الذي نأتمنه على أولادنا، له اليد الطولى في تطبيق مناهج التعليم، إضافة إلى ما يدسه من كلام وأفكار إثناء شرح الدروس التي يلقيها على مسامع التلاميذ. لذلك تجد المجتمعات في كل بلد لها طريقه معينة في التفكير, ترسم ملامحها السياسة العامة للحكومة التي تقود العملية التربوية في ذلك البلد، فعندما تذهب إلى إيران مثلا تجد النسبة العظمى من طلاب المدارس تتحدث عن أمريكا على إنها الشيطان الأكبر الذي يقود الرذيلة ونشرها في العالم،وقد يحدثك التلاميذ بتفاصيل غاية في الدقة عن واقعة كربلاء ورجالها وما وقع على النساء والأطفال إثناء مسيرهم إلى دار الخلافة في دمشق وعندما تتحدث لطلاب المدارس السعودية تجد قضية الشرك والكفر دائمة الحضور، وبطريقة بسيطة يتحدث التلاميذ في تقسيم العالم على أساس الإسلام والكفر أو الشرك والإيمان، ولا تستغرب عندما يتكلم التلاميذ في الشرك الخفي وكيف يقع فيه الإنسان عندما يذهب لزيارة مرقد من مراقد الأولياء الصالحين أو عندما يقبل القران أو يمدح الرسول (ص) . هذه التفاصيل قد لا تجد أكثرها مقرر في مناهج التعليم ولكن هناك من يدس هذه الأفكار إثناء الدرس بدعوى الشرح وزيادة المعلومات. أين تكمن الخطورة؟ وماذا عسانا أن نعمل لنجنب الطفل والعملية التربوية من خطورة زرع الحساسيات وبناء الحواجز والسوا تر التي تفصلنا عن الأخر من بني جنسنا؟ إضافة إلى ما تزرعه هذه الأفكار من أشجار الكراهية والحقد في نفوس الأطفال التي يصعب إزالتها بعد تقادم السنين وتجذر هذه الأفكار الهدامة في عقول التلاميذ. لا نقول.. اقطعوا الإنسان عن تاريخه ولا تدرسوا مادة التأريخ لتلاميذ المدارس. ولا نقول... أن امنعوا تدريس التربية الدينية، وثقافة الإسلام. بل نقول ازرعوا الحب عندما تدرسون الإسلام والتربية الدينية.وابتعدوا عن التشنج والتوتر في عرض عقائد الآخرين. من هنا تأتي أهمية ما تقوم به لجنة اعتصام سامراء من تنظيم اعتصامات أمام المدارس السعودية في الغرب وأهمية المطالب التي تحملها للحكومة السعودية في السعي جديا في تغيير مناهج التعليم وتوجيه العملية التربوية بطريقة علمية بعيدة عن مؤسسات الفكر الوهابي التي تثير الكراهية والحقد في نفوس التلاميذ، وتطهير وزارة التربية من المعلمين والتربويين الذين يصرون على إثارة روح الانتقام والإرهاب إثناء عملهم التربوي.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |