الدارس لتاريخ العراق، منذ بدء التاريخ إلى يومنا هذه، يأخذه العجب العجاب، فقد قيظ لهذا البلد المعطاء، أن يتسلط عليه الأغراب، ويحكمه الأجانب، ولو استعرضنا تأريخنا منذ العصر الجاهلي، لرأينا العجائب، فقد سيطر على العراق ما قبل الإسلام أكاسرة الفرس، وعينوا عاملا لهم من المناذرة ومقره الحيرة، وكان مقر الحاكم الفارسي في مدائن كسرى، وبقايا إيوانه باقية لحد الآن،  تمثل بشاعة الاحتلال وجبروته، والأدوار التي قام بها الأكاسرة في تمزيق الشمل العربي، وقتل من يخرج عليهم من القادة والزعماء، وكيف اتخذوا من الشعوب المظلومة خولا وعبيد، وبعد ظهور الإسلام ونشوء الدولة الإسلامية، وتحرير العراق من حكم الأكاسرة، تولى أمره الأغراب من أبناء نجد والحجاز، في العهدين الأموي والعباسي، وبعد انهيار الإمبراطورية العباسية، على يد المغول والتتار، أجتاحه هؤلاء وأمعنوا فيه قتلا وتدمير، وأزالوا كل معالم الحضارة الزاهرة التي كان عليها العراق، وبعد انتهاء هذه الفترة العصيبة، تناهبه الترك والفرس والديلم، وبدأ الحكم التركي للعراق وأستمر أكثر من أربعة قرون تحت أسم الخلافة الإسلامية، وأنحدر العراق في هذه الفترة إلى الدرك الأسفل، وانتشرت فيه المجاعات والأوبئة والحروب حتى أصبح  سكانه مليونا أو يزيدون، ثم آن لهذه الإمبراطورية أن تأفل شمسها:

بليت بأعور فشكوت منه      فكيف إذا بليت بأعورين

فأبتلى العراق بالاحتلال البريطاني الذي أحتل العراق تحت شعار"جئنا محررين لا فاتحين"وطاب لهم المقام، ليصبح العراق تحت مظلة التاج البريطاني، وتناوب على حكمه ملوك أغراب جلبوا من الحجاز، يساعدهم نفر ممن باعوا وطنهم من عملاء وأذناب، إلى أن ثار الشعب ثورته العارمة في الرابع عشر من تموز1958، ليعلن عن قيام الجمهورية الخالدة، وقيض للعراق أن يعيش أربعة سنوات يحكمه أبناءه، رغم ما لابس تلك الفترة من اضطرابات، كان للاستعمار وعملاءه المحليين أثر كبير في إشعالها، مما مهد الطريق لإجهاض الثورة، ومجيء القتلة الأوباش بالقطار الأمريكي، لتبدأ فترة سوداء قاتمة في تاريخ العراق الحديث، وغرق العراق في بحيرات من الدماء الزكية الطاهرة بمساعدة من الأجانب وبعض الأعراب، والعملاء السابقين لبريطاني، ممن تربوا في أحضان الاستعمار، وكان لأمريكا وبريطانيا أصابعها المعروفة في العراق والمنطقة، تحرك هؤلاء من وراء ستار، وبعد مسلسل الدم هذ، أنقلب عارف على حلفاءه التقليديين، ليقيم حكم الأسرة، وبعد احتراقه في حادثة الطائرة المدبرة، سلم الحكم لأخيه عبد الرحمن عارف، الذي يتسم بالوداعة والطيبة، ولا يحب سفك الدماء، إلى أن حدثت تطورات معروفة استدعت عودة البعث إلى الحكم، فعاد بقطاره السابق بمسرحية تدعوا إلى الرثاء، واستلم السلطة البكر يعاونه في ذلك قتلة شباط، وقد ارتدوا وجها جديد، وبعد عشر سنوات سلم الحكم لصدام بمسرحية مضحكة  لم يحسن المخرج  إخراجه، ليدخل العراق في دوامة القتل والتهجير والإبادة الجماعية، ومسلسل الحروب العبثية التي أودت بالملايين، ودمرت الاقتصاد العراقي، وعندما رأى أسياده إنهاء الفلم، اجتاحت القوات الأمريكية العراق فيما سمي بحرب تحرير العراق، وحدث ما يعرفه وما ذاق ويلاته الجميع، والآن لنتساءل، لماذا قيظ لنا أن نكون عبر تأريخنا المديد بين المطرقة والسندان؟هل أن الفولاذ العراقي لا تصلحه ألا مطارق الأجانب؟نظرت إلى سوادي الناطور متسائل،  فقال تسألني إلي،  لو بعد عندك التحچيه؟ فقلت:لا أني أتوجه أليك بالسوأل، فقال:خير الكلام ما قل ودل، والتاريخ المسموع مثل التاريخ المكتوب، وأني راح أسو لفلك من تاريخنا الشعبي، والعاقل يفتهم: يگولون سنه من السنين واحد من الحكام ألظلمه، دز على وجوه الولاية، وسألهم: آني أجيت عليكم، لو الله جابني؟والكم مهله أسبوع تجيبولي الجواب،  الناس خايفه شتگول شتجاوب، واحد منهم عنده أبن عمره ثنعش سنه، شاف أبوه مهموم، سأله ها بويه أشوفك مهموم، سو لفله السالفة، گاله هينة من يصير اليوم الموعود، أخذني وياك وآني أجاوبه، سأله شراح تگله؟ گله خليها عليه وهسه تشوف، خبر كبار الولاية بحچاية أبنه، گلوله أحنه ميتين، ميتين، أخذ أبنك وياك بلكن يصير على أيده الفرج.

  لمن أجه اليوم، راح الولد ويه أبوه، وأخذ وياه صخل وبعير، وربطهم يم بيت الحاكم، وتجمعوا الوجهاء ودخلوا على الحاكم، گام الولد دخل جدامهم، لمن شافه الحاكم جاهل أشر للحاجب خلي يجي الچبير، أجه الجاهل يگود بالبعير، أشر الحاكم للحاجب، خل يدخل صاحب اللحية، جاب الجاهل الصخل، لمن شافه الحاكم گله خل يرجع الصخل ويدخل الجاهل وحده، سأله الحاكم ليش جبت أبعير، گله لأن أنته گلت خل يجي أكبر واحد بيكم، وأكبر واحد هو البعير، سأله ليش دخلت الصخل، گله لأن أنته گلت خلي يطب أبو لحيه، فدخلت الصخل لأن ما أكو أكبر من لحيته، گاله الحاكم أنه ردت من وجهاء الولاية يجاوبون على سوألي، ليش أجيت وحدك ,انته مو منهم، گاله أنه أحسب نفسي من الكبار، والكبر بالعقل مو بالعمر، گله تگدر تجاوبني على سوآلي، گله نعم وآنه جوابي جواب كل كبار الولاية، تعجب الحاكم وسأله شنو جوابك آنه أجيت عليكم، لو الله جابني، جاوبه:سوء أعمالنه  الجابك علينه....!!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com