المعوقات امام مواجهة مايسمى (النفوذ الايراني) بسبب الطروحات المقدمة لمواجهة هذا النفوذ
 

 

 حسين باقر جاسم

iraqsheia_2010@yahoo.com

بسم الله الرحمن الرحيم

بأختصار شديد نؤكد بان المعوقات التي تقف حائل دور الوقوف امام ما يسمى (النفوذ الايراني) بالعراق والذي يتهم شيعة العراق الجعفرية بأنهم سبب انتشاره، هو بسبب المقترحات والخيارات المطروحة لمواجهته والتي تدفع الشيعة العراقيين والكثير من شرائح المجتمع العراقي الى عدم التفاعل معها وبالتالي السكوت عن هذا النفوذ رغم معارضتهم لاي نفوذ اقليمي مهما كان، واخرين يكونوا مجبرين على مواجهة هذه الخيارات المقترحة لشعورهم بأنها اخطر من النفوذ الايراني نفسه.

فعندما يطالب البعض بعودة البعثيين اي رمي العراق مجدد باحضان البعثيين وارجاعهم للحكم او السماح لهم بالمشاركة فيه كمرحلة انتقالية لهم..لمواجهة ما يسمى التدخل الايراني، فهذا يعني انتحار للعراقيين مجددا ومقابر جماعية واعطاء فرصة للبعثيين الذين لم تلطخ ايديهم بالدماء للرجوع للحكم لتلطيخ ايدهم بدماء الشيعة العراقيين بدعوى انهم عملاء ايران، فهذا يجبر شيعة العراق جعل الاولولية بتوجيه جهودهم نحو مواجهة البعثيين، قبل كل شيء.

وعندما يطالب البعض برمي العراق الى احضان الشعوب والدول الاقليمية كمصر وسوريا والاردن والسعودية وغيرها التي ترسل الارهابيين للعراق والتي تعاطفت مع صدام والبعث ورفضت اسقاطهما، وتعتبر الارهاب مقاومة، والتي لديها اطماع بالعراق، وتريد جعل العراق ساحة لتصفية حسابات اقليمية يكون العراقيين وقودها، واصبح العراقيين فيها مشردين تستغل ماسيهم لانتهاك اعراضهم والاستهانة بهم، عند ذلك سوف نجد معارضة شديدة من شيعة العراق ضد هذا التوجه، وانشغالهم بمواجهته عن ما يسمى النفوذ الايراني، مما يظهر (سكوت) للشارع الشيعي عن (التدخلات الايرانية)، ان لم نقل سوف يزيد من (نفوذ ايران) التي سوف تكتسب ايران نقاط ايجابية لم يكن لها اي عناء في الحصول عليه، بل قدمها لها اعداءها والرافضين لها بالعراق من طبق من ذهب.

وعندما نرى البعض يصرخ بما يسمى شعارات ما تسمى (الوحدة العربية) و(النفوذ العربي) و (الدور العربي) والمقصود بهذه المصطلحات هم بنفوذ الغرباء من العرب السنة الغير عراقيين وهذه يعني الغاء وجود العراق كدولة ووطن ومحاولة لتقويض الشيعة كاكثرية في العراق وتهميش دور العرب العراقيين وجعلهم ذيول للغرباء من العرب الغير عراقيين.. عند ذاك سوف نرى كذلك رفضا لهذه المصطلحات جذريا.

وعندما نرى البعض يخطط لتغير تركيبة العراق الديمغرافية بجلب ملايين المصريين السنة بحجة العمالة للعراق او ملايين الفلسطينيين بحجة توطين اللاجئين، ضمن مشروعين لتغير تركيبة العراق الديمغرافية وجعل الشيعة اقلية فيه، لترجيح كفة السنة ضد الشيعة بالعراق، من جهة، و من اجل فرض طوق سني متكامل حول ايران (ايران محاطة بدول ذات غالبية سنية الا العراق واذربيحان) فيراد جعل العراق ذات اكثرية سنية بحجة للحد من ما يسمى (النفوذ الايراني) بالعراق.

بمعنى اضعاف شيعة العراق وتسليم العراق للطوفان الاستيطاني المصري البشري السني الذي يمثل اكبر حاضنة للارهاب وعناصر نشطة فيه بالعراق وزعماء الارهاب الاخطر مصريين كابو ايوب المصري زعيم القاعدة وابو عبد الرحمن المصري مفتي القاعدة وابو يعقوب المصري مسئول التفجيرات بالقاعدة واكبر عدد من الإرهابيين الاجانب بالعراق مصريين.

فعند ذاك سوف نرى شيعة العراق انشاء الله يقفون كبركان ضد هذه التوجهات الاستأصالية لهم والمعادية لاكثريتهم وعراقتهم بالعراق.

وقبل كل شيء يجب ان يعلم الجميع ان العراقيين الشيعة خاصة يتساءلون ما المقصود بالنفوذ الايراني وما هي مظاهر هذا النفوذ، وما هي مخاطره الحالية والمستقبلية، ومن هي الجهات التي ترفض وجودها بالعراق والجهات التي تريده، وهل هناك صراعات نفوذ بين قوى اقليمية ودولية تشعر مزاحمة هذا النفوذ لها وتريد كل منها الاستيلاء على اكبر حصة من الكعكة العراقية قدر الامكان، ومن هي الجهات التي تتهم بأنها تمثل ما يسمى النفوذ الايراني، وهل وراء اتهامها بذلك هي شرعنة قتلها وتصفيتها بدعوى انهم عملاء وخونة وصفويين وهلم جر ضمن صراعات سياسية وكيل التهم كمبرر لابعاد هذه الجهات عن الساحة السياسية العراقية.

وهنا نؤكد بأن مواجهة النفوذ الايراني او ما يسمى النفوذ الايراني بالعراق لا يتم الا بمعرفة وتحديد ما هو هذا النفوذ .. وكذلك يجب مواجهة نفوذ الدول الاقليمية والجوار كافة وعدم اقتصارها على طرف دون اخرى، وعدم شرعنة تدخلات أي منها تحت مبررات قومية او دينية او طائفية او سياسية، ويتم ذلك بما يلي:

1. النفوذ الاقتصادي: العراق دولة من دول العالم الثالث والبضائع التي ينتجها ويستطيع انتاجها العراق هي نفسها ما تنتجه الدول الاقليمية والجوار ومنها مصر وايران وسوريا والسعودية والاردن ولبنان وتركيا، لذلك تشجيع الصناعات العراقية الاستهلاكية وغيرها، سوف يكون عامل في الحد من البضائع الاقتصادية التي تصدرها الشركات والمعامل الاقليمية والجوار، وبذلك يحد من نفوذ تلك الدول بالعراق وكذلك يساهم بالحد من البطالة العراقية، وفي توجيه الشباب بعيدا عن العنف.

2. النفوذ السياسي: مشكلة الخيارات المقترحة لمواجهة النفوذ الايراني هي تنطلق من صراعات سياسية هدفها تصفية قوى سياسية عراقية شيعية لديها نفوذها بالجنوب والوسط الشيعي العراقي، وكذلك تنطلق هذه الخيارات من صراعات إقليمية بفسح المجال لقوى اقليمية اخرى بالدخول للساحة العراقية وتسليمها الشارع العراقي بدعوى مواجهة النفوذ الايراني، كما يريد طارق الهاشمي والتوافق والحوار مثلا، الذين يجعلون من مصر كعبة لهم في وقت مصر وصفت الشيعة بعدم موالاة اوطانهم، وطلبت من السعودية دعم السنة ضد الشيعة بالعراق، وحذرت من بروز الشيعة اذا ما تم اسقاط صدام والبعث وحكم الاقلية الطائفية في بغداد، ومساهمة مصر بسياسات الاستبدال السكانية الطائفية في الثمانينات ضد العراقيين بارسالها ملايين المصريين السنة بحجة العمالة والحقيقة هي مواجهة الاكثرية الشيعية بالعراق.

3. النفوذ الديمغرافي: لمواجهة أي نفوذ بشري يهدد العراق، يجب ان نعلم ما هي الطرق التي تستغلها الدول الاقليمية والجوار لتهديد تركيبة العراق الديمغرافية، وهي (العمالة، الزيارات الدينية، التسلل) يجب وضع قوانين خاصة بالعمالة تفرض جلب عمالة اجنبية للعراق في حالة حاجة العراقيين لها،وعلى شرط ان تجلب من جنوب شرق اسيا لرخصها وقدرتها على العيش بمعسكرات عمل وانها لا تمثل تهديد لتركيبة العراق الديمغرافية، ويتم ارجاعها بعد انتهاء فترة العمل ولمدة زمنية لا تزيد عن اربعة سنوات، ولا يجوز تجديدها.

وكذلك يجب ان يصدر قانون خاص بالسياحة الدينية التي تفرض جلب الوجبات السياحية عن طريق شركات خاصة لها تخضع لرقابة الامن والمخابرات من اجل مواجهة عمليات التسلل.

وكذلك يجب اصدار قوانين تصل حتى الاعدام لكل من يتسلل للعراق بصورة غير مشروعة واتهامه بتهمة الارهاب والتهريب وتهديد الامن الوطني العراقي العليا.

وأهم القرارات التي يجب ان تصدر لمواجهة النفوذ الاقليمي والجوار الديمغرافي، هو في الغاء المادة 18 المشبوه بالدستور التي تمنح الجنسية العراقية على اساس الام كابن المجهول الاب وليس من الاب فقط كما امرنا الله، علما ان هذه المادة سوف تهدد بتجنيس الاجانب بالجنسية العراقية، وتجعل العراقية مشروع لتمرير مخططات متوسطة وطويلة الامد، تستغل نساء العراق ضمن مشاريع توطينية، وكذلك تجنس هذه المادة الارهابيين الاجانب بالجنسية العراقية بدعوى ان امهاتهم عراقيات رغم ان ابائهم اجانب.

4. النفوذ الديني: تتهم المرجعية الدينية بالنجف الاشرف بأنها عجمية وانها ايرانية، والسؤال هنا، السستاني مثلا هو امام روحي حاله حال زعيم الفتيكان الذي يتزعم روحيا الكاثوليك بالعالم، فهل اتباع بابا الفتيكان من قبل الكاثوليك البرازيليين مثلا يجعل متدينيين البرازيل عملاء لايطاليا مثلا ؟

ومع ذلك من اجل مواجهة ما يسمى النفوذ الايراني بالمرجعية يجب العمل على جعل مدينة النجف واؤكد مدينة النجف، دولة كالفتيكان كعاصمة للشيعة بالعالم، وتوضع قوانين لمنع التدخل السياسي، ومن اجل حماية المرجعية من التقلبات السياسية التي تجري بالعراق من جهة، وحماية شيعة العراق من شمولية النجف.

ومن جهة ثانية يجب ان يتوقف السنة العرب العراقيين عن جعل الدول الاقليمية و الغرباء من مصريين وفلسطينيين وسوريين زعماء سياسيين لهم، كما فعلوا بجعل جمال عبد الناصر المصري وميشل عفلق السوري وابو ايوب المصري زعيم القاعدة، والقرضاوي والطناطاوي وغيرهم من المشبوهين الذين لا هم لهم غير جعل العراق حدائق خلفية لدولهم وارض بلا شعب لكل من هب ودب لتبرير ادخال طوفان بشري من تلك الدول للعراق لتغير تركيبة الديمغرافية ضد الشيعة العراقيين بشكل طائفي مقيت.

وهنا يطرح تساؤل مهم ..كيف نحمي شيعة العراق من عدائية واطماع دول الجوار والمحيط الاقليمي، وطائفية المثلث السني العربي العراقي.. هذا هو السؤال المطروح .. وللاجابة عليه يجب اتخاذ ما يلي:-

1. اقامة الكيان الشيعي العراقي الموحد من الفاو الى شمال بغداد..

2. عدم فسح المجال لعناصر انتهازية ومشبوه تريد ان تجعل الجنوب والوسط منطقة نفوذ وضيعة للمحيط الاقليمي والجوار والتي تريد تشتت شيعة العراق..ويجب الدخول بقوة للمطالبة بالكيان الشيعي الموحدة والتحرك بداخلة والنشاط فيه.. باي موقع كان. انشاء الله لانجاح مشروع قيام الكيان الشيعي العراقي الموحد

3. انتهاج نهج يرفع شعارات الوطنية العراقية والامة العراقية..والانتماء الحضاري السومري و البابلي والاشوري لتثقيف الاجيال بان العراقيين وخاصة شيعة الجنوب والوسط امتداد تاريخي لداخل العراق السومري والبابلي..

4. رفض تدخلات الدول الاقليمية والجوار بالعراق، وطرد جميع الغرباء من مصريين وفلسطينيين وايرانيين واردنيين وغيرهم كما فعلت الكويت بطردها نصف مليون فلسطيني واردني ومصري بعد تحريرها وكان ذلك سبب استقرارها، فكيف الحال بالعراق الذي اصبح من جلبهم البعث وصدام من مئات الالاف المصريين والسودانيين والفلسطينيين كاكبر حاضنات اجنبية للارهاب وعناصر نشطة فيه.

5. التعاقد مع الشركات الدولية والعالمية المتقدمة لبناء العراق، وفتح ابواب العالم المتقدم والمتحضر وخاصة امريكا واوربا واليابان وكندا واستراليا ضمن تعاقدات جامعية وعلمية ودراسية وثقافية لتنوير عقلية العراقيين وابعادها عن القوعة العنصرية والطائفية التي يريد البعض ان يبقى فيها العراقي ليكون وقود لاحقاد طائفية وعنصرية اقليمية.

6. رفض مجيء اي زيارات دينية من دول الجوار والعالم ولمدة لا تقل عن خمسة سنوات، حتى استقرار الوضع الامني بالعراق، ويجب ان تدخل الزيارات الدينية بعد تلك السنوات عبر شركات خاصة وتحت اجراءات امنية مركزة.

7. رفض جلب عمالة من الدول الجوار والمحيط الاقليمي، مهما كانت جنسيتها او وقوميتها او دينها، والعمل على اقامة معسكرات عمل للعمالة الاجنبية التي تفضل ان تجلب من جنوب شرق اسيا لرخصها وعدم اثارتها للمشاكل واستحمالها العيش بالمعسكرات، وبعد انتهاء اعمالها تعاد الى بلدانها، على شرط ان يكون لها فترة اربع سنوات فقط بتواجدها بالعراق مع الشركات التي تجلبها.

وذلك من اجل الحفاظ على تركيبة العراق الديمغرافية، من جهة، وضرب مشاريع الدول الاقليمية والجوار التي تريد تغير تركيبة العراق المذهبية والاثنية عبر ارسالها ملايين من سكانها بحجة العمالة كما فعلت مصر بارسالها ملايين من صهاينة العراق المصريين كبديل عن مئات الالاف من شباب ورجال العراق وخاصة الشيعة الذين سوقهم صدام للحروب والسجون والاعدامات وقطع نسل مئات الالاف منهم بمقتلهم، وكان بديلهم الغير مشروع مئات الالاف من المصريين السنة المشبوهين حاضنة الارهاب الاكبر الاجنبية بالعراق.

8. اقامة علاقات قوية مع الولايات المتحدة الامريكية، كحليف عالمي لمواجهة العداء الاقليمي والجوار واطماعهم بالعراق، وكذلك من اجل مواجهة العصابات الدكتاتورية والاجرامية المسلحة وتنظيماتها ورموزها الصنمية التي يحاول البعض فرضها على العراقيين.

تنبيه: عندما يدعي البعض ان من سمات النفوذ الايراني هي مظاهر التدين ولبس الحجاب واطلاق اللحى، نتسائل اليست هذه المظاهر هي مظاهرة تفرضها كذلك الجهات والمنظمات والدول السنية في الكثير من البقاع السنية بالعالم، فهل اصبحت المرأة التي تلبس الحجاب في المثلث السني العراقي هي مظاهر ايرانية مثلا ؟؟؟؟ وهل عندما كانت تجبر طالبان السنية والقاعدة في افغانستان الافغانيات على لبس الحجاب هل ايضا هذه سمات ايرانية ؟ وهل اصبح لبس الحجاب اساسه ايراني ؟؟ فهل المطلوب من المرأة الشيعية ان لا تلبس الحجاب، لانها مظهر ايراني، في نظر البعض، في وقت نرى نساء السنة يلبسن الحجاب ولم نسمع احد يقول انه مظهر ايراني في الانبار مثلا، فهل هناك مخطط للاستمرار عليه بتفسيد وتعهير المجتمع الشيعي العراقي ضمن مخطط لاضعافه واستمرارية اختراقه.

ومختصر القول ان الشيعة العراقيين يرفضون التدخل الايراني.., لكن الطروحات التي تقدم لمواجهة هذا التدخل.. تزيد نفوذ يراني ان صح التعبير..

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com