|
هكذا هو حال مدينة البصرة الصابرة الجميلة، لم يتغير حالها حتى بعد أن نفضت عنها غبار الدكتاتورية المنهارة، لا زالت تعاني من الظلم والقمع والفقر والخراب، وكأنها تعيش في ذلك الزمن الأسود، الذي ألبسها الحزن والدمار والعذاب، وغير ملامحها الرائعة بسبب حروبه وإستبداده. اليوم تذبح البصرة أمام الجميع، من قبل عصابات الجهلة والقوى الطائفية وزمرالتهريب والرشوة والتدخلات الأجنبية المعروفة، وليس هناك من ينقذها، إنها في وضع مأساوي تجاوز فيه القتلة كل القيم والأعراف والإصول، لأنهم يقتلون الإنسان والحياة بكل معنى الكلمة . وإلا ما معنى أن يقتلوا هؤلاء الرعاع النساء والأطفال وبشكل بشع، في هذه المدينة، مدينة الحضارة والثقافة والسياسة والأدب والفن والرياضة والجمال، إنها البصرة؟. حقا إنها جريمة كبرى، ترتكب في هذه المدينة العراقية الطيبة، ولكن من دون ردا حقيقيا يتناسب مع أفعال وجرائم القتلة، حيث صرح قائد شرطة المدينة، بأن (النساء يعشن في خوف بعد مقتل أكثر من 40 إمرأة وإلقاء جثثهن في الشوارع في الأشهر الخمسة الماضية، وأن بعض النساء قتلن مع أطفالهن حيث قتلت أحداهن مع طفلها البالغ من العمر ست سنوات) . وتشهد البصرة حالة من الخوف الدائم والقلق بعد هذه الجرائم المروعة، التي إستهدفت وتستهدف النساء وخاصة بعد تزايد كتابات التحذير على الجدران والتي تحذر النساء من السفور والتبرج وإجبارهن على إرتداء الحجاب بالقوة . علما أن الأخبار الواردة من البصرة، تشير الى أن عدد النساء الذي تعرضن للإعتداء والقتل أكثر من هذا العدد بكثير، وأن الجرائم لا زالت مستمرة بحق النساء، من قبل مجاميع متخلفة لا تفهم معنى الحياة والحرية، إلا من خلال الجريمة والقتل والسرقة. ألا تستحق البصرة وقفة جدية ومسؤولة من قبل مجلس النواب العراقي والحكومة العراقية والأجهزة الأمنية المعنية؟، لأن لا إستقرار ولا أمن وأمان في العراق وبصرتنا الحبيبة تعاني.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |