|
لمحة مختصرة عن اصل الشعب السيتي يعتبر الشعب السيتي قوقازي الاصل، وهي من الشعوب التي لم تعرف جنسيتها بعد، كما هو المصطلح بين متاخرى العلماء . وكان يستوطن هذا الشعب شمال (اورارتو) جنوب البحر الاسود خلال القرن السابع قبل الميلاد، ويظهر انهم هجرو موطنهم الاول من جنوبي روسيا تحت ضغط من العشائر الكيمرية (غومر)، وفي عهد الملك الاشوري (آسرحدون) 681-669 ق.م أغاروا على الحدود الشمالية لآشور، واخيرا لجا احد زعمائهم المدعو (بارتاتو) الى (المانى) خوفا من الكيمريين حيث اتفق ضد (سباكا=اشباكا) وضد (كاستاريت) اعني ملكي السيت وكاسكاشى ... * ويقول (هيرودوت) ان بارتاتوا هذا ان هو الا (بروتوتيوس)والد (مادايس)،وهو الذي استولى بعد فترة من الزمن على جميع بلاد سوريا حتى حدود مصر وخربها فعينه الملك الاشوري بدلا عن (سبكا= سباكاي)المغلوب على امره .ملكا وقائدا على جيوش السيت بارمينيا والماناي .(مستر هول .ص 497). * يقول العلامة محمد امين زكي بك في مجلده (خلاصة تاريخ كورد وكوردستان) : ان السيثيين ابتداء من القرن السابع عشر قبل الميلاد اخذوا يشنون الغارات على مملكة آشور للنهب والسلب . فاضطر الآشوريين في عهد (اسرحدون) الى ان يعقد معهم معاهدة صداقة وحسن جوار،وبذالك تمكنوا من المحافظة على بلادهم حتى القرن السابع عشر . غير انه في سنة (625 ق.م) تحالف الملك (نبوبو لاصر) والذي كان واليا على بابل من قبل الحكومة الاشورية مع الميديين بعد ان اعلن استقلاله وملكيته في بابل، فلما راى ضعف الحكومة المركزية وفساد ادارتها انتهز الفرصة فاعلن استقلاله، ولم يكتف بذالك فقط بل تحالف مع اعدائها . اي (الميديين والسيتيين) ضد الاشوريين، فاقضى الى نشوب حرب طاحنة في سنة (616 ق.م) ودامت معاركها الى سنة(612 ق.م) حيث قضي على الدولة الاشورية نهائيا وخربت مدينة نينوة العظيمة .. * تحالف الجيش السيتي والميدي واتحادهما لم تكن في البداية هناك علاقة قوية بين السـيتيين والميديين حـسبما يذكره المـؤرخون والتـاريخ القديم لكن الـسيتيون آنذاك كانوا مـستقلون بإمارة لوحـدهم والتي كانت تـدعى (الإمارة السيتية)2 وأيضا كان للسيتيين جيش قوي عرمرم ذو شراسة فائقة ومن الصعب مواجهته، حتى ان تحالف الآشوريين مع السيت في ذاك الوقت لم يكن الا خوفا ورهبتا من الهجمات السيتية المتكررة على حدود اشور مما ادى هذا الضغط من الجيش السيتي الى ابرام الاشوريين مع السيتيون معاهدة صداقة وحسن جوار التي تحدثنا عنها سابقا.. . أما فيما يتعلق بالميديين * يقول ابو التاريخ (هردوت) المؤرخ اليوناني : ثار الميديون الذين كانوا خاضعين للآشورين في معركة حامية الوطيس دارت رحاها بينهم وبين الاشوريين . *و يقول (مسترهول) في كتابه (تاريخ الشرق الادنى القديم) (ص 511) انه حدث في اواخر عهد الملك الاشوري (ناصر بانيبال) ان احتشدت جيوش (كي اخسار) مع العشائر المتحدة المسماة (اوممان – ماندا) المؤلفة من الجنود السيتيين والماني وكيممري ارمينية والعشائر الكردية في جبال الجودي وزحفو على (نينوى) عام (626 ق.م) ولاكنهم لم يتمكنو من الاستلاء عليها . * ويقول (هيرودوت) ان (فرائوت) الميدي زحف على بلاد اشور عام (634 ق.م) ولكنه عاد منها مهزوما وفي عام () حاصر مدينة نينوى ولكنها امتنعت عليه فعاد الى بلاده بسبب هجوم السيت عليه بقيادة (مادايس) قائد جيوش السيت . و يتابع (هرودوت) القول : إن (كي اخسار) لما نما اليه، اثناء هجومه الاول على (نينوى) نبا اجتياح (السيت) لبلاد ميديا قفل راجعا الى بلاده على جناح السرعة ليتولى بنفسه الدفاع عنها ضد المغيرين عليها، ولكنه غلب على امره امام عدو قوي الشكيمة، بارع الحيلة، فخضعت (ميدية) ثمانية وعشرين عام للقبائل السيتية . وكان كي اخسار يعمل طيلة هذه المدة على تخليص بلاده من براثين هذه االقبائل حتى هداه تفكيره وبعد طول انتظار وفارغ صبر، إلى حيلة رائعة انقذ بها عرشه ومجد بلاده، فقد نجح في القبض على زعماء هذه القبائل، فانفاهم عن آخرهم، فخلا له الجو، واخذ يطارد المحتلين حتى طهر البلاد من شرهم واستعمارهم .وبعد ان اعاد (كي اخسار) الى ميديا استقلالها المسلوب، استانف زحفه شطر(نينوى) وحاصرها من جديد ,وكان (كي اخسار) لم يعتوره وهن، ولم يتطرق إليه اليأس في الاستيلاء على (نينوى) مهما كلفه الامر، ورغم انها امتنعت عليه في هجومه الاول عليها، فاعاد الكرة وشن عليها هجوما عاتيا، ثم ألقى عليها حصارا منيعا، ولما راى ببعد نظره وثاقب فكره ان المدينة مازال الاستلاء عليها صعب المنال اخذ في تكوين جبهة قوية تستطيع بها قهرها، فبدا يساوم بعض القبائل السيتية التي كانت تشد ازر الاشوريين وتقف الى جانبهم، وقد نجح في اغرائهم بنهب وسلب بلاد آشور الغنية وما سيعود اليهم من هذه الأسلاب والغنائم فتألبوا على الآشوريين وهرعوا إليه معلنين انضمامهم الى جانبه . كما انضم اليه جيش بابل تنفذا للاتفاقية التي ابرمت بينهما، وبهذا وفق كي اخسار في تكوين جبهة متحدة من الجيشين الميدي والسيتي والبابلي يدحر بها المدينة العاتية. إذا هل يمكن إن نعتبر أن اتحاد الجيش السيتي مع الجيش الميدي كانت بمثابة الخطوة التاريخية لبناء امبراطورية كردية على انقاض الامبراطورية الاشورية التي اذاقت الكرد وشعوب المنطقة الكثير من الظلم والويلات انذاك, ويجب أيضا الإشارة إلى الدور الكبير والاستراتيجي للسيتيون الذين كانوا حلفاء الحكومة الاشورية والذين كانوا دائما في وجه طموحات (كيخسرو) الميدي الذي كانت محاولاته في الاستلاء على (نينوى) دائما تبوء بالفشل بسبب اعترتض السيتيين له ,أما (نينوى) فبدات بالتعرض للهجمات والضربات المتكررة القوية من الجيوش الكردية المتحدة السيتية والميدية ومن الجيش البابلي فكانت نتيجة ذالك هو عدم قدرة (نينوة) الصمود أمام تلك الجيوش التي ذاقت الآشوريين الويلات وهكذا فلم تستطع الصمود في وجههم طويلا مما أرغمت على التسليم، وبهذا سقطت في ايدي الحلفاء في شهر (آب = يوليو) سنة (612 ق.م) من نفس العام وقد هزتهم نشوة الفرح بعد الاستلاء على هذه المدينة العظيمة وبعد هذا النصر العظيم والمجد التليد، وعلى اثر هذا الحدث المفجع لم يطق (سن – شار – ايشكوم) الآشوري صبرا على فقدان نينوى فاحرق نفسه ومن معه من خدم وحشم بالنار, وكان بذلك نهاية الامبراطورية الآشورية وبداية للإمبراطورية الكردية الجديدة وأيضا بداية ليوم جديد في تاريخ الكرد فاندلعت النيران فوق قمم الجبال فرحا بالنصر وتعبيرا للتخلص من ظلم الإمبراطورية الآشورية وبقيت هذه النيران حتى يومنا هذا رمزا للنصر والحرية، وأصبح هذا اليوم من تاريخ كل عام يعتبر العيد القومي للكرد والذي يسمونه عيد (نوروز= نه روج) ....
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |