السياسة .... والمراهقة

 

نبيل تومي

romeel5@gmail.com 

بعض الناس يكبر، دون أن يمر في فترة المراهقة بسبب ظروف نشأته الخاصة التي قد تكون ماديه أو سياسية أم جراء فاجعة المت بالعائلة، جعلتهُ يتجاوز مرحلة مهمة من حياته؛ دون الحصول على بعض الخبرة والتجربة التي تخص تلك الفترة من فترات النموأوالتطورالبشري الطبيعي . فتلغى مرحلة على حساب أخرى، او قد يختزلها ليدخل مباشرة سّن النضوج (وليس كل من يحرق الـمراحل ناجـحاً في بناء شخصيته) إلا في حالات خاصة جداً، بعبارة أخرى فأنه من الضروري المرور والعيش في مختلف تلاوين وأشواط الحياة المتتابعة من أجل التطورالأنساني الطبيعي، كالطفولة والمراهقة والشباب ثم الرجولة، أرتقاءً الى ذرى الرشد والحكمة والسداد ......

 ويبقى البعض يراوح في طور المراهقة حتى وأن تجاوزالسنوات بل العقود من عمره وهذا للأسف، ولسوء طالـع الشعب العراقي، ما يصاحب اغلب الأحزاب السياسية والدينية العراقية وقادتها التي بقيت في طورالمراهـقة ولم تخرج منهُ بعدُ، ولعلهم لا زالوا (يحـبون) ولم يتعلموا السير المتزن والواثق من نفسه وهذا مما يجعلهم يترنحون و يتأرجحون في مكانهم خائفيين مرتعبيين من الوقوع في الأخطاء.... أن المجريات والأحداث والتأريخ المرعب الذي مورّس على العراقيين لم يعطِ اية دروس وعبراً للجميع كي يرتفعوا الى مستوى المسؤوليات التي هي أكبر من أستيعابهم.

كفى لقد أتعبتنا بعض الأحزاب المراهقة والطفيلية، أن الوقت العصيب لايستوعب المراهقيين والطفيليين وأنصاف السياسيين والمتسيسين من رجال الدين المتسلطين من أصحاب الميليشيات، فنحن لا نسمع بجود أي نوع من انواع ميليشيات لأي قادة دينيين أخريين، عدا حركات الأسلام السياسي والتي تسيء أكثر لهذا الدين مما تبنيه.  

 إن الوقت الراهن يحتاج الى رجال بالغيـّن وناضجين حكماء أكفاء تجاوزوا سنوات المراهقة السياسية والطفولة، ولهم من الخبرة والباع الطويل في الحياة المستقرة والهادئه وقد قرأوا التأريخ بشكل عقلاني يستخلصون منه العبر في ميزاته الحسِـنة وينشئون عليه مـا هو مشترك ونافع لجميع العراقيين في التطبيق العملي، وهذا مـا يجعلهم يظهرون بمظهرالأكفاء من ذوي المقدرة في أتخاذ القرارات السياسية الحاسمة التي تدخل التاريخ من بابه الواسع، وليس كما يحدث الآن في تطبيقات كثير من الأوامر التي تصدرمن بعض مراهقي السياسة وأصحاب النفوذ، والتي لاتخدم سوى المصالح الضيقة الأفق، الحزبية والطائفية .

 تلك لعمري هي المراهقة السياسية بعينها!!!.

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com