الخلفاء.. وهنا أقصد/ الخلفاء الراشدون ـ رضي الله عنهم ـ لم يكونوا خلفاء فقط أي بعبارة أخرى قد يتصور أحدهم بأنه الخليفة كان حاكماَ بالمعني التقليدي ، يجلس على كرسي الحكم وتأتيه ألأموال والزكاة والضرائب من كل صوب وبالتالي عمله الوحيد أن يتصدر الديوان ويستقبل الضيوف ويتناول أفخر والذ طعام وحوله الجواري ويصلي صلاة الجماعة وهذه هي كل واجباته!!.

خلفائنا/ رضوان الله عليهم كانوا يعيشون عيشة الزهد حالهم حال أي فقير من الناس العاديين في المأكل والملبس والتصرفات وألأختلاط بالناس.. لا الحرس الملكي ولا السلطاني ولا الحرس الحديدي والخاص... أطلاقاَ كان يتجول ومن غير خوف أو تردد..لم الخوف؟؟؟.

من واجبات الخلفاء أنهم كانوا يصلحون بين الناس.. أي قضاة.. ولكن أي قضاة؟؟؟ يحكمون بالعدل ولو على أنفسهم.

سمعت وقرأت عن العديد من القرارات العظيمة والعادلة عن سيدي ومولاي/ ألأمام علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه الكريم ـ ولكن تبقى هذه الحالة لاتفارقني بسبب عظمة وسلامة عقل مولانا.. واليكم الحكاية :

كان هناك ثلاثة رجال يملكون 17 جملاَ بنسب متفاوتة.

فكان ألأول يملك نصفها، والثاني ثلثها، والثالث تسعها.. ولم يجدوا طريقة لتقسيم تلك الجمال فيما بينهم!!!.

وحسب النسب يكون التوزيع كالأتي:

• ألأول يملك 17÷ 2 = 8,5 جمل.

• الثاني يملك 17÷3 = 5,67 جمل.

• الثالث يملك 17 ÷ 9 = 1,89 جمل

ياترى كيف سيتصرف ألأمام ـ كرم الله وجهه الكريم ـ في هذه الحالة؟؟ ولابد من أيجاد صيغة ليأخذ كل واحد منهم نصيبه دون أن يغدره ألأخران!!.

هنا فكر قليلاَ وقال :

ـ هل لي بأضافة جملي الى القطيع؟؟؟.

فوافقوا.. ولكن بعد أستغراب شديد.. ياترى لماذا تبرع ألأمام بجمله؟؟؟.

هنا أصبح المجموع/ 18 جملاَ.. وحينها قام بالتوزيع وكالآتي:

ألأول يملك 18 ÷ 2 = 9 جمل.

الثاني يملك18 ÷ 3 = 6 جمل.

الثالث يملك 18 ÷ 9 = 2 جمل.

ولكن الغريب في الموضوع أن المجموع النهائي للجمال يكون 17 جملاَ.. فأخذ كل واحد منهم حقه.. وأرجع ألأمام جمله الى نفسه!!!.

يالعظمة عقلك السليم يامولاي وياسيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب... هكذا حكم عادل وإلا بلاش!!!.

الزبدة/

وأنا أطالع هذه الفلسفة والحكمة في الحكم.. أتأمل وأسرح مع نفسي وأقول :

ياترى لماذا لايتعلم السادة المسؤلون من عظمة خليفة الرسول/ ص..؟؟ في كل يوم وفي زمن العولمة حيث الحاسوب ألألكتروني وعشرات العلماء وآلآف المختصون في علوم ألأقتصاد والرياضيات والتجارة والمحاسبة ومع ذلك وفي كل يوم تختفي ملايين الدولارات!!! عجيبة؟؟؟.

تدرون ليش؟؟؟.

لكون العلة بالرؤس الكبار الذين أذا كانوا (موحرامية) فلا يتعب نفسه ليسأل ويستفسر ويتابع ويحاسب.. نعم بذلك ستختفي المليارات بدلاَ من الملايين؟؟؟ نعم لذلك نرى شعب يملك أكبر أحتياطي البترول في العالم ويعتبر من أفقر شعوب العالم.. مطاردون مهجرون في أنحاء المعمور؟؟؟ و آسفاه على هذه الحالة!!.

هل ترضى ياسيدي ومولاي بهذا الوضع؟؟؟.

وهل تعرف:

•  ماذا يأكلون الحكام؟؟؟.

• ماذا يلبسون الحكام؟؟؟.

• ماذا يركبون الحكام؟؟؟.

• كم هو رواتب الحكام؟؟؟.

• كيف يحكمون الحكام؟؟.

• كيف يتصرفون الحكام؟؟؟.

• كيف يعاملون أبناء شعوبهم الحكام؟؟؟

 أحلف بسيفك/ ذوالفقارالبتار.. وبعقلك السليم وبقوتك الجبارة و بفصاحة وببلاغة لسانك وجمال وجهك وخلقك الرفيع وشجاعتك وكرمك.... والله والله والله كل المسؤلون في واد وأبناء شعبنا في واد أخر... هل يرضيك هذا ياسيدي ويامولاي أمير المؤمنين  وناصر الفقراء والمحتاجين؟؟؟.

مليارات تسرق في وضح النهار.. أطفالنا مرضى لايجيدون ألأدوية... أطفال رضع يموتون بالجملة بسبب فقدان الحليب.. شيوخنا أصبحوا (عزيز قوم ذل).. نعم ، بعد أستشهاد من كان يعيل العائلة تراهم باعوا حتى أبواب دورهم للحفاظ على كرامة ألأسرة... أين الكرامة يا...علي؟؟؟؟.

صورتك في كل ألأماكن... العبرة ليست بوجود الصورة.. العبرة أن نتعلم شيئاَ من أخلاق وعظمة ونبل وشهامة وشجاعة وتواضع صاحب الصورة!!!.... اليس كذلك يا مولاي يا أمير المؤمنين؟؟؟.

العودة الى الصفحة الرئيسية