|
الشباب بين الغفلة وأزمة وعي المرحلة
القسم الثقافي مؤسسة اليوم الموعود الثقافية الكوفة العلوية المقدسة لا شك في إن الحقبة الزمنية التي يعيشها الشباب اليوم هي ليست نفس الحقب الزمنية السابقة بطبيعة الحال بل هي مختلفة تماماً وهذا واضح لكل من يتابع الساحة الاجتماعية وخصوصاً في العراق وبالتحديد هذه الفترة فانه سيلاحظ مدى سيود ثقافة الانحلال والتفسخ الخلقي التي أصبحت ظاهرة خطيرة يشهدها الشارع الاجتماعي نتيجة لارتفاع عوامل الإغراء والانحراف وانخفاض عوامل التوعية والإرشاد, ولعل هذه الأمور المؤسفة التي تحصل هي عبارة عن محصلة طبيعة لمجموعة أسباب لعبت دوراً أساسياً في تغيير مسارات ثقافة الشباب ومنها: 1- الغزو الثقافي والفكري إلى جانب الغزو العسكري والذي يتمثل بالاحتلال المقيت وما افرزه من نتائج سلبية على هذا المجتمع المسلم و(طبقة الشباب أول من يتأثر بذلك), وما يستعمله من أسلوب تصدير ثقافات منحطة بالإضافة إلى سياسة التخريب والتفريق وزرع بذور الطائفية والحقد . 2- بروز ثقافات وفلسفات غريبة وجديدة على الساحة العراقية متمثلة بأحزاب ومنظمات وحركات ومؤسسات وهي تسعى لكسب الطاقات الشبابية في المجتمع وتثقف لأهدافها من باب حرية الرأي وتعدد الأطياف وبالتالي العمل على توطيد أفكارها وترويج أطروحاتها باعتبارها نظام جديد قائم على أساس المصالح المشتركة وبتوافق وجهات النظر والتي قد تنسجم إلى حد ما مع المصالح العليا للغرب وللسياسة الأمريكية المتنفذة في العراق والمنطقة . 3- قلة الاهتمام بالوازع الديني وانحسار دور الكيانات والمرجعيات المتبنية لنشر أحكام الإسلام وتعاليمه والتي اكتفت بمجتمعات محدودة وطغى عليها طابع المصلحة الشخصية وإهمال المصلحة العامة من قبيل الخوف أو الطمع بالعيش مما سبب ذلك ابتعاد المجتمع عن جادة الشريعة وفقدان الثقة بمن يراهم أهلاً لتحمل المسؤولية , فبدأ التفكك بالأسرة وانتهى بالمجتمع . 4- تجنيد الخطاب الديني لصالح العمل السياسي واتخاذ ذلك علماً وشعاراً الأمر الذي جعل ذلك الخطاب فارغاً من محتواه الأصيل في بلورة توجهات المجتمع نحو الهدف الأساسي الذي وجدت لأجله البشرية والابتعاد عن خط الرسالة الصحيح. 5- العامل التقني والتكنولوجي وتطور وسائل الإنتاج وتوفر أدوات الانتقال والاتصال السريع بمعنى استغلالها استغلالاً غير صحيح واستهلاكها لموارد غير مثمرة ولا مجدية إلا بالضرر على ثقافة المجتمع وانحلاله وصهره في بوتقة الحياة المادية البحتة التي لا تتعامل إلا مع المحسوس أي البعيدة عن عالم الروح والمعنى . وبالتالي انبهار اغلب طبقات المجتمع وخصوصا (الشباب) بثقافة الغرب والتيه في ظلماته, بالإضافة إلى طابع الديناميكية والتسارع الكمي والنوعي على مختلف الأصعدة والتي تنعكس إشعاعاتها البنفسجية وتترتب آثارها الوضعية على شباب المجتمع. فيا شبابنا الأعزاء إذا أردتم التطور فعليكم بتطور العلم والفكر والمعرفة والآداب كما تتطورون في اختيار الموضات في الملابس والحلاقة والأجهزة النقالة وغيرها بكثير.. واعلموا بان الالتحاق بركب العولمة الجديدة سيكلفكم الكثير وسوف تعرفوا النتيجة عن قريب, وان هذا التطور هو منقوص و(اعور) لأنه يمثل جانب النفس وهو الكف الثاني للميزان ويبقى الكف الآخر وهو العقل فارغاً - لو صح التعبير- فإذا رجحت كفة النفس على العقل في الميزان فاعلموا أنكم إلى ويل وخسران وعندها لاينفع الندم ولا يرجع الزمن . فالمطلوب منكم هو الوعي والحذر لمثل هذه المرحلة الخطيرة وإدراك المخطط الخبيث الذي خططت له الماسونية العالمية لتحطيمكم وانهياركم أمام بهارجها لكي تبقى وحدها في الميدان بلا منازع .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |