|
الاضراب عن العمل او الاعتصام امام مجلس الرئاسه او مجلس البرلمان او مجلس المحافظه يمثل الشجاعه والتحدي والاراده القويه للشعب أوالمؤسسه التي تطالب بحقوقها، وهو حق من حقوق الانسان يجوز له ممارسته والمطالبه بالحقوق من خلاله, وقد اقرته الامم المتحده ودعمته الكثير من المؤسسات العالميه الانسانيه . ان الهيئه التدريسيه العراقيه ستقوم يوم غد بالاعتصام والمطالبه بحقوقها الانسانيه والمشروعه بزيادة الرواتب الحاليه التي يتقاضها المعلم او المدرس والتي لاتسد حاجاته الاساسيه من الطعام والشراب فضلا عن شراء السكن اللائق به او تأثيث البيت وتجهيزه بكافة اللوازم المنزليه . ان المرء عندما يدخل الى بيته ويجده نظيفا ومجهزا بما يحتاجه الابناء من الماء والكهرباء والتلفاز والحاسوب اضافه الى تجهيزات المطبخ والمواد الغذائيه طبيعي ينشرح صدره ويدخله السرور وهذا يساعده على انجاز عمله بصوره صحيحه ويحثه على العمل ليل نهار من اجل خدمة الوطن والانسانيه، وبالعكس لو شاهد المرء نواقص بيته وعدم توفر لقمة العيش فأنه ينتقم من الواقع ويشعر بالألم والحزن وهذا يقعده عن عمله الذي يحتاجه الجميع ويجعله يعيش حالة الوحده واليأس او يعيش حالة الانتقام لكل من يقف في طريقه، وهذه طبيعة النفس البشريه التي يقول عنها الامام زين العابدين عليه السلام (الهي اليك اشكو نفسا بالسوء أمّاره ان مسّها الشر تجزع وان مسها الخير تمنع). ونحن نعلم ان الرواتب العامه للموظفين والمعلمين ضعيفه ولا تكاد تسد حاجة المواطنين، لان النفس الامّاره التي يمتلكها الحاكم العراقي منعت توزيع الثروات على الشعب . وبقي الشعب يعاني من حالة الفقر التي ادت به الى العجز وعدم مواصلة المطالبه بحقوقه، ولكن المثقفين والاساتذه والعاملين المخلصين للشعب ابدوا استعدادهم لمواصلة المسيره والمطالبه بحقوق المواطن المهظومه .. لقد دعا ممرضوا وممرضات جمهورية فنلندا قبل شهر الى اضراب عن العمل او تقوم الدوله بزيادة الرواتب فقامت الدوله بالرد على الممرضين والممرضات لا حاجه للاعتصام والتظاهر واستجابت الدوله لمطالبهم ولكن شرطت الحكومه عليهم ان يكون يوم الاعتصام الذي خصصه المعتصمون يوم عمل في المستشفيات فأبدى المعتصمون ارتياحا شديدا وبالفعل داوموا في ذلك اليوم وصادف يوم السبت وهو عطله رسميه مع يوم الاحد لجميع مرافق الدوله. وهكذا قبل الجميع بهذا الحل المرضي لكل الاطراف علما ان الحكومه طلبت العمل من الممرضين فقط في ذلك اليوم وليس كل يوم سبت ماعدا خفارات المستشفيات والطوارئ فأنها تعمل ليل نهار . ان هذا الاجراء التي اتخذته السلطات الفلنديه مع المضربين عن العمل يذكرني بعمل رسول الله صلى الله عليه وآله مع اسرى غزوة بدر حيث امر رسول الله (ص) باطلاق سراح كل اسير يعلم عشرة من ابناء المسلمين . ان الاعتصام والاضراب عن العمل من أجل المطالبه بالحقوق او استعادة الحقوق المهظومه يعيد الواجهه الحقيقيه للديمقراطيه والوطنيه والانسانيه وحتى الاسلاميه، لان الاسلام لايرضى بالظلم وهو اول من عادى الظلم واعتبر الظلم ظلمات يوم القيامه واعتبر الظالم مستبدا غاشما وله الخزي في الدنيا والعذاب في الآخره . ووضع العدل بديلا ووضع القانون والنظام والمنهج والسلوك المنظم والتكافؤ والعلم قيما وتعاليم سماويه وانسانيه جاءت من اجل سعادة الجميع . نرجوا للاساتذه النجاح في حياتهم ومواصلة التدريس لابناء الوطن الغيارى مهما كانت الظروف صعبه وقاسيه لان مهمة التعليم هي مهمه مقدسه ورساله انسانيه لصنع الاجيال الواعيه والمثقفه والتي تساهم في بناء مستقبل الوطن المشرق انشاءالله . احب ان انقل هذه الفضيله التي زرعها الامام الحسين عليه السلام في صدور المعلمين وجعلها اسوة لكل الحاكمين ان الامام الحسين عليه السلام مر على مدرسه فسمع المعلم يعلم التلاميذ ومن ضمن مايعلمهم دروس في تعليم القرآن الكريم فارسل الامام الحسين عليه السلام على المعلم واكرمه بحله قيمتها الف دينار ذهب وملأ كمه اي ملأ يده در وجوهر ودنانير من ذهب وقال له خذ بارك الله لك فيه وبارك الله لك في سعيك ولك في الآخره خير من هذا. لقد علمنا رسول الله والائمه المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم كيف نتعامل مع العلم والمعلمين والمفكرين لان العلم قيمه انسانيه وثروه وطنيه، وتعرف الدوله برجالها ويعرف الرجال بعلمهم وكلما ازداد عدد العلماء والمفكرين في الدوله ازداد الوعي وعمّ السلام واندحر الباطل وانخذل العدو وكثر الاصدقاء واطمأن الناس واستقر الامن وتحسنت الاوضاع الاقتصاديه والاجتماعيه والسياسيه .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |