|
يشار لجمال بلد ما بجمال طبيعته أولآ ثم جماليات سلوك شعبه ومعماره ويمتد ذلك للتوغل بتأريخه، لايخفى على أحد إن العراق فيه وفره مائيه ,كامنه، في جوفه وعلى سطحه يجري نهران تتناقص وارداتهما بأستمرار بسبب توسع حاجات الأتراك والسوريين ولست هنا بصدد مناقشة موضوع المياه من حيث نوعيتها وكميتها وتوزيعها لأن ذلك موضوع آخر وإن كان له علاقه بالتشجير والبيئه و له مقام آخر ... هناك مشاكل لابد من تشخيصها ,أو صفات، في بيئة العراق وهي إن العراق بلد حار وجاف عمومآ وأرضه صحراويه في معظمها وهناك الرمال المتحركه بفعل الرياح، مدنه أعتبارآ من بغداد ونزولآ للبصره تعاني وبشده من أرتفاع المياه الجوفيه بسبب سوء الأستعمال والتصريف وهذا يمثل تهديدآ جديآ لصحة البشر وسلامة البناء و إلغاءآ لأراض زراعيه واسعه . الشجره هي وحدة تكوين الغابه وليست بالوحده الوحيده لأن الغابه نظام أيكولوجي ,بيئي، متكامل ففيه الشجيرات والنباتات المختلفه وبقية كائناته الحيه وتكوين تربته المختلف عن الأرض العاريه ...الخ، ماأقصده هنا هو ليست شجيرات الفاكهه أو أشجارها والموضوع لايقصد أيضآ نباتات الزينه بل خلق مساحات كبيره من الأشجار الغابيه التي تقي من الرياح وتلطف المناخ وتحفظ توازن معين من الرطوبه في التربه وتقلل من سقف أرتفاع حرارة الصيف اللاهبه وتوفر الأوكسجين مقابل أمتصاص ثاني أوكسيد الكاربون وزيادة أمكانيات السياحه وأنتاج الأخشاب ...الخ، بمعنى آخر فوائد جمه لايزال العراقي عمومآ وللأسف بعيدآ عن التحسس لهذا الموضوع خاصة وإن أي جهود ستبذل سوف لن تكون لها نتائج قبل عشرين أو ثلاثين عامآ . لنأخذ مشكلةالمياه الجوفيه في الحله وكربلاء ومحافظات أخرى دون شك، المياه الجوفيه قريبه من سطح الأرض وعلى وشك أن تطفو على السطح وحاليآ بناء هذه المدن مهدد بالتآكل بأساسه وبالأنهيار ...نعم هناك طرق هندسيه تقليديه ولكنها تبقى مكلفه جدآ ولاتفي وحدها بالهدف بينما زراعة أشجار عريضة الأوراق تسحب الماء وتفقده للجو بعملية النتح وتحسين المناخ بسبب ذلك لهو حل مثالي لهذه المشكله من المؤسف أن لايفكر فيها إلا من البعض ومن الصوت الغير مسموع ولا يتصدرون دفة القرار أو المشاركه بصنعه، هذا نموذج لمشكله كبيره مع حل لايخلو من طابع جمالي يضاف للمدينه عدا فوائده الأخرى التي ذكرتها أعلاه .. كان كاتب السطور قد وجه نداءآ لتشجير مقبرة النجف لأنها ملاذ أعزاءنا وملاذنا أيضآ يومآ ما، هناك زوار وهناك قدسيه للمكان ولايجوز تركه كصحراء حزينه تضيف حزنآ للزائر الحزين أصلآ، كان الأجدى تحويلها إلى جنان عدن وحدائق خلابه لتقضي العوائل الزائره وقتها دون لهيب شمس ورمال والتعرض للعطش دون مبرر والأمكانيات موجوده ولا داعي لتسويف الموضوع بخبر مبتور عن قرر فلان أو علان المباشره بكذا وكذا ودون تخطيط حقيقي وتنفيذ دقيق وينتهي الموضوع ويطويه النسيان حتى إشعار آخر ...المطلوب مشروع متكامل وتنفيذ بطريقه مسؤوله والمشروع لاتقل فترة تنفيذه عن خمسة سنوات وبمبلغ لايقل عن خمسين مليون دولار وليس بضعة شتلات وهوسات بالروح بالدم ! مارأيته في فرنسا خصوصآ وعلى مدى ربع قرن هذا التنوع في الأشجار ,خاصة الحدائق المنزليه، وأجملها جاء في القرنين السابع عشر والثامن عشر عن طريق تجار فرنسيين لم تكن مهنتهم تجارة الأشجار أبدآ ولكنهم لاحظوا جمال هذه الأنواع في سفراتهم للصين وشرق آسيا وأمريكا الجنوبيه وقرروا أن ينقلوها لبلادهم التي تستحوذ على قلوبهم وكان ماكان من جمال يضاف إلى جمال، أين منهم تجارنا سوى تقديم الأغذيه السامه لأهلهم والمواد المغشوشه؟؟ أين الثرى من الثريا؟ يتكاثر سكان العراق بسرعه فلكيه تتجاوز أفضل خطط التنميه التي ممكن أن توجد في العالم ولسنا بصدد الحديث عن حصة العراقي غدآ من الغذاء والتعليم والعنايه الصحيه وكل المجالات بل لنتحدث فقط عن الأرض !...سكان العراق يتكاثرون محشورين في مابين الرافدين خصوصآ والأراضي الزراعيه تتناقص بينما الصحراء الغربيه تكفي لو تم إستغلالها لثلاثين مليون نسمه ولكن بعد الأستفاده من المياه الجوفيه فيها وتشجيرها وأقامة المدن العصريه مع وسائل الطرق الحديثه لتربطها مع بقية العراق فهل من مستجيب ؟ على الأقل إقامة مركز دراسات جاد ولم لا مع مكتب تخطيط وآخر للتنفيذ مرتبط بالوزارات المعنيه بهذا الشأن .. عودآ على بدء لموضوعنا، لاحياة بدون مياه ولا حضاره بدون تفكير وعمل وبناء وتشجير وللموضوع بقيه
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |