|
بعد كل هذه الضجه الاعلاميه الحادّه حول تحسن الوضع الامني وانقطاع الانفجارات والمفخخات والانتحاريين من العراق الجريح وعودة الحياة في بغداد وضواحيها وباقي المدن المحيطه بها، وتهللت اساريرنا وفرحنا لفرح شعبنا ودعونا الله بالامن والعافيه للشعب الذي مازال يئن من عمق جراحه ومن شدّة فقره ومن هول المصائب التي تحيط به ومن المستقبل المجهول لحاضره ومستقبله وخصوصا مستقبل الاجيال التي عاشت في ضل الاحتلال والارهاب وانطبعت صورة الارهاب والقتل والدمار في اذهانهم. ان الاعلام العراقي الرسمي الذي رسم صورة العراق اليوم للعالم وكأنه روضه من رياض الجنه او دوله اوروبيه نالت جائزة النظافه الدوليه او اختيرت عاصمتها لفرط جمالها وروعتها ونظامها تحت اسم (عروس العواصم) كما فازت بها فينا عاصمة النمسا لعدة سنوات وفازت بها ايضا ستوكهولم عاصمة السويد . وهكذا تتبارى دول الغرب بالنظافه وتطبيق القانون والاهتمام بالمواطن اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. ان الدوله في الغرب ترصد حاجة المواطن الاقتصاديه وتكاليف الطلبه الدراسيه وتحرص على انشاء جيل واعي ومثقف يحب وطنه ويخدم وطنه ويقدم له كل مايستطيع تقديمه من العلوم الاساسيه التقنيه او الاقتصاديه او السياسيه.. ليحافظوا على كيانهم وسيادتهم ومعتقداتهم ودولتهم ومواطنهم بشتى الوسائل والسبل الكفيله بحفظ شعوبهم وتطورها وازدهارها من جميع النواحي . ان الملاحظ على الدول الاوروبيه انها تعتز بالمؤسسات (لانها دول مؤسسات وليس اشخاص) وتهتم بالاقتراحات والاطروحات التي يقدمها الاعلام الرسمي وغير الرسمي وتدعم كل ما هو جديد وفيه فائده للجماهير ومصلحه للجميع، لانها تبتغي من وراء هذا ضم الاصوات الجماهيريه لصالح النظام العام وهذا يساعد على توفير الامن واستقرار الوضع من خلال الثقه المتبادله بين الشعب والحكومه . ومع كل هذا الاهتمام الحكومي بالشعب وتفقد كافة مرافق الدوله وعدم وجود اي خلل في آلياتها وبنيتها واقتصادها، ولكن نحن نرى ان الاعلام الرسمي وغير الرسمي ينتقد الاداء الحكومي ويصفه بالسلبي والضعيف والمتباطئ في عمله، وغير ملبي لحاجات الشعب ويطالب الدوله بالمزيد من العطاء للشعب الذي يقف وراء الانتخابات والشعب الذي يتصدى للطغاة والجماهير التي تدحر الاحتلال . لانه مهما عملت الحكومه للشعب تبقى مقصره مع الشعب، لان الشعب بمثابة الأم التي حملت وليدها وتكفلت برضاعه حتى بلغ اشدّه لانه يشعر انه مدين للأم مدى الحياة لانها سبب حياته وتربيته والتي ضحت من أجله بصحتها وكيانها وحياتها وكل ما تملك ووفرت غذائه من دمها وروحها، ونحن نعلم اننا لا نستطيع الوفاء للأم ولا حتى لزفره من زفرات طلقاتها . ان الجماهير هي أم القاده وأم الحكام وسبب علوهم ورفعتهم، فماذا يستحق الشعب من ولده وابنه البار غير الخدمه والعطاء اللامحدود والتضحيه من اجله، وأيصال هذا الشعب الى اعلى حالات الرفاه والنظافه والصحه والخدمه الجليله وصرف الرواتب التي تليق بمكانته وتضحياته وتسد حاجاته الخدميه والمعيشيه والصحيه والسكنيه وتوفر له راحته واستقراره، وتساعده الكف عن الطلب ليعيش حرا كريما مستقرا محافظا على شموخه وعلو همته ويشعر بوجوده انه عضو فاعل بين الجماهير الفاعله والمؤثره في حفظ الدوله والقانون والسياده . لا يخفى على أحد ان العراق دوله محتله وضغوط الاحتلال كبيره ومؤثره في أعضاء الحكومه ولا تستطيع الحكومه عمل شيء من ارادتها الاّ بأمر قادة الأحتلال فهم اصحاب الحل والعقد . ان في مثل هذه الحاله يجب على الحكومه ان تسمح بتشكيل مؤسسات شعبيه سواء كانت عشائريه او طلابيه او مدنيه تتبنى هذه المؤسسات كخطوه اولى الضغط على الحكومه نفسها بتقديم الخدمات اللازمه للشعب وتوفير كل المواد التموينيه ضمن البطاقه المخصصه وبدعم من الحكومه لحين تحسن الوضع الاقتصادي للمواطن واستقرار الاسعار في البلد واستتباب الامن ورحيل الاحتلال والقضاء على الارهاب نهائيا. عندما ينجح عمل المؤسسات سوف يأخذ طريقه نحو وضع الثقه بالاشخاص الوطنيين الامناء الذين هم اهل المسؤوليه والامانه وتستطيع المؤسسات الاشاده بهؤلاء الاشخاص وترشيحهم للانتخابات القادمه ضمن مؤسساتهم او كياناتهم من أجل ان يأخذوا دورهم في العمل الخدمي للوطن والمواطن . ان ما قام به اعلاميوا قناة الفيحاء قناة الجماهير خطوه مهمه واساسيه في وضع حجر الاساس لبناء المؤسسات الشعبيه المؤثره والفاعله على مستوى الشعب والدوله. ان استضافتهم لشيوخ عشائر العراق تحت اسم (عشائر نخوة العراق) لحماية البلد من الارهاب والفساد والعبث بمقدساته وكرامته, وسبب مساعد للقضاء على كل عصابات الارهاب والفساد الاداري والفساد الاجتماعي ورصد الانحرافات والتشوهات للبنيه الاساسيه الثقافيه والعلميه والامنيه للبلد, وتقويم سلوكيات المجتمع المكتسبه من فلول الارهاب وذيول البعث المنحل ومخلفات الاحتلال البغيظ . ليبقى الشعب العراقي محافظا على أصالته وسيادته وعقيدته من براثن الوثنيه والدكتاتوريه الشخصيه والحزبيه.. ليبقى شعبا آمنا مستقرا صامدا بوجه كل الطغاة .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |