|
“أيها الناس، يا أهل إيثاكا!، اسمعوا وعوا، ليحذر العشاق المعاميد ما يخبئ لهم الغيب من شر، أوشك أن ينقذف على رؤوسهم، إنَّ أوديسيوس حيّ يرزق، وإنه عائد إلى وطنه” (هوميروس - الأوديسة) سيعلن الماجدي بلسانه، في صبيحة هذا اليوم، اليوم الأكثر اشراقاً في تاريخ وطن الماء، اليوم الذي وجدت فيه برديات الحرية: يا ناس هذا الساحل، مباركة أيام الحرية. والحرية مذهبه، وطريقتي. فتعال، أخي، من أي الاصقاع أنت، ومهما كان لونك، وأيَّاً هو اعتقادك، لنؤلف سِفراً للحرية، نكتب صفحاته بدموع أطفالنا التواقين إلى يوم لا مكان فيه للسجون، وغدٍ لا دفتر فيه للجوع والخوف. يا أهل هذا الساحل، طوبى لمن خرج من داره اليوم، مسلحاً بالكلمة، متدرعاً بالسؤال، مقترناً بهيبة الفن، ومنذوراً لمصائر الشجعان. مرحباً، أيتها الحرية. ها هو ضمير الساحل، يحمل مصيره على راحة كفه اليمنى، ويقرأ على شعوب الماء والرمل مقولات العصر. الحرية مراد الهاربين من أنفسهم إلى الله الحرية دنيا الركاضين منه إليه الحرية نشيدهم في نداء: يا هُوْ مرحباً، أيتها الحرية. ليقل الرجل كلمته الآن، ولتعلن المرأة رأيها الآونة، ولينطق الطفل الحروف المقدسة، كما لو أنه ينطق للمرة الأولى باسم ابيه: حُريّة. مرحباً، ايتها الحرية. من هذا القلب إلى ذلك القلب، ومن ذلك الماء إلى هذا الماء: لا عربي إلا والحرية صنوه. مرحباً، ايتها الحرية. ايتها الراية التي لم تنكس، ولم تنتكس. العشاق المعاميد، الفقراء الأحرار، الشعراء ونظراء الكلمة، الموعودون بملاقاة تاج الزمان، المبشرون بميلاد الحق من أعالي الأطلسي حتى ذرى التيبت، امتشقوا أقلامهم، وترسوا محابر أقلامهم حبراً من سوق اشجار الفردوس، وها هم الآن في ساحات القرى، عند جسور المدن، قرب الكواكب الاثني عشر، وما بعد الثقوب السود كلها، ينشدون باسمك ايتها الحرية. مرحباً، أيتها الحرية. يا امرأتي الموعودة، وصديقتي المتمناة، وفردوسي الأخير، لم يعد غيرك سلوى، أنت الحصة ما بعد السادسة في كتاب صلواتي، وأنت تاجي الذي منه كلماتي. مرحباً أيتها الحرية، يا صورة الحق.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |