لا أريد التدخل بحديث الشارع العراقي في الخارج والداخل و الذي أصبح يٌكتب عنه في المواقع الإلكترونية بخصوص سياسات وبرامج قناة البغدادية الفضائية، والذي ينتقد انحرافها عن النهج الذي عُرفت به وانطلقت من أجله، أي يقصدون أن البغدادية في طريقها لتكون قناة مائعة، وقناة مٌشلّحة ومشلّحة( بفتح اللام وكسرها).

فالسبب الذي جعلني أكتب هذا الموضوع هو ما لاحظته في اللقاء الفني والموسيقي الذي جمع الفنان العملاق ياس خضر والملحن الموسيقي والرائد طالب القره غولي ومن شاشة قناة البغدادية الفضائية بتاريخ 21/12/2007 ، والذي كان القصد منه وعلى ما يبدو، إما الانتقاص من هذين العملاقين والقامتين الشامختين في الفن العراقي المعاصر ، أو أن هناك ضعفا في التنظيم وفي الخطة الإعلامية في قناة البغدادية، أو أن هناك نفسا مخربا في هذه القناة يريد خلط الأوراق ( ونتمنى أن الاحتمال الثالث غير موجود).

وهنا نسأل الأخوة المشرفين على القناة، وعلى البرنامج الذي قدّم حلقة اللقاء مع الفنان ياس خضر والملحن طالب القره غولي والذي قدمته مذيعة شابة ومبتدأه أسمها هبة نبيل ... ونقول لهم:

ـ هل جفّت قناتكم من المذيعين المخضرمين، ومن الكفاءات الإذاعية والفنية والتي تمتلك تاريخا ثقافيا وفكريا كي تعتمدون على فتاة مبتدأه في عمرها وتقديمها وثقافتها كي تكون هي من يستضيف فنان وملحن لهما التقدير والقيمة في نفوس العراقيين والعرب؟

ـ مالغاية من الإصرار أن تكون مقدمة الحلقة الشابة (هبة نبيل) والتي هي بأعمار أحفاد الفنان ياس والملحن القره غولي؟

فمن الناحية الإعلامية فهي لم تمتلك رصيدا ولا تاريخا كي تقوم بهذه المهمة ،مما حولت الحلقة إلى مهزلة بنظر الذين يحبون ياس وطالب لأن قيمتهم أكبر من ذلك، وحولتها إلى احتقان نتيجة ضعف الأسئلة وضعف إدارة الحلقة.

وكان الأجدر بالفنان ياس خضر أن يرفض الحضور، وكذلك كان الأجدر بالملحن طالب القره غولي عدم الحضور وحتى عندما حضرا كان يجب أن يطلبا تغيير هذه المقدمة وليكن مثلا الشاعر (عبد الحميد الصائح) لأنها انتقاص منهما، ومن عمرهما وتاريخهما الفني أن يُقدما بهذه الطريقة.

وهنا لسنا بصدد تجريح أو انتقاد الآنسة (هبة نبيل) فهي لا حول ولا قوة لها ،وهذه طاقتها وخبرتها، ولا ننسى انبهارها بأنها تقدم حلقة فيها رمز غنائي ورمز موسيقي ومن النوع الكبير، ولكن كان الأجدر بها أن ترفض المهمة، أو تعد نفسها إعدادا جيدا كي تكبر من خلال ضيفيها الكبيران.... ولكن الذي حصل أخفقت بإدارتها للحلقة وأخفقت بأسئلتها، لأنها كانت أسئلة بسيطة وسطحية، وأحيانا ساذجة، ناهيك عن البرود الذي عم الإستوديو والجلسة.

لذا فالحق على المخرج والمعد، وعلى الذي صاغ الأسئلة، وفي مقدمة هؤلاء العتب على إدارة القناة.

وأخيرا نسأل السؤال الأخير:

بربكم... هل أنتم من جزر القمر أم من العراق... فهل يُعقل يُدعى الفنان والملحن الكبير طالب القره غولي ولا يوجد هناك عودا في الأستوديو كي يعزف عليه، ويُجبر الرجل للوقوف كي يغني، وكأنه من فناني الهيشك بيشك؟

نرجو أن تتسع صدوركم لهذا النقد، وهو من أجلكم، وأرجو من الفنان ياس خضر والفنان والملحن طالب القره غولي أن لا يحضرا هكذا لقاءات غير متوازنة ومن يديرها لا تتوفر لديهم الكفاءة.

وأكرر أني لست بصدد الانتقاص من الآنسة (هبة نبيل) ....وهذا اسمها حسب ما شاهدته في نهاية الحلقة... بل أنا بصدد أن أقول لها أتمنى لك مستقبلا جيدا، ولكن هذا يحتاج للجد والعمل والدراسة والدينامكية في التقديم وعدم التخشب والغرور.

فرحماكم ... حافظوا على أذواق الناس.

العودة الى الصفحة الرئيسية