للأسف حدث ما لم أتمناه

 

غفار العراقي

gaffar_1370@yahoo.com

اعتقد ان هموم الناس وتفكيرهم بما يحصل لهم يوميا من مفاجآت غير سارة جعلهم لا يتذكرون الأيام الخالدة التي امضوا أعمارهم يتمنون تحقيقها.

نعم، لقد نسي الناس مناسبة عزيزة ومفرحة على قلوب جميع العراقيين وبني البشر عامة ، نعم نسي جميع الكتاب  ووسائل الإعلام والهيئات والمؤسسات والأحزاب والحكومة بكل تفاصيلها ، نسوا اليوم العظيم الذي افرح كل القلوب وكان بداية للسعادة التي انتظرها الجميع منذ عشرات السنين .

انه يوم 13-12  الخالد الذي كان من الواجب على الدولة العراقية الجديدة أن تجعله يوم وطني وعطلة رسمية ومناسبة لتوزيع الحلوى والمأكولات وإطلاق الألعاب النارية كل عام إلا إذا كانت تخشى من تكرار المصير  فلا تفتح بابا يأتي عليها بالويل بعد عمر طويل !

 لا أريد مخاطبة الحكومة ولا البرلمان لأنني لن اسمع الموتى أبدا  ولكني أريد أن أدغدغ مشاعركم سادتي القراء والكتاب لأنكم فاجأتموني وأحرقتم قلبي – وللسنة الثانية - بنسيانكم لهذا التاريخ الذي طالما انتظرتموه وكان أكثر من حلم بالنسبة لكم .

انه يوم إلقاء القبض على جرذ العوجة (صدام الحفرة) وهو مختبئ وهارب من انتقام الشعب الذي اعتقد الكثير انه سيكون قاسيا.

نعم ، ان هذا التاريخ لا يجب ان ينسى أو يمحى من ذاكرة كل المعذبين والمعتقلين والثكالى والأرامل والأيتام ، انه يوم الانتقام الإلهي والوعد الرباني وبشارة الصدر العظيم الذي قال لصدام وهو يرد على رسالته التهديدية : (لن تلبثوا بعد قتلي إلا أذلة خائفين تهول أهوالكم وتتقلب أحوالكم ويسلط الله عليكم من يجرعكم مرارة الذل والهوان يسيقكم مصاب الهزيمة والخسران ويذيقكم ما لم تحتسبوه من طعم العناء ويريكم ما لم ترتجوه من البلاء) حتى يقول (قد أمسيتم لعنة تجدد على أفواه الناس وصفحة سوداء في أحشاء التأريخ. ..) .

يجب ان تكون الذاكرة حاضرة في حفظ مجموعة من التواريخ المهمة والحساسة والمفرحة للشعب العراقي المهموم والذي عانى ويعاني من تذكر الأيام والتواريخ الحزينة فقط ، فلماذا لا تكون عدة أيام وعدد من التواريخ أيام فرح وأيام بهجة وأيام أعياد لشعب يحتاج للفرح بل هو بأمس الحاجة لضحكة وابتسامة تنسيه بعض من الأحزان والآلام التي تغلغلت في نفسه وعقله حتى بات العراقي رمز الحزن في العالم فالشعر حزين والغناء حزين والملبس حزين وحتى الطرفة في العراق فيها حزن عميق ، فهلا نصنع لأنفسنا مناسبات فرح  ؟!

ان يوم سقوط النظام البعثي ( شكليا طبعا) لم يكن ليذكر لولا انه تزامن مع يوم إعدام المفكر الإسلامي الكبير السيد الصدر الثاني وهذا بحد ذاته مدعاة للحزن لان يوم فرح العراقيين بالتخلص من حكم الفرد الواحد قد تزامن مع  أكثر  التواريخ حزنا في الذاكرة العراقية خصوصا ، لذا يجب على الحكومة وعلى البرلمان الذي لا يستطيع أو لا يعرف كيف يسعد شعبه أن يقوم ولو بهذا العمل البسيط الذي لا يكلفه مبالغ من ميزانية صولاغ أو شاي عبد الفلاح السوداني أو تيار كريم وحيد أو غيرها من المعاجز التي لا يقوى عليها مجاهدي الخارج والداخل ، لكننا نطالبهم بإقرار هذه التواريخ مناسبات وطنية وأعياد شعبية وعطل رسمية لان القرار ليس ملكهم وإنما للشعب الذي قاسى وعانى وذاق الويلات في حين هم متنعمون في فنادقهم اللندنية والإيرانية والأمريكية .

واليكم التواريخ التي أحفظها عن ظهر قلب لأنها شهادات ميلاد عراقية جديدة يجب أن تؤطر بالذهب والجواهر لأنها دلالة الانتصار على الظلم وتحقيق الحلم :

13-12-2005     يوم إلقاء القبض على جرذ العوجة

5-11-2006      حكم القاضي الخالد رؤوف رشيد بالإعدام على الطاغية وأذنابه

30-12-2006    تم القصاص العادل بإعدام رأس الكفر والنفاق صدام الحفرة

15-1-2007      تم إعدام المجرم برزان التكريتي والمجرم عواد البندر

 20-3-  2007   تم إعدام المجرم طه الجزراوي

العودة الى الصفحة الرئيسية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com