هدية الرئيس "السيد"!!

 

حامد اللامي

allamy1@hotmail.com

حين يتحكم السلطويون بمقدرات شعوب دول، كالعراق مثلا، تقع أيديهم على ما يملكون وما لا يملكون، فيتحول أحدهم  بقدرة قادر إلى مالك مطلق التصرف  بكل خيرات وثروات البلاد، بدءاً بمواردها الطبيعية  الهائلة التي  أنعم الله بها شعوبها، ومنها البترول الذي يشكل عصب الحياة وشريانها، والمصدر الأساس لاقتصاد دول أخرى، تسمى بلغة شريعة الغاب ولغة "القوي يأكل الضعيف" وأحدث المصطلحات "دول القطب الواحد" الأوحد الذي لا يجارى.. فيما يصبح هذا مصدر الخير هذا وبالا ً وبلاء تحل نقمته على شعوب المنطقة "العربية" فيما تنعم "الغربية" بعوائده وفوائده فتصنع منه السلاح لتفتك به بمن حباهم الله به ...بل ابتلاهم بخيرات لم يطل نائلها سوى من ابتليت بهم الشعوب من حكام  دكتاتوريين ومجرمين وظلمة، لم يكن لهم هم سوى ملء الكروش منه  حتى انتفخت. وما ترشح من فائض تلك الكروش لم يكن في عرف "صدام " مثلا سوى هدية يمن بها الرئيس الضرورة، على أبناء الشعب المسكين، والذي عاش جلهم في فقر وبؤس وحرمان. فقطعة الأرض، والسيارة البرازيلي بسعر مخفض، وتعبيد الطرق، وبناء مدرسة أو مستشفى، بل وحتى البزة العسكرية كلها كانت هدايا للرئيس الأوحد، من َّ بها من فاضل حفلات العربدة لابنه القذر عدي قبل أن يصبح نسيا ً منسياً في مزبلة التاريخ! وكأن خيرات العراق كانت حكرا ً على ابن صبحة، جرذ الحفرة النتن...

... قد يقول البعض هذا زمن ولـّى وراح وما الفائدة من تكراره واللغو فيه؟

 لا يا أخوتي وأخواتي، أقول لكم ما لا يخفى عليكم، إن ذلك الوضع لم ينته، فقد استورثه القادة والسادة الجدد، بحرفه ونصه ومضمونه، وأصروا على الاستمرار على نفس النهج  ولم تختلف سوى الأسماء والألقاب!!

أعطيكم أمثلة مختصرة جدا  : هدية (السيد ....) لأيتام العراق، هدية (الأستاذ أو الدكتور ....) للمهجرين  أو لعوائل الشهداء أو لأبناء القوات المسلحة، وبعض الأحيان تقوم بالدور نساؤهم بالنيابة النسبية!!

(خلف الله على سجودة، أم الجبناء، لم أسمع عنها يوما ً أنها قدمت هدية لا لأيتام العراق، ولا لأيتام جيرانه!)

 وعودا ً على بدء لما ذكرنا في مطلع المقال..أصبحت أموال وثروات البلد ملكـا ً حكرا ً على السادة القادة والرؤساء والملوك  و آبائهم ...

لماذا لايكون التوزيع والمساعدات والهدايا باسم الدولة التي تديرونها أنتم، فيشكركم الشعب باعتبار مناصبكم لا باعتبار أسمائكم الرنانة وألقابكم التي زكمت منها أسماعنا قبل أنوفنا؟ لا تقولوا أن الشعب أطلق عليكم هذه الألقاب فإن هذه فرية عظيمة، وإن كان الأمر كما تدعون، فليخرج أحدكم ويعلن للناس عن برائته مما ينسب إليه من ألقاب، وليجعل هداياه "صدقة في السر" كيف تطفئ غضب الشعب عليكم قبل غضب الرب! أليس هكذا علمتمونا؟

انظروا الى الدول الغربية(الكافرة كما تقولون) لها ميزانيتها، وما يفيض عنها سنويا ً تخصصه الجهات المعنية لمساعدة أصحاب الدخل المحدود مثلا، دون ذكر للسيد الرئيس ولا السيد أو الاستاذ ولا الدكتور الفلاني ولا علان ابن محكان!! بل توزع باسم الدولة والشعب، بل يشترك الشعب نفسه في طريقة صرفها عن طريق ممثليهم في البرلمان .

 فيا قادة الأمة العظام، لا نزال حديثي عهد بألقاب الرئيس وأسمائه التسعة والتسعين، ولا تزال مسميات وعناوين هداياه "المنحازة " تثير في نفوسنا الحقد عليه وعلى ما جادت به يداه القذرتان على شعب العراق من ويلات وبلاء ...لم نعد نطق ذرعا ً بما نسمع...كفاكم فخرا ً بما لم تحققوا... وكفاكم تبجحا ً بالجود بما لم تملكوا، فالملك ملك الله، والأرض أرض الله، وما فيها ملك لأبنائها، فتوقفوا عن هذا الرياء والتبجح والرغبة إلى المدحة بما لم تفعلوا، فإنها ممقوتة على لسان القران الكريم (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم)...

 "أيها الحكام بالله عليكم

أقرضوا الله لوجه الله

قرضا ً حسنا ً وانقرضوا!"

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com