|
لهجرة الملايين من العراقيين وعلى مدى أكثر من ثلاث عقود وجه آخر إيجابي مستتر لاتظهر بعض نتائجه على الفور ...في التسعينات وعند إشتداد الحصار على أهلنا قدم الكثير من أبناء المهجر العراقيين كل مايملكون من غال ونفيس لعوائلهم في الداخل ورغم عدم وجود أحصائيات إلا إن الكثير والكثير جدآ من العراقيين في الداخل قد تم أنقاذهم من فقر مدقع نتيجة لذلك ...اليوم هناك مليوني عراقي في الدول الغنيه، أوربا وكندا والولايات المتحده، هؤلاء طاقه كامنه للمستقبل، لا أقصد الأباء بل الأبناء من الجيل الثاني وحتى مستقبلآ ,على مدى عشرون عامآ، من الجيل الثالث .....لنحاول تعريف الأبداع ولا داعي لتزويج المفرده وجعلها أبداع خلاق أو أية أضافه أخرى لأن الأبداع يشمل الملحق بالمعنى ذاته. ويشمل ذلك بالطبع كل المهن ومجالات الرياضه والفن. ليس من المفيد هنا أن نزج بموضوع الأبداع الجمعي بالموضوع وسنبقى على قدر حالنا لنتأمل بالأبداع المنتظر من الفرد المهاجر... مازال العراقيون في المهجر حديثي العهد بغربتهم وإن مرت على بعضهم ثلاث أو أربع عقود مقارنة باللبنانيين والمصريين والكثير من الأقوام الأخرى التي مضى عليها قرن من الزمان أو أكثر ...العراقيون مازالوا قليلوا الخبره ولم يندمج غالبيتهم مع شعوب الدول المضيفه وبعض الصداقات وعلاقات العمل لاتعني فهم الآخر ولا تعني الأندماج الفعلي بل بداية أندماج وما زلنا في الخطوه الأولى بمسيرة الألف ميل لأعتقادي إنه لاأبداع ظاهر للعيان قبل الجيل الثالث!! ربما هناك حالات منعزله هنا وهناك ولكنها تبقى ضئيله بالنسبه لعدد المليونين لسبب بسيط هو إن هذا العدد الذي يبدو ضئيلآ إلا أنه يضم الكثير من المتعلمين والمثقفين وأنصافهم وكذلك الكثير من الفنانين والرياضيين وهؤلاء طاقه كامنه لأبداع أبناءهم أو أحفادهم في المستقبل خاصة وإن أوربا وأمريكا تربه خصبه لتطوير القدرات وأبرازها ولنا في زيدان الجزائري مثلآ ... هاجر العراقيون وهم يحملون جراحهم في القلب ومعظمه شارد الذهن وربما توقف الزمن عنده لحظة مغادرة الوطن، الكثير منهم لازال يحلم بالعوده رغم أستحالتها، لايريد أن يقتنع إن الأرض التي يقف عليها اليوم هي وطنه ,شاء أو أبى!، ولا يريد أن يقتنع إن بلده وبعد عشرات السنين أضحى غريبآ عليه أيضآ والدنيا مع ناسها تغيروا! ليس من المجدي للعراقي في المهجر أن يسبح عكس التيار و سيكون من عوامل فشل أبناءهم إن قرروا العيش بكانتونات مع بعضهم في المهجر أو تجميع أبناءهم مثلآ بنوادي رياضيه خاصه بهم، لينطلقوا في الفضاء الأوسع لتطوير قدراتهم والتعلم وربما الأبداع لاحقآ ..هاهم البنانيون رؤساء لنصف جمهوريات أمريكا الجنوبيه وهاهم المصريون يحصلون على جوائز نوبل بفضل هجرتهم ولولاها لربما سكنوا القبور كأقرانهم، أنها فرصة العراقي في المهجر وإن لم تكن له فلأ بنائه فلا تسجنوا الأبناء رجاءآ بخرافاتنا وعاداتنا...أتركوهم ينهلون ولكن كونوا موجهين لهم لكي لانقع على الطرف الآخر من المعادله ويكونوا لاسامح الله من زبائن الشرطه والقضاء ...
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |