|
حدث اعدام صدام والتغطية الاعلامية المنحازة
محسن نجم يحاول كل هؤلاء الذين يخشون تكرار ما حصل في العراق ,أدامة الصراع الدائر هناك والعمل على تغذيته وبشتى الوسائل ليضمنوا عدم استقراره خوفا من وصول النار الى بلدانهم ولعل من اهم احدى تلك الوسائل (وسائل الاعلام) او السلطة الرابعة والتي ينبغي ان تكون محايدة هدفها الاساس البحث عن الحقيقة مهما تكن واينما تكون؟ لا ان تكون رخيصة لخدمة هذا الطرف او ذاك! فمصطلح النزاهة (عدم التحيز) والدقة والانصاف احد اهم العوامل الجوهرية في القانون الاعلامي فضلا عن الامانة واللياقة ومفهوم عدم التحيز كما يعرفه قانون الوسط الاعلامي (هو ان لا تساند حزبا او دينا او افرادا او مجموعة عرقية بعينها ليعطي مجالا لعرض وتحليل أراء وقرارات كلا الاطراف) *معهد صحافة الحرب والسلام وبالمقارنة مع ابسط هذه المعايير يكون الاعلام العربي قد احدث خروقات كبيرة فيما لو اخضعناه للمقارنة مع تلك المعايير , فمثال بسيط ان هؤلاء الذين تصفهم الفضائيات بانهم (أرهابيون) وفئة ضالة فيما لو قاموا باية (اعمال تخريبية) وفيما لو وقعت اعمالهم على اراضي تلك الدول لكنهم وعلى حد وصف نفس فضائيات تلك الدول بانهم (مجاهدون) واعمالهم التخريبية اعمال (مقاومة) للمحتل فيما لو وقعت في العراق ,كون ان هؤلاء حسب ادعاءهم يقاتلون الجيش الامريكي الغازي لدولة العراق وبديهي للجميع كيف جاء الجيش الامريكي من قواعده الموجودة على اراضي تلك الدول ,فقاعدة السيلية مثلا لا تبعد الا أميالا بسيطة عن مقر قناة الجزيرة الفضائية والتي تعد من ابرز المطبلين لما يسمى "بالمقاومة "! وربما كان حدث اعدام الدكتاتور السابق صدام العامل الابرز لرصد سلوكيات هذه الفضائيات ووضعها على المحك وهل انها تعمل بمهنية ام لا؟ فالطريقة التي تعاملت بها هذه القنوات كانت مفضوحة ومستهجنة وتفتقر للحيادية اذ لوحظ الفرق الواضح بانحيازها للجلاد على حساب ضحاياه وهم كثر, ومن العيب ان نرى الفضائيات العربية قد صورت للمشاهد ان ذلك "الوحش الكاسر والذي لم ينجو من بطشه حتى اقاربه" على انه ملاكا طاهرا راح الى مثواه شهيدا مظلوما في صبيحة يوم العيد لكنها عدالة السماءالتي جعلت اعدام هتلر بغداد في نفس المكان الذي لطالما شهد صدورا قد مزقتها قسوة وابل الرصاص واعناقا سئم حبل الجلاد من كسرها لكثرتها . لكن ماالذي جرى ليتحول دكتاتور العراق الى اسطورة لدى هذه الفضائيات التي ما انفكت تمسخ عقول الشعب العربي اذ اوحت للجماهير ان بموت "صدام" يعني ضياع مشروع الامة النهضوي لتصاب الجماهير بعدها بالهستريا لتنطلق المظاهرات والاحتجاجات بلا ادنى تفكير هنا وهناك ورب سائل يسال اين مهنية الاعلام وحياديته من كل ذلك؟ فالجلاد معروف وضحاياه معروفيين ولازالت مظلوميتهم تقرع الاسماع فهلا قرعت اسماعهم؟ الم يسمعوا لصدام بهياته ولسانه كيف يهدد ويتوعد بانه لن يتردد بقتل الالاف دون ان تهتز له شعرة" ليكفيهم ان هذا الرجل كان جلادا؟ ألم يشاهدوا الافلام الوثائقية التي تظهر مدى قوة بطش سلطته ليقتنعوا ان الرجل كان دكتاتورا فاق اقرانه؟ من منا لم يشاهد ما حصل لمدينة حلبجة الكردية المنكوبة من بربكم لم يشاهد مجازر الوسط والجنوب ابان فشل الانتفاضة الشعبية عام 1991 التي كادت ان تطيح بصدام لولا تدخل امريكا حينها بدفع من بعض الدول الاقليمية كالسعودية وتركيا اللاتي خشت من وصول طائفة معينة لدفة الحكم الم تكفيهم المشاهد المرعبة لاعدام اولئك الشبان الثلاثة كل من علي عبد الله شوكي الربيعي وجمعة محمد عزيز الماجدي والضحية الثالث مهدي صالح علي وكيف تم تفجير اجسادهم بعد ان جئ بهم لمكان امتلا بحضور البعثيين ليتقدم أحدهم ليقرأ بيان ادانتهم وما ان ينتهي يعلو تصفيق الحضور ثم يبدا عدة اشخاص باقتيادهم لمكان وعر ومن ثم يبدا بلصق مادة تي ان تي شديدة الانفجار ويساقوا الى حتفهم ليفجروا عن بعد بواسطة الريموت كونترول كلا على انفراد ألا يكفي هذا لوحده دليلا كافيا لاثبات سادية جلاد بغداد كم سنحتاج من الوقت لنقنع كل هؤلاء ان ضحايانا الذين غيبت اجسادهم المقابر الجماعية التي قاربت 300 مقبرة جماعية في عموم العراق,لم يموتوا بسبب وباء الطاعون الخطير او بزلزال كبير او بتونسامي ضخم ضرب العراق قبل أندونيسيا وانما هم ضحايا بطش ذلك الجزار الذي صورته فضائياتهم على انه أسطورة او بطلا قوميا ولا اعتقد انه من الصواب ان نوجه اللوم لتلك الفضائيات التي تعمل باجندة طائفية قذرة حيكت بكل مهارة ولا تراعي اي مهنية بل تعمل ضمن مبدا كذب حتى تصدق كذبك اذن لا استغراب فيما لو خرقت تلك الفضائيات القوانيين والاخلاق الاعلامية لكن عتبي على كل هؤلاء , بما فيهم من منظمات وجمعيات تدعي انها تعمل لصالح كرامة الانسان وما اندهاشي وعجبي الا لاستنكارها وادانتها اعدام فرد اذاق شعبه الويلات طيلة سنين حقبته المظلمة على مراى ومسمع منها لم تكن لتحرك ساكنا ولم تستطع ان تغير شيئا وهي تشاهد كرامة الانسان العراقي تهدر كل يوم فما بالها كسرت صمتها الرهيب الذي دام لسنوات لتتحدث عن خرق حصل باعدامه لحقوق الانسان ولتعرب عن اسفها باعدام هتلر العراق الذي ازهق ارواح الالاف الالاف الابرياء رجالا ونساءا واطفالا اين انسانيتهم من كل ذلك ام ان جميع هؤلاء لم يكونوا بشرا وبالتالي لم تكن تلك المنظمات معنية بهم ام ان الموازيين اختلت حتى عند هذه التي تدعي انها معنية بحقوق الانسان
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |