|
لماذا الان ترسل مصر وفد لإيران، ومخاطره على شيعة العراق واستمرارالمؤامرات المصرية
حسين باقر جاسم بسم الله الرحمن الرحيم طوال فترة الثمانينات والتسعينات وحتى بعد سقوط صدام، رفضت مصر أي تقارب مع ايران، وبررت ذلك بدعاوى شتى، ولكن ما حصل أخيرا من زيارة مريبة لوفد مصري الى ايران، وما صدر عنه من التمهيد لعودة العلاقات بين البلدين، يطرح تساؤل مهم، لماذا الان ؟ وما علاقة ذلك بتقسيم ما يعتقدون انه حصتهم من الكعكة العراقية ؟ وما علاقة ذلك بترسيم خطوط حمراء يلتزم بها كل طرف داخل الساحة العراقية لضمان نفوذ كل منهما وعدم تقاطه وضمان عدم التصادم ؟ ومدى خطورة ذلك على الوضع الداخلي العراقي ومخاطره على شيعة العراق خصوصا. وهل المبررات التي قدمتها مصر لتبرير هذه الزيارة يمكن ان تقنع احد، فاذا كانت هذه المبررات التي قدمت بدعوى حاجة كلا البلدين للاخر كعلاقات اقتصادية وسياسية وتجارية، فلماذا لم تحصل تلك العلاقات اذن بالثمانينات او التسعينات او بالسنوات التي تلت سقوط صدام، ولماذا الان ؟ وهل يصدق احد بأن هذا التقارب بعيد عن الاطماع الاقليمية المصرية وغيرها بالعراق. فطوال فترة الثمانينات والتسعينات كانت مصر تضمن اطماعها بالعراق عن طريق الناصريين بالستينات، والبعثيين بعد ذلك،ِ المتسلطين على الحكم، والتي كانت لمصر دور بدعمها لانقلابات وتمردات عسكرية دموية، ودعهما لمليشيات الحرس القومي برشاشات بور سعيد المصرية، و ارسال طائرات مصرية واذاعة وتخطيط لتمرد الشواف بالتسعة وخمسين، ودعمها لانقلاب عام 1963 الذي اوصل البعثيين والناصريين (محور البكر – عارف)، واحتضانها صدام كلاجئ سياسي بالستينات، ودعمها له بحروبه ضد ايران والمعارضة العراقية، ورفضت مصر اسقاط نظام البعث وصدام وحكم الاقلية السنية، وحذرت من اسقاطهم خوفا من بروز الشيعة كما صرحت مصر بذلك علننا وعلى لسان حاكما حسني في المانيا قبل عمليات اسقاط صدام على يد قوات التحالف. كل ذلك دفع مصر لعدم التقارب مع ايران، ورفض أي حوار معها، بعد سقوط الشاه، ولكن بعد سقوط صدام والبعث، وظهور قوى كانت ترفض مصر ظهورها على الساحة العراقية وحذرت من بروزهم، ويمكنها من ضرب نفوذها فيه، وقدرتها على توجيه ضربات موجعة للقوى وللشرائح المشبوه التي تدعمها مصر، مما جعل المصريين يعلمون بأن قدرتهم على ضمان نفوذهم بالعراق لم يعد مضمونا بالشكل الذي كان تضمنه لها القوى الناصرية والبعثية سابقا بالحكم. وبعد فشل القوى السنية الطائفية كالقاعدة وهيئة علماء السنة وغيرها في تهميش شيعة العراق بعملياتهم الارهابية، لذلك دفعها للتفاوض مع ايران ضمن سياسة التوازن الاقليمي بين الطرفين الايراني والمصري على حساب شيعة العراق، من جهة، واستغلال الخلافات الشيعية العراقية من جهة ثانية، واستغلال الازمة الطائفية والاثنية من جهة ثالثة ضمن مخطط مصري خبيث للعلب على عدة جهات. هذا من جهة.. رضوخ مصر لحقيقة قوة النفوذ الشيعي بالعراق دفعها لايران للتامر على شيعة العراق ومن جهة ثانية.. علمت مصر بأن القوى الشيعية العراقية تتخوف من النفوذ المصري بالعراق والذي يهدد تركيبة العراق الديمغرافية ضد الاكثرية الشيعية من جهة ويهدد الامن الداخلي العراقي والنسيج الاجتماعي، ويمثل خطر على الاقتصاد الداخلي بالعراق، ويمثل تدخل مصر مخاطر لاثارة الفتن ودعم الانقلابات والمؤامرات التي تؤكدها التاريخ العراقي من بشائع تدخلات المصري في شؤنهم. فلذلك تضن مصر بأن ايران لديها القدرة على الضغط على الفصائل الشيعية العراقية وخاصة المسلحة، التي يشيع البعض بأنها تحصل على الذخائر والاسلحة من ايران ليس لدعمها ضد عدائية المحيط الاقليمي والجوار والطائفيين السنة، بقدر لتصفية حسابات مع امريكا على الارض العراقية كحال سوريا ومصر والاردن وغيرها التي تدعم الفوضى بالعراق بشكل او بأخر. وهنا يجب معرفة ماذا يعني المصريين بالنفوذ المصري بالعراق ، وماذا يعني الايرانيين بالنفوذ الايراني بالعراق. فكلا البلدين ايران ومصر لديهم كثافة سكانية كبيرة، وزيادة سكانية، وبطالة، وفقر لشرائح سكانية لقطاعات واسعة، وهناك توجه خارجي لدى تلك الدول وشعوبها لخارج حدودهما، لايجاد نفوذ لهذه الدول، والفريسة هنا هو العراق، ونبدأ بمصر وهي الاخطر بحكم فقرها الاقتصادي من حيث الثروات وطائفية الشعب المصري: 1. مصر تريد ارسال ملايين المصريين السنة للعراق بحجة العمالة تحت اغطية ومبررات ما تسمى القومية والدين واستغلال عقدة الاقلية السنية للسنة العرب العراقيين، وهلم جر، ولديها أهداف متعددة من ذلك: أ. النفوذ الديمغرافي: الهدف الاول جعل الشيعة اقلية بالعراق بحكم ان اربعة ملايين مصري سني سوف يجعل الشيعة اقلية فيه. ب. الهدف الثاني دفع جموع بشرية مصرية سنية للعراق سوف يقلل البطالة بمصر. ت. الهدف الثالث: لتطويق ايران ديمغرافيا بمحيط سني، وخاصة اذا ما علمنا ان كل الدول المحيطه بايران ما عدى العراق هم اغلبية سنية، لذلك ارسال ملايين المصريين السنة للعراق بحجة العمالة سوف يحد من النفوذ الايراني كما تضن مصر والقوى الاقليمية السنية. ث. الهدف الرابع: نظرا للازمة السياسية التي تعانيها مصر، ولابعاد الشباب المصري عن التدخل بالشأن السياسي الداخلي المصري، وتوجيه الانظار بعيدا، تعمد مصر لجعل المصريين ينشغلون بالقضية العراقية تحت مسميات الصراع الطائفي الشيعي السني، والصراع القومي، وجعل العراق مطمح كل مصري للاستيطان فيه او جعله منطقة نفوذ ديمغرافي لهم. ج. الهدف الخامس: لضمان الامن الداخلي المصري، عمدت مصر بالثمانينات وحتى في السبعينات لدفع اعداد كبيرة من خريجي السجون والمجرمين للعراق، للتخلص منهم، وقد عانى العراقيين من ذلك الكثير ولحد الان، بل تدفق للعراق بشكل كبير المتطرفين المتشديين المصريين السنة الذين كانوا سبب في نشر الطائفية كخلايا تنظيمية نائمة وكان لحركة التكفير والهجرة المصرية دور في ذلك كما اكد ابراهيم الصميدعي وهو كاتب سني عربي عراقي، ولذلك تريد مصر جعل العراق ارض لحل ازماتها الامنية الداخلية. 2. النفوذ الاقتصادي: تنظر مصر للعراق على انه الحديقة الخلفية لها، ومنطقة لاستهلاكها بضائعها، ومنفذ لصناعاتها، لذلك ترى مصر ليس من مصلحتها جعل العراق دولة مصنعة للسلع الاستهلاكية او الانتاجية التي تنتجها دول العالم الثالث ، لان ذلك سوف يهدد الاقتصاد المصري ويؤثر على الصادرات المصرية اليه، ولذلك ترى مصر بأن وقف المصانع العراقية حاليا وفي زمن الحصار وحرب ايران يدخل في مصلحة الاقتصاد المصري، وليس من مصلحتها جعل العراق دولة مصنعة خارج الوصاية المصرية. 3. النفوذ الامني: تشعر مصر بأن الشيعة بالعراق يمثلون تهديدا لها ولنفوذها، وخاصة ان مصر تظهر نفسها المدافع عن السنة بالشرق الاوسط، وان الازهر مرجعية للسنة بالعالم، لذلك ليس من مصلحة مصر ان يكون للشيعة نفوذ بما يوازي نسبتهم السكانية والاقتصادية، لذلك تعمد مصر على المطالبة بأعطاء السنة حجم اكبر من حجمهم بالعراق ولدعم السنة ضد الشيعة، وخاصة ما اكده تقربر نواف العبيد المسئول الامني السعودي فيها، من اجل ان تلعب على الوتر الطائفي بعد ان تامرت على العراق مستغلة الوتر القومي باثارة الفتن. تنبيه: القاعدة بالعراق التي يتزعمها ابو ايوب المصري ومفتيها ابو عبد الرحمن المصري ومسئول التفجيرات فيها ابو يعقوب المصري واغلب الارهابيين الاجانب هم مصريين بالعراق لوجود مئات الالاف المصريين الذين جلبهم البعث وصدام بالسبعينات والثمانينات ضمن مخطات طائفية ديمغرافية ضد الاكثرية الشيعية العراقيين. فهذا القاعدة لم تشن هجمات كسر عظم ضد الشركات المصرية، ولم تستهدف الوجود المصري فيه، كما استهدفت العراقيين وشركاتهم وشرطتهم وجيشهم وتجمعات عمالتهم، كما حصل بالهجمات الارهابية في ساحة عدن بالكاظمية ومدينة الثورة وساحة الطيران وغيرها، في نفس الوقت نرى التقارير المصرية تؤكد توافد للعمالة المصرية للعراق حسب ما اكده احمد العماوي وزير القوى العاملة المصرية وكذلك ما صرح به مستشار العمال المصري بالكويت عن تدفق عمالة مصرية عبر الشركات الخليجية التي ترسلهم للعراق. كل ذلك يؤكد بان القاعدة شاء من شاء وابى من ابى تمثل اليد الضاربة لمصر بالعراق، وهذا احدى اسباب تأجيل مصر ارسال قواتها للعراق لضمان نفوذها الغير مشروع فيه، والذي جنته عبر دعم التمردات والطائفية والعنصرية ودعم سياسات الاستبدال المذهبية الاستيطانية البغيضة ضد العراقيين، لذلك نرى ان حارث الضاري الذي رفض حرب القاعدة بالعراق واعتبره منه وهي منها، تستقبله مصر ويقيم ابنه مثنى في القاهرة. أما ايران فهي كمصر تنظر للعراق كذلك كمنطقة نفوذ وساحة لتصفية حسابات مع امريكا، وساحة لتصفية حسابات اقليمية، فمصر تريد تغير موقف امريكا من الشيعة وتهميشهم، وترجيح كفة السنة بمحورهم الموالي للاطماع المصرية، وايران تريد تصفية حسابات اقليمية لاغراض اخرى: 1. النفوذ السياسي: تعمد ايران كحال الدول الاقليمية لجعل العراق ساحة لتصفية حسابات اقليمية وللضغط كل منهما على الاخر للاعتراف بقوتها وكذلك الضغط على امريكا لابعادها عن الساحة الايرانية والاقليمية كما يعتقدون. 2. النفوذ الاقتصادي: تتصارع الدول الاقليمية على جعل العراق سوق لاستهلاك بضائعها الاقتصادية، لذلك ليس من مصلحة مصر والاردن وسوريا وتركيا وغيرها عودة الصناعات العراقية، لذلك ايران كمصر تريد العراق سوق لتصدير بضائعها علما ان مصر لم تجني ارباحها بالعراق الا من خلال الازمات الدموية والصراعات التي كانت تغذيها مصر نفسها بدعمها للمؤامرات والانقلابات والفتن. 3. طوال الفترة الماضية بعد سقوط صدام والبعث وحكم الاقلية السنية وبروز القاعدة، لم تتعرض اي شركة مصرية او ايرانية لهجمات مسلحة من قبل الجماعات المسلحة ، فيطرح تساؤل لماذا ؟ وهل هناك تنسيق بعدم التصادم وتضارب النفوذ ؟ والاغرب ان نرى ان الجماعات المحسوبة على جيش (المهدي) لم تشن هجمات ضد المصريين بالعراق في وقت اغلب الارهابيين الاجانب بالعراق مصريين من الذين جلبهم البعث وصدام، واقتصر بهجماته ضد العراقيين فقط، حاله حال القاعدة والجماعات السنية المسلحة الارهابية التي تحتضن مصر قوى كمثنى حارث الضاري ممثل هيئة علماء السنة الداعم للقاعدة والرافض لمحاربتها بالعراق، هذه القاعدة ايضا لا تشن هجمات ضد المصريين والايرانيين بالعراق وتقتصرها على العراقيين وخاصة الشيعة منهم بشكل خاص. وأخير نؤكد بان الصراع الاقليمي وخاصة المصري والايراني على الكعكة العراقية، وطموح كلا البلدين لجعل العراق ساحة لتصفيات حسابات اقليمية فيما بينهما، من جهة، وساحة لعدم التصادم فيما بينهم في حالة الاتفاق من جهة ثانية، يكون دائما العراقيين ضحاياها. تحذير: مصر تنتهج سياسة المرحلة والتي تعتمد (يتمسكنون ليتمكنون ثم ليتفرعنون) لذلك حذاري من السماح للاطماع المصرية ان تستمر بالعراق وحذاري من الوجود المصري فيه، فيشهد الله التاريخ القديم والحديث يثبت بان المصريين سبب رئيسي للبلاء الذي عانى منه العراقيين منذ عشرات السنين ولحد الان، ونحذر القوى السياسية الشيعية العراقيين من مخاطر التامر الاقليمي على العراق كوطن وعلى تركيبة العراق الديمغرافية، والمستهدف فيها الاكثرية الشيعية، لذلك يجب مواجهة اي مشاريع للتوطين مهما كانت اغطيتها (عمالة او لاجئين) فالحذر الحذر. فهل تُخدع ايران بزيارة الوفد المصري لها، ومؤامرات مصرية على شيعة العراق فالحذر ونحذر ايران بان مشروع محاصرتها سنيا، بتغير تركيبة العراق ديمغرافيا عبر دفع ملايين المصريين السنة بحجة العمالة ودفع ملايين الفلسطينيين السنة بحجة توطين اللاجئين، هي مشاريع تستهدف شيعة العراق اولا، وتستهدف ايران بمحاصرتها ديمغرافيا، والضحية شيعة العراق الجعفرية، فالحذر الحذر، ويجب على الجميع ان يفهم ان تركيبة العراق الديمغرافية خط احمر لا يمكن تجاوزه. وندعو الله بالخزي والفشل لكل مشاريع التامر على شيعة العراق وعلى تركيبة العراق الديمغرافية، بعون الله وليس لنا حول ولا قوة ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. ....................... ومضات للتفكر: التقارب المصري الايراني ومخاطره على الوضع العراقي وشيعته و نتائج الصراع الاقليمي مصر والتخطيط لمحور طهران القاهرة،ومحور القاهرة عمان الرياض،لمحاصرة شيعة العراق
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |