|
“اعلم أخي أن النقش هو النقاش” (فريد الدين العطّار) ما أصعبها، وحدة أمير زمانه. أقول وبالله التوفيق ومنه، كما قال أبوعلي حسن الماجدي، بلسان “العطار”: “لا أحد يفقه سر اللغة التي بيني وبينك.. عالمك وعالمي وراء الإدراك”. الماجدي، صاحبي الذي يعرف أن اللغة سجن، وأن الجسد سجن، وأن المال سجن، وأن الدنيا سجن، يلقي بنفسه، وليس بجسده فقط، (في) كل ما يخشى منه الناس. إنه بحر، يقف خارج الوقت، ولا ينام في وقت. فالبحر صامت بينما يمزقه الحب إرباً إرباً، فتختبئ جواهره في جوهره، ليصير هو الصياد والطريدة. من كان منكم طريدةً، فليذهب الى آخر أهراءات الغابة، ولينفِ نفسه، وهو في حضرة الجزيء الذي لا يتجزأ، لأنه صار نقشاً، نسيه النقاش، ومضى الى حال سبيله. بالله عليكم، أيها الملوك المتوّجون، وأنتم يا أمراء الزمان الأرضيون، إذا ما لقيتم غزالتي في براري بلدانكم، فقولوا لها: “يا مريم، غيبكِ الغَيْهبُ، فصرت الخط والنقطة، ونام الخليّون بلا خلان: وحدي أنا المسكون باللامعرّف، أتعرف عليه، في مجمرة روحي، وبراكين غلطاتي!”. تقول مريم: “الشريعة أن تعبده، والطريقة أن تقصده، والحقيقة أن تشهده”. وأقول: الماجدي.. المحبة بين السماوات والأرضين، حيث اللامعرف، واللاموصوف، يهرول بروحه نحو الأرضه، النسبي، المعرّف، والموصوف: الإنسان. تقول مريم: قُد قلبك، وامحُ نفسك، واقتبل محبوبك، وذب في إهابه، فلا منزلة تليق به بين منزلتين. ما يليق به هو نقش شاهده نقاشه، فذاب في اللون. إذن، تعال، يا أخي، نقف عند عتبة بوابة الرضا، فلعل مولانا يسمح لنا برؤيته، يتدلى بين الشفع والوتر، وبين البصر والأبصار. قالت مريم: “وما رأيت، يا أخي، عندما التقيت رويم؟”. قلت: “إني لأستحي”. قالت مريم: “وهل يستحي الحبيب من الحبيب؟”. قلت، قال رويم: ابق مع الله على ما يريد، لا تملك شيئاً، ولا يملكك شيء. هتفت “بنت مطر”: “وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله”. قلت لها: “يا مريم، هو (في) أنفسنا، أفلا نبصر؟!”. ثم حدث أني رأيت الماجدي ومريم مثل عمودي نور، يحلق بهما باز، والباز في دانة، والدانة في ياقوتة، والياقوتة في نور. وجلّ وجه الله تعالى.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |